الترا فلسطين | فريق التحرير
قال معلق سياسي للقناة 12 العبرية، إن 45% من الجنود القتلى بنيران المقاومة في قطاع غزة حتى اليوم الثاني، ينتمون الى تيار الصهيونية الدينية المتطرف.
وادعى المعلق عميت سيغال أن الصهيونية الدينية لا تحظى بالمكانة التي تستحقها في الحرب، رغم أن "نسبة كبيرة من الجنود الذين سقطوا في معارك غزة يأتون من هذا التيار".
الإحساس بالدونيّة والشعور بالعزلة، دفع حاخامات تيار الصهيونية الدينية المتطرف إلى دفع أتباعهم بالانخراط في جيش الاحتلال.
وطالب عضو الكنيست عن حزب الصهيونية الدينية تسفي تسوكوت، قبل عدة أيام، في تغريدة على موقع X بتعيين ممثلين عن الصهيونية الدينية في مجلس الحرب لدى الاحتلال، وجاء ذلك تعليقًا على مقتل مستوطن من مستوطنة يتسهار أثناء مشاركته في الحرب داخل قطاع غزة.
وكتب تسفي تسوكوت : "بصفتي عضو في لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، يجب أن أقول إنني أشعر بقلق بالغ إزاء الاتجاه الحالي في غزة. ليس من الممكن أن تكون الصهيونية الدينية جيدة بما يكفي للموت في المعركة، لكن هناك من يمنعها من المشاركة في حكومة الحرب".
ولفت الصحفي المتخصص في الشؤون الاسرائيلية، أنس أبو عرقوب، لـ"الترا فلسطين" أن مصطلح "الصهيونية الدينية" يطلق على التيارات الدينية الإسرائيلية التي تزاوج بين التطرّف القومي والديني، وتعتمد على التوراة بصفتها تعطي الحقّ لليهود باحتلال كافة الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أنه بعد إنشاء "إسرائيل" استقر في وعي قطاع واسع من أنصار تيار الصهيونية الدينية شعورًا بالدونية لكونهم أقل تديّنًا من الحريديم، وأحط منزلةً من العلمانيين لانخفاض تمثيلهم في بؤر التأثير في المؤسسة العسكرية والقطاع الحكومي.
وفسر أن الإحساس بالدونيّة والشعور بالعزلة والرغبة في ممارسة التأثير وصلت ذروتها في نهاية عقد الثمانينات، وأسفرت عن دعوات لكبار حاخامات الصهيونية الدينية طالبوا فيها أتباعهم اليافعين بالانخراط في الخدمة الإلزامية للجيش، وبقاء من يتفوّق منهم في الخدمة الدائمة".
ضباط تيار الصهيونية الدينية يتولون ما نسبته 13 % من قيادة الفرق القتالية في الخدمة النظامية في جيش الاحتلال.
وبين أنس أبو عرقوب أن دعوات الحاخامات سبقها إعداد بنية تحتية لتحقيق هذه الغاية بتشكيل مدارس دينية عسكرية تؤهل طلبتها دينيًا وعسكريًا وبدنيًا، وبمجرّد انضمامهم للخدمة الإلزامية في جيش الاحتلال تكون لديهم أفضلية في شغل المناصب القيادية.
وأسس المدرسة العسكرية الدينية الأولى إيلي سيدان لتؤهل طلابها للالتحاق بجيش الاحتلال في عام 1988، في مستوطنة "عاليه" الواقعة بين نابلس ورام الله. وفي عام 1990 كانت نسبة الجنود من تيار الصهيونية الدينية، الذي أنهوا بنجاح دورات تأهيل الضباط، 2.5% فقط، وعام 2000 بلغت هذه النسبة 15%، وفي 2008 وصلت إلى 22%. ومنذ سنوات عديدة أصبحت نسبتهم في الجيش نحو 50%؛ رغم أن أنصار هذا التيّار لا تتجاوز نسبتهم من إجمالي المجتمع 10%، وتشير التقديرات إلى أن عددهم حوالي 700 ألف نسمة.
وبحسب أنس أبو عرقوب فإن الضباط من تيار الصهيونية الدينية باتوا يتولون منذ سنوات طويلة ما نسبته 13 % من قيادة الفرق القتالية في الخدمة النظامية في جيش الاحتلال، كما كشفت مجلة "بمحنيه" العسكرية قبل عدة سنوات.