الترا فلسطين | فريق التحرير
قبل أسبوع نقلت إدارة سجون الاحتلال، 34 أسيرًا قاصرًا من سجن "عوفر" إلى سجن "الدامون"، ومنذ ذلك الحين وهي ترتكب بحقهم انتهاكات لحقوق الإنسان إضافة لاعتداءات جسدية، وفق ما جاء في شهادة الأسيرين مؤيد أحمد عناتي (15 سنة) من مخيم الفوار في الخليل، وفادي أشرف الكسبة (17 سنة) من مخيم قلنديا قرب القدس.
نقلت إدارة السجون 34 أسيرًا قاصرًا دون اصطحاب الأغراض الضرورية حاملين ملابسهم وغطاء فراش واحد فقط
شهادتا الأسيرين عرضتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الثلاثاء، إذ أفادا بأن إدارة السجون سمحت لهم باصطحاب ملابسهم وغطاء واحد ووسادة وغطاء فراش لكل واحد منهم، إضافة إلى مشتريات غذائية بسيطة من مقصف السجن لا تكفي لعدّة أيّام، بينما منعتهم من اصطحاب الأغراض الضّرورية الأخرى التي تكون في غرف الأسرى كسخّانات الماء وأجهزة الطّبخ.
ولدى وصولهم إلى سجن "الدامون"، وضعت الإدارة، الأسرى في قسم 1 المهجور منذ سنوات، وهو مليء بالحشرات والصراصير ولا يصلح للحياة الآدمية ولا تدخله أشعة الشمس ولا الهواء، كما أن رائحته كريهة وفراشه مهترئ، والطعام المقدم فيها سيء وقد رفض الأسرى القاصرون تناوله.
والقسم مكونٌ من خمس غرف صغيرة، ثلاث منها لا يوجد فيها نوافذ، واثنتان بنافذتين صغيرتين، وسقف الغرف منخفض جدًا، وجدرانها مهترئة ورطبة، والحمامات خارج الغرف ووضعها سيء، وتوجد شبه ساحة صغيرة يطلق عليها (الفورة)، لكنها عبارة عن ممر بين باب القسم الرئيسي وبين الغرف، ولا يُسمح لهم بالخروج إليها إلّا لضربهم فيها.
منذ اللحظة الأولى وضعوهم في قسم مهجور مليء بالحشرات والصراصير ورائحته كريهة
هذه الظروف دفعت الأسرى إلى الاحتجاج بالطرق على الأبواب والصراخ منذ لحظة وصولهم، وكذلك احتجاجًا على منع الممثلين من مرافقتهم.
وخلال الأيام الأربعة الأولى بعد نقلهم، كانت وحدات القمع التابعة لإدارة السجون تقتحم غرف الأسرى بشكل مباغت وتقطع الكهرباء والمياه عنهم، وتعتدي على الأسرى بالضرب المبرح، وقد كان أعنف الاعتداءات في اليوم الرابع، حيث اقتحمت أربع وحدات خاصة السجن وأجبرت الأسرى القاصرين على الجلوس أرضًا وقيّدتهم من أيديهم وأقدامهم بمرابط بلاستيكية لأربع ساعات، ثم قيّدتهم بالأصفاد الحديدية لساعات أخرى مع حرمانهم من استخدام الحمام.
خلال ذلك، كان جنود الاحتلال يضربون رؤوس الأسرى في الحائط عند أي حركة يقومون بها.
ووفق شهادة الأسيرين، فإن إدارة السجن نقلت أربعة أسرى إلى الزنازين الانفرادية في مركز توقيف وتحقيق الجلمة بدعوى ممارسة التحريض، وهم: خليل جبارين ومحمود عويص ورياض العمور ويحيى صبيح.
وبيّن الأسيران عناتي وكسبة، أن إدارة السّجن حاولت اختراق الأسرى بإجراء مفاوضات مع كل واحد منهم على حدة، وعرضت قبول الوضع القائم مقابل تقديم "تسهيلات وامتيازات"، إلّا أنهم رفضوا ذلك جميعهم وأصرّوا على إحضار ممثلين من الأسرى الكبار لإدارتهم.
حاولت إدارة السجن اختراق الأسرى بإجراء مفاوضات مع كل واحد منهم على حدة لقبول الوضع القائم
وسمحت إدارة السجن لثلاثة أسرى كبار بالدخول إلى قسم الأطفال مساء يوم 16 كانون الثاني/ يناير، ودفع هؤلاء الأسرى الإدارة إلى فكّ قيود الأطفال وإرجاع ملابسهم وأغطيتهم المصادرة بعد أن ألقت بها في السّاحة.
إثر ذلك، وعدت إدارة السجون بإنهاء الأزمة وإحضار ممثلين دائمين للأسرى القاصرين، إلّا أنها نكثت بالوعد هذا اليوم، وأرجعت الأسرى الكبار إلى سجونهم، وأعلنت عن توجّهها بتعميم سياسة منع دخول اللّجان الإدارية التابعة للأسرى الكبار لأقسام القاصرين في كافّة سجون الاحتلال.
وأوضحت الهيئة، أن إدارة السجون تنوي تجميع الأسرى القاصرين في سجن واحد ليعود الحال على ما هو عليه قبل العام 2010، مؤكدة أن هذه المرحلة هي "الأسوأ في تاريخ قضية اعتقال الأطفال، وقد ناضل الأسرى لسنوات للقضاء عليها وفرض إرادتهم بوجود ممثلين يديرون الحياة اليومية لهم ويحمونهم من اختراق إدارة سجون الاحتلال لهم".
وأشارت إلى أن إدارة السّجن أبلغت الأسرى بقرارها فرض عقوبات عليهم، تمثّلت بحرمان القاصرين من زيارة أهاليهم لهم، وفرض مبالغ كغرامات مالية على كل أسير.
وناشدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الأطفال واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية بالتدّخل العاجل لمتابعة شكاوى الأطفال الذين يعيشون ظروفًا تنكيلية لليوم التاسع على التّوالي.