04-أكتوبر-2024
مراسل الجزيرة ليث جعار

الصحفي ليث جعار

أفرجت الشرطة الفلسطينية، اليوم الجمعة، عن مراسل قناة "الجزيرة" الصحفي ليث جعار، بعد توقيفه لبضع ساعات في طولكرم. 

وأوقفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية جعار بعد تعرّضه لاعتداء من قبل أحد عناصر الأمن الفلسطيني مساء الخميس. ووفقًا لما أفادت به مصادر محلية، فقد تعرّض جعار للضرب على وجهه، مع تهديد بإطلاق النار عليه من قبل عنصر أمني أمام مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم.

ليث جعار تعرض سابقًا لحملات تحريض مشابهة، شارك فيها عناصر من الأمن الفلسطيني ومسؤولون من حركة فتح، وذلك بسبب عمله الصحافي مع قناة الجزيرة

وكانت عائلته قد أصدرت بيانًا منتصف الليل ترفض فيه الاعتداء على ابنها، مهددة باللجوء إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحق المعتدي. وصباح الجمعة، توجّه جعار إلى مقرّ الاستخبارات الفلسطينية لتقديم شكوى ضد عنصر الأمن، ولكن حضر عناصر من الشرطة الفلسطينية إلى مقرّ الاستخبارات واعتقلوه بناءً على شكوى قدمها رجل الأمن ضده بصفته المدنية، وهو ما أدى لاحتجازه لدى الشرطة.

المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية، العقيد لؤي ارزيقات، أوضح أن الأجهزة الأمنية في طولكرم أوقفت جعار بعد شكوى قدمها أحد ضباط الأمن، كما تم توقيف الضابط نفسه بناءً على شكوى مقابلة من الصحافي جعار، مشيرًا إلى أن القضية ستتم معالجتها وفق القانون في إطار شكويين متبادلتين بينهما.

وفي بيان صادر عنها، أعربت عائلة جعار عن قلقها إزاء ما وصفته بـ"الحملات التحريضية المستمرة" ضد ابنها، مؤكدةً أن ليث جعار، الذي اعتُقل ثلاث مرات في سجون الاحتلال، ظل متمسكًا برسالته الصحافية. كما حملت المسؤولية لأي شخص يحرّض على ابنهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى نيتها ملاحقة المحرضين قانونيًا وعشائريًا.

من جهتها، أدانت شبكة الجزيرة الإعلامية اعتداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مراسلها ليث جعار واعتقاله، ووصفت ذلك بـ"تصعيد خطير وانتهاك لحقوق الصحافيين". وأكدت الشبكة في بيان صدر الجمعة على "ضرورة حماية الصحافيين وضمان قدرتهم على أداء واجبهم المهني بدون تهديد أو ترهيب"، وطالبت بالإفراج الفوري عن جعار وفتح تحقيق شامل لمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء.

كما أدانت حركة حماس توقيف الصحافي جعار، معتبرةً أن هذه التصرفات تهدد حياة الصحافيين وتعيق عملهم، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في الضفة الغربية وتصاعد العدوان الإسرائيلي. دعت الحركة السلطة الفلسطينية إلى التوقف عن ملاحقة الصحافيين، وبدلاً من ذلك توفير بيئة آمنة لعملهم، وضمان حمايتهم من التحريض والاعتداء.

فيما استنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) توقيف جعار وبشكل تعسفي وما تعرض له من اعتداء سافر وحملة تحريض ضده، معتبرًا أن هذه الاعتداءات تمثل خطورة بالغة على حياة الصحفيين وعلى الأمن والسلم الأهلي في فلسطين. كما أعرب المركز عن قلقه إزاء الظروف الصعبة التي يعمل فيها الصحفيون الفلسطينيون، مطالبًا بوقف ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية على خلفية عملهم الإعلامي.

وأشار المركز إلى أن الاعتداءات على الصحفيين لم تكن حالة معزولة، فقد سبق واعتقل مراسل وكالة "سند" الصحفي أحمد البيتاوي لمدة 15 يومًا في أيلول الماضي، وهو ما يعكس نمطًا من الاستهداف السياسي للصحفيين.

ودعا مركز مدى المؤسسات الرسمية والحقوقية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه حماية الصحفيين وضمان عدم تعرضهم للاعتقال التعسفي والتحريض. وأعرب عن تحيته وتقديره لكافة الصحفيين والصحفيات الذين يواصلون عملهم، مصرّين على نقل الحقيقة وفضح الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني رغم المخاطر التي تحيط ببيئتهم الإعلامية والتي تهدد حياتهم بشكل مباشر.