قالت الأمم المتحدة إن إزالة نحو 40 مليون طنٍ من الأنقاض في قطاع غزة ستستغرق أكثر من 15 عامًا بواسطة أسطول يزيد عن المئة شاحنة، وستكلّف ما بين 500 مليون دولار و600 مليون دولار، وفقًا لتقييم نشره برنامج الأمم المتحدة للبيئة في حزيران/يونيو الماضي، كجزءٍ من حملة لجمع الأموال للتخطيط المبكر بهدف إعادة تأهيل القطاع.
وأوضحت النتائج أن التحدي الهائل لإعادة بناء قطاع غزة يأتي بعد أشهرٍ من الحرب الإسرائيليّة المكثّفة التي أدت إلى تدميرٍ واسعٍ للمنازل والبنيّة التحتية. ووفقًا للتقييم، تضرر 137,297 مبنى في غزة، وهو ما يزيد عن نصف العدد الإجمالي. ومن بين هذه المباني، تم تدمير ما يزيد قليلًا عن الربع، وتضرر حوالي عُشرها بشدة، وتضرر ثلثها بشكل معتدل.
وجد التقييم أن الحرب قد تقلل من مستويات الصحة والتعليم والثروة في المنطقة إلى مستويات عام 1980، مما يمحو 44 عامًا من التنمية
وسيكون من الضروري إنشاء مواقع ضخمة لطمر الأنقاض تغطي بين 250 و500 هكتار (618 إلى 1,235 فدانًا)، اعتمادًا على كمية الأنقاض التي يمكن إعادة تدويرها، حسبما وجد التقييم.
وفي أيّار/مايو الماضي، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) إن إعادة بناء المنازل في غزة التي دُمرت خلال الحرب قد تستغرق حتى عام 2040 في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، وقد تصل تكلفة إعادة الإعمار في جميع أنحاء القطاع إلى 40 مليار دولار. كما وجد التقييم أن الحرب قد تقلل من مستويات الصحة والتعليم والثروة في المنطقة إلى مستويات عام 1980، مما يمحو 44 عامًا من التنمية.
وقال أحد مسؤولي الأمم المتحدة المقيمين في غزة في حديثه مع صحيفة "الغارديان" البريطانية الأسبوع الماضي: "الضرر الذي لحق بالبنية التحتية جنوني... في خانيونس بجنوب مدينة غزة، لا يوجد مبنى واحد لم يتأثر".
وأضاف: "لقد تغيرت الطوبوغرافيا الفعلية، هناك تلال حيث لم تكن هناك من قبل، القنابل التي تزن 2000 رطل [907 كغم] وأسقطتها إسرائيل على القطاع تغيّر بالفعل المشهد".
وقد تعرّضت المدارس والمرافق الصحية والطرق والمجارير وجميع البنية التحتية الحيوية لأضرارٍ كبيرة.
الدفاع المدني في غزة: الجبال من الأنقاض مليئة بالذخائر غير المنفجرة التي تؤدي إلى "أكثر من 10 انفجارات كل أسبوع"، وتتسبب في مزيدٍ من الوفيات وفقدان الأطراف
ويقول المسؤولون الإنسانيون، لصحيفة الغارديان، إنه مع تضرر معظم الأنابيب في محطة التحلية، يظل توزيع المياه داخل القطاع أمرًا بالغ الصعوبة.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن تكلفة إعادة إعمار غزة قد تضاعفت الآن عن التقديرات التي أجراها مسؤولو الأمم المتحدة والفلسطينيون في كانون الثاني/يناير الماضي، وتتزايد كل يوم.
وأشار الدفاع المدني في غزة إلى أن الجبال من الأنقاض مليئة بالذخائر غير المنفجرة التي تؤدي إلى "أكثر من 10 انفجارات كل أسبوع"، وتتسبب في مزيدٍ من الوفيات وفقدان الأطراف.
وفي نيسان/أبريل، قال بيهر لودهامار، رئيس سابق في خدمة الأمم المتحدة لإزالة الألغام في العراق، للغارديان، إن حوالي 10% من الأسلحة تفشل في الانفجار عند إطلاقها ويجب إزالتها عن طريق فرق إزالة الألغام.
وأضاف لودهامار أن 65% من المباني المدمرة في غزة كانت سكنية، مشيرًا إلى أن إزالة وإعادة بناء هذه المباني سيكون عملًا بطيئًا وخطيرًا بسبب تهديد القذائف والصواريخ أو الأسلحة الأخرى المدفونة في المباني المنهارة أو المتضررة.
