30-نوفمبر-2023
من هو محمد الزبيدي؟ مخيم جنين، قائد كتيبة جنين

الشهيد محمد الزبيدي، مسؤول التنسيق بين التنظيمات في مخيم جنين

الترا فلسطين | فريق التحرير

بعد اقتحام كبير استمرّ قرابة 19 ساعة، أعلن جيش الاحتلال في بيان مشترك مع جهاز "الشاباك" اغتيال "قائد مخيم جنين" محمد الزبيدي. وما إن انسحب جيش الاحتلال، حتى بدأ أهالي مخيم جنين في البحث عن جثمان الشهيد الذي يعتبرونه من أبرز وأهم الوجوه في مخيم جنين الذي مازال منذ أكثر من عام يخوض مواجهات عنيفة مع الاحتلال.

جيش الاحتلال وجهاز الشاباك استخدما في بيانهما المشترك مصطلح "مفاكيد" في وصف الشهيد محمد الزبيدي، وهي اول مرة يُستخدم هذا المصلح في وصف شهيد من المقاومة في الضفة الغربية

وكان جيش الاحتلال اقتحم مدينة جنين ومخيمها، مساء يوم الثلاثاء، فاندلعت اشتباكات مسلحة في عدة مناطق، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع في الجو. وداهم جيش الاحتلال عددًا كبيرًا من المنازل، وفي بعضها، في حارة الدمج تحديدًا، أجبر جنود الاحتلال أصحاب المنازل على إخلائها ومغادرة المخيم مشيًا على الأقدام، ولاحقًا قام بتفجيرات في بعض هذه المنازل.

وتواصل الاقتحام حتى ما بعد عصر يوم الأربعاء، حيث انسحب جيش الاحتلال معلنًا عن اغتيال محمد الزبيدي ووسام حنون، بينما أفادت مصادر محلية باستشهاد طفلين باسل أبو الوفا (15 عامًا)، وآدم الغول (8 أعوام)، في إعدام ميداني وثقته كاميرات المراقبة.

الشهيد محمد الزبيدي، والشهيد وسام حنون
صورة تجمع الشهيدين محمد الزبيدي ووسام حنون

من هو محمد الزبيدي؟

محمد الزبيدي، من أبرز قادات كتيبة جنين، التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وهو أيضًا مسؤول التنسيق بين التنظيمات المقاومة في مخيم جنين. يعرفه أهل المخيم بحضوره الدائم في الاشتباكات المسلحة مع جيش الاحتلال، وتنقله من موقع إلى آخر.

ومحمد الزبيدي، هو شقيق الشهيد نعيم الزبيدي، الذي ارتقى في بداية شهر كانون أول/ديسمبر 2022، وابن عم الأسير زكريا الزبيدي، أحد الأسرى الستة الذين نجحوا في تحرير أنفسهم من سجن جلبوع، قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم لاحقًا، وابن عم الشهيد داود الزبيدي الذي ارتقى في شهر أيار/مايو 2022، بعد اعتقاله مصابًا من مخيم جنين، ومازال جثمانه محتجزًا حتى الآن.

وأعلن الاحتلال اغتيال محمد الزبيدي، ومعه وسام حنون، قائلاً إنهما تحصنا في منزل أثناء اقتحام جنين. وشوهدت بقع الدماء على مساحة واسعة في المنزل المقصود، كما شوهدت بقايا بندقية محمد الزبيدي، وفيها تظهر صورة ابن عمه الشهيد داود الزبيدي، وفقًا لمصادر محلية من مخيم جنين، غير أن جيش الاحتلال اختطف جثمانيهما وهو من أعلن هوية الشهيدين.

بقايا بندقية الشهيد محمد الزبيدي
بقايا بندقية الشهيد محمد الزبيدي

الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أنس أبو عرقوب، أوضح لـ الترا فلسطين، أن جيش الاحتلال وجهاز الشاباك استخدما في بيانهما المشترك مصطلح "مفاكيد" في وصف الشهيد محمد الزبيدي، وهي اول مرة يُستخدم هذا المصلح في وصف شهيد من المقاومة في الضفة الغربية، مبينًا أن كلمة "مفاكيد" تدل باللغة العبرية على "القائد الذي يتمتع، داخل هيئة ذات هيكل هرمي، بسلطة أن يأمر مرؤوسيه بما يجب عليهم فعله مثل الجيش والأذرع الأمنية الأخرى".

ورأى أنس أبو عرقوب، أن استخدام مصطلح "مفاكيد" يشير إلى نية الاحتلال لتصوير مخيم جنين كأنه موقع عسكري، تمهيدًا لنفي الطابع المدني للمخيم، والإيحاء بأن سكانه من العسكريين. وهذا قد يعني ارتكاب مجازر في المستقبل، وتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة، أعنف من عدوان تموز الذي نفذه في العام الحالي ضد مخيم جنين واستمر لأيام.