15-يوليو-2024
يهودا فوكس

قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، اللواء احتياط يهودا فوكس

يشير التدقيق في سجل المخططات التي نفذها قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، اللواء احتياط يهودا فوكس، الذي أنهى مهام منصبه مؤخرًا، إلى تغيير جوهري بنيوي في الواقع الأمنيّ، يُمهد إلى انقلاب المشهد الطبوغرافي والديموغرافي والاقتصادي في الضفة الغربية.

ويَظهر حجم التغيير الجوهري، الذي أدخله خلال سنواته الثلاثة في المنصب، على الواقع في الضفة الغربية؛ بدءًا من بناء قوة مسلّحة قوامها 7 آلاف مستوطنٍ، وتدريبهم بشكلٍ نظامي، وتوفير الحراسة للبؤر الاستيطانية غير المرخصة، التي تعتبر معقلًا لـ"تنظيم جباية الثمن الإرهابيّ"، وتنطلق منها الهجمات على الفلسطينيين وممتلكاتهم، إلى تكثيف العمليات العسكريّة على مخيمات جنين وطولكرم، واستئناف الغارات الجوية لتنفيذ الاغتيالات، وبناء 50 كم من الجدار الفاصل واستئناف عمليات الاغتيال جوًا.

أخطر هذه البؤر، هي "البؤر الاستيطانية الرعوية والمزارع"، وتُشير التقديرات أنها تجاوزت حاليًا العشرات، حيث يستولي مستوطن واحد برفقة قطيع على مساحة شاسعة من الأرض، ويمنع بهذه الطريقة الفلسطينيين من الوصول إلى حقولهم ومراعيهم

وبحكم منصبه؛ يُعتبر فوكس أو من سيحلّ مكانه، الحاكم العسكري مطلق الصلاحية في الضفة الغربية، والقيادة المسؤولة عن جميع الوحدات والفرق العسكرية المتمركزة في الضفة الغربية والقدس و"تل أبيب الكبرى"، ويقع مقرّ القيادة الرئيسي في مستوطنة "نيفي يعقوب" شمال القدس.

ومن بين أكثر القرارات تأثيرًا التي اتخذها فوكس على طبوغرافية الضفة الغربية وعبر تشجيع التوسع الاستيطاني، هو توفير الحراسة على مدار الساعة للبؤر الاستيطانية غير المرخصة المقامة على أراضٍ فلسطينية بملكيّة خاصة، وهذه البؤر، كما ترى المنظمات الحقوقية الإسرائيلية، تُعتبر في الواقع معاقل تنظيم جباية الثمن الإرهابي اليهودي، الذي يُنفذ هجمات بشكلٍ متواصل على الفلسطينيين.

 وأخطر هذه البؤر، هي "البؤر الاستيطانية الرعوية والمزارع"، وتُشير التقديرات أنها تجاوزت حاليًا العشرات، حيث يستولي مستوطن واحد برفقة قطيع على مساحة شاسعة من الأرض، ويمنع بهذه الطريقة الفلسطينيين من الوصول إلى حقولهم ومراعيهم.

ونفذ اللواء فوكس مخططًا أدى في النهاية لبناء جيش من المستوطنين في الضفة الغربية قوامه 7000 جندي، وذلك ضمن مشروع بناء قوات الحراسة الإقليمية الاستيطانية في الضفة الغربية، وأعدّ برنامجًا تدريبيًا نظاميًا لهم، وبموجبه زُوِّدُوا ببنادق حربية طويلة وعتاد عسكري وأمني واستخباري، من بينها طائرات استطلاع بدون طيار،  وقد وثق نشطاء وحقوقيون إسرائيليون وصحيفة "هآرتس" حالات عديدة نفذت فيها هذه القوات اعتداءات على الفلسطينيين في المناطق المصنفة "ج".

وبخلاف مخاوف المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، يُنسب إلى فوكس قرار العودة بعد عشرين عامًا إلى عمليات الاغتيال باستخدام الطائرات في مخيمات جنين وطولكرم في عام 2023، ومنذ ذلك الحين تم تنفيذ أكثر من 55 غارة جوية،  استشهد فيها حوالي 90 شابًا. 

وصادق فوكس على تنفيذ 65 عملية مداهمة عسكرية هجومية في عمق المناطق المصنفة "أ" طبقًا لاتفاق أوسلو، قتلت خلالها قواته 530 شهيدًا تم وصفهم بـ"المسلحين"، لكن المعطيات الفلسطينية تقدم صورة تنسف هذا الادعاء من جذوره.

وأحدث فوكس تعديلًا في تعليمات فتح النار لجنوده، على نحوٍ بات من المسموح إطلاق النار الحي على العمال في أثناء محاولتهم عبور الجدار الفاصل متوجهين إلى عملهم في الداخل المحتل، وبناءً على ذلك ارتفع نطاق استهداف العمال بالرصاص ومعه ارتفعت أعداد الجرحى والشهداء في صفوفهم.

وكانت تشير تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قبل عدة سنوات، إلى أن 50 ألف عامل فلسطيني يدخلون للعمل داخل الخط الأخضر أسبوعيًا،  من خلال الثغرات العديدة وغيره من البنية التحتية المتهالكة الموجودة في الجدار الفاصل، وتقلّص حاليًا هذا الرقم ليصل إلى المئات فقط أسبوعيًا، وذلك على خلفية ما أسماه فوكس بـ "خلق الردع"، وتعديل التعليمات بإطلاق النار على الفلسطينيين، في أثناء محاولتهم تخطي الجدار الفاصل، وبناء حاجز معقد وتكنولوجي في شمال الضفة الغربية، يصل طوله إلى نحو 50 كم بدلًا من السياج.

 كما أُضيفت إلى الجدار أجهزة رصد ومراقبة في مواقع عسكرية، ويستخدمها الجنود لتقديم تقارير مباشرة إلى قادة الألوية في قوات الاحتلال الميدانية على مدار الساعة. وفي جنوب الضفة الغربية أُنْشِئ جدار جنوب الخليل، أدى إلى شلّ حركة المركبات التي تقلّ العمال المتوجهين إلى الداخل المحتل، وتقليص عدد السيارات التي كانت تمر يوميًا عبر الثغرات بالمئات إلى الصفر.