16-فبراير-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، إن الحركة قررت عدم الجلوس في أي اجتماع تحضره حركة الجهاد الإسلامي، "لأنها لا تعترف بمنظمة التحرير"، وهو ما رأته حركة الجهاد الإسلامي "خطابًا موترًا للساحة الفلسطينية، ويتنكر للمسيرة النضالية المشتركة بين الحركتين".

جاءت تصريحات الأحمد خلال مؤتمر "التحدي والصمود 2019" في جنين، السبت، حيث قال إن عدة صيغ للاتفاق طُرحت خلال حوارات الفصائل في موسكو، "لكن الجهاد قادت عملية رفض أي اتفاق بإصرار غريب عجيب غير مفهوم، ورفضت التوقيع على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد"، مضيفًا أنها فعلت ذلك بالتنسيق مع حركة حماس.

فتح: لن نجلس في أي اجتماع تحضره الجهاد الإسلامي لأنها ترفض الاعتراف بمنظمة التحرير

وأضاف الأحمد، أن الجهاد الإسلامي "رفضت أيضًا التوقيع على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضي 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة (..) والجهاد ترفض مبدأ حق العودة؛ لأنهم فسّروا ذلك بجهل غير معهود أن معناه اعتراف بإسرائيل. قرار 194 يعني الاعتراف بإسرائيل. هذا شيء مفجع" وفق قوله.

وتابع، "قلنا لهم إن ديننا وقدسنا ومقدساتنا هي منظمة التحرير، لأنها هي التي تحمي القدس وحقوق الشعب الفلسطيني".

وبيّن الأحمد، أن الرئيس قرر بعد الاستماع إلى وفد فتح الذي عاد من موسكو؛ عدم الجلوس بعد اليوم في أي اجتماعٍ تحضره الجهاد، "فالذي لا يعترف بالمنظمة لن نجلس معه مجرد جلوس، لكن إذا تراجع عن موقفه فصدورنا مفتوحة لاحتضانه مجددًا".

وعلّق الناطق باسم الجهاد الإسلامي مصعب البريم على هذه التصريحات بالقول إن حركة الجهاد الإسلامي "لن تقاتل للجلوس مع عزام الأحمد بما يحمل من خطاب سياسي موتر في الساحة الفلسطينية"، مضيفًا، "سعينا دومًا لفتح قنوات لقاء وحوار على قاعدة خدمة شعبنا الفلسطيني، وخلق أفق يخدم قواعد تحقيق الوحدة الوطنية؛ ولن نتخلى عن ذلك، وسنعمل مع كافة قوى العمل الوطني الفلسطيني وفق هذه الرؤية الوطنية والواضحة".

ونفى البريم لـ الترا فلسطين ما قاله الأحمد حول رفضها التوقيع على حق العودة لأنه يعني الاعتراف بإسرائيل، وقال: "هذا لم يحصل أصلاً. اليوم هناك عنوانٌ كبيرٌ مرتبط بحق العودة، وإلا ماذا تعني مسيرات العودة سياسيًا؟ المقاومة الإسلامية والجهاد جزءٌ منها أنتجنا مسيرات العودة حفاظًا على هذا الحق في وعي شعبنا وأمتنا، وقدمنا دماءً الغالية من أجل حماية هذا الحق".

الجهاد الإسلامي: منظمة التحرير مطالبة أن تعكس شرعيتها إنسانيًا وتنظيميًا وجغرافيًا

 وأشار إلى أن رفض الجهاد الإسلامي التوقيع على البيان المشترك يعود لاعتراضها على بندين أساسيين، أحدهما يتعلق بالدولة على حدود 67، "وهذا موقفٌ قديمٌ ووطنيٌ وقدمناه في أيام وثيقة الوفاق 2005، ويتعلق بمبادئ وأفكار الحركة وتفسيرها لإدارة الصراع مع العدو".

أما البند الثاني فيتعلق بشرعية منظمة التحرير وتمثيلها للشعب الفلسطيني، وقد أوضح البريم أن الجهاد "لا تعترض من حيث المبدأ على ذلك، لكن رفضها لهذا البند يتعلق بوضع المنظمة حاليًا، فهي مطالبة أن تعكس شرعيتها إنسانيًا بحمل هموم الناس في غزة، وتنظيميًا بتمثيل جميع الفصائل والقوى واستيعابها، ثم جغرافيًا أين هي من غزة؟ وأين موقف منظمة التحرير من قطع مخصصات الفصائل التي تنتمي لها؟".

وأضاف، "نجدد تأكيدنا على موقفنا بأن منظمة التحرير حتى تكتمل شرعيتها، لا بد من إعادة بنائها وفق اعتباراتٍ سياسيةٍ وتنظيميةٍ تستوعب تغيراتٍ سياسيةٍ وطاقات، وتستوعب الجهاد الإسلامي".

وتابع، "إذا كان الموقف الوطني الذي يخدم أبناء شعبنا يجلب لنا اتهاماتٍ، فهذه مفخرة لنا وللمقاومة أننا ننحاز لهموم شعبنا وندفع ثمنًا سياسيًا لذلك".

وأشار البريم إلى أن الجهاد الإسلامي "جمعتها بحركة فتح مسيرة نضالٍ وجهادٍ واستشهاد طويلة، وعمليات مشتركة في كل ساحات الوطن"، مضيفًا، "لن نتنكر لهذه المسيرة التي نعتقد أن خطاب عزام الاحمد لم يستوعب هذا الإرث بعد، ولم يصل لدرجة تقدير هذه المسيرة، وهذا النضال المشترك".