27-أكتوبر-2023
غزة

"Getty" يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه الهمجي على غزة

قالت منظمة أوكسفام في بيان رسمي اليوم الجمعة إن الاحتلال يستخدم سلاح التجويع كحرب ضد المدنيين في قطاع غزّة، داعية مجددًا للسماح بدخول الغذاء والماء والوقود وغيرها من الضروريات.

منظمة أوكسفام المعنيّة بتخفيف حدة الفقر في العالم، حللت بيانات الأمم المتحدة، ووجدت أن 2% فقط من المواد الغذائية التي كان من المقرر تسليمها دخلت إلى غزة، منذ فرض الحصار الشامل عقب بداية حرب غزة 2023. كما نوّهت إلى تواجد 2.2 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء. حيث كانت 104 شاحنة تدخل يوميًا لقطاع وتوصل الغذاء قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بمعدل شاحنة واحدة كل 14 دقيقة.

المديرة الإقليمية للمنظمة سالي خليل أطلقت عنانًا شديد اللهجة بحق المجتمع الدولي، فقالت واصفة أوضاع القطاع: "الوضع مروع للغاية، أين الإنسانية؟ إن الملايين من المدنيين يتعرضون للعقاب الجماعي على مرأى ومسمع من العالم، ولا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لاستخدام التجويع كسلاح في الحرب. ولا يمكن لزعماء العالم أن يستمروا في الجلوس والمراقبة، فهم ملزمون بالتحرك والتحرك الآن"

المديرة الإقليمية لأوكسفام:  أين الإنسانية؟ إن الملايين من المدنيين يتعرضون للعقاب الجماعي على مرأى ومسمع من العالم

وأكملت المديرة الإقليمية تصريحاتها: "كل يوم يتفاقم الوضع، ويعاني الأطفال من صدمة شديدة بسبب القصف المستمر، كما أن مياه الشرب الخاصة بهم ملوثة أو مقننة، وقريباً قد لا تتمكن الأسر من إطعامهم أيضاً. فكم من المتوقع أن يتحمل سكان غزة؟"

ونوّهت أوكسفام إلى أن القانون الإنساني الدولي بشكل صارم استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، وباعتبارها القوة المحتلة في غزة، فإن سلطات الاحتلال ملزمة بالتزامات القانون الإنساني الدولي بتوفير احتياجات سكان غزة وحمايتهم. ففي عام 2018، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 2417، الذي أدان بالإجماع استخدام التجويع ضد المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب، وأعلن أن أي منع من وصول المساعدات الإنسانية يعد انتهاكًا للقانون الدولي. وقالت منظمة أوكسفام إنه أصبح من الواضح بشكل مؤلم أن الوضع الإنساني الذي يتكشف في غزة يتناسب تمامًا مع الحظر الذي أدانه القرار.

وبيّنت أوكسفام أن المياه النظيفة قد نفدت بالفعل في أرجاء القطاع، وذكّرت بتصريح المتحدث باسم الأونوروا، والذي قال إن بعض المساعدات الغذائية المسموح بدخولها من أرز وعدس لا فائدة منها، لأن الناس لا يملكون المياه النظيفة أو الوقود لإعدادها.

وقالت المنظمة المعنية بتخفيف حدة الفقر في العالم إن سلسلة من الغارات الجوية لقوات الاحتلال أدت إلى تدمير أو تضرر العديد من المخابز ومحلات السوبر ماركت. أما تلك التي لا تزال تعمل، فلا يمكنها تلبية الطلب المحلي على الخبز الطازج وهي معرضة لخطر الإغلاق بسبب نقص الضروريات مثل الدقيق والوقود. كما أصبحت مطحنة القمح الوحيدة العاملة في غزة زائدة عن الحاجة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

المديرة الإقليمية لأوكسفام: لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لاستخدام التجويع كسلاح في الحرب. ولا يمكن لزعماء العالم أن يستمروا في الجلوس والمراقبة، فهم ملزمون بالتحرك والتحرك الآن

وفيما يخصّ الأضرار الزراعية والحيوانية، فقد أدى انقطاع الكهرباء إلى تعطيل الإمدادات الغذائية من خلال التأثير على التبريد وري المحاصيل وأجهزة حضانة المحاصيل. وحسب أوكسفام لقد فقد أكثر من 15,000 مزارع إنتاجهم من المحاصيل، ولم يتمكن 10,000 من مربي الماشية من الحصول على العلف، وفقد العديد منهم حيواناتهم. وقالت منظمة أوكسفام إن الحصار، إلى جانب الضربات الجوية، أدى إلى شل صناعة صيد الأسماك، حيث فقد مئات الأشخاص الذين يعتمدون على صيد الأسماك إمكانية الوصول إلى البحر.

وختمت أوكسفام بيانها بحثّ مجلس الأمن والدول الأعضاء في الأمم المتحدة على التحرك الفوري لمنع تدهور الوضع بشكل أكبر. كما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإتاحة الوصول العادل وغير المقيد إلى قطاع غزة بأكمله للحصول على المساعدات الإنسانية، وجميع الإمدادات الضرورية من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود لتلبية احتياجات السكان.