18-أكتوبر-2024
مهدي حسن

دعا الإعلامي مهدي حسن في مقال له بصحيفة "الغارديان" البريطانية، إلى طرد إسرائيل من الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن إسرائيل شنت خلال العام الماضي هجمات على عدة دول وأراضٍ محتلة، بما في ذلك قطاع غزة، والضفة الغربية، ولبنان، وسوريا، واليمن وإيران.

وأكد حسن أن إسرائيل قامت بعمليات استهداف غير مسبوقة ضد الأمم المتحدة، حيث اعتبرت ذلك بمثابة إعلان حرب عليها. وأشار إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف المنظمة بأنها "محتقرة" و"بيت من الظلام" و"مستنقع من الكراهية المعادية للسامية" خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما أشار إلى السلوك الاستفزازي للسفير الإسرائيلي المنتهية ولايته، جلعاد أردان، الذي قام بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة أمام الجميع باستخدام جهاز تمزيق ورق صغير، مؤكدًا أن مقر المنظمة الأممية يجب أن "يغلق ويمحى عن وجه الأرض".

مهدي حسن: كيف لا تزال إسرائيل مسموحًا لها بالبقاء كعضو في الأمم المتحدة، في ظلّ انتهاكاتها المستمرة؟

ولفت حسن إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي، اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بعدم إدانة الهجمات الإيرانية على إسرائيل، وأعلن أنه "شخص غير مرغوب فيه في إسرائيل"، مهددًا بأنه قد تم حظره من دخول "إسرائيل".

وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد عرقلت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة التي كانت تحاول جمع الأدلة بشأن الهجمات التي وقعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر، في خطوة تعكس تجاهل إسرائيل للقانون الدولي. كما ذكر أن البرلمان الإسرائيلي في طور تصنيف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كمنظمة "إرهابية"، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني.

وقال حسن إن جيش الاحتلال بقصفه المدارس والمخازن والمعسكرات التابعة للأمم المتحدة في غزة على مدار 12 شهرًا متتاليًا، مما أدى إلى استشهاد 228 موظفًا، وهو الرقم الأعلى في تاريخ المنظمة. كما أشار إلى الهجمات الأخيرة على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، حيث أصيب خمسة من جنود "القبعات الزرقاء" نتيجة قصف إسرائيلي على مواقع قريبة من "الخط الأزرق".

وتساءل حسن كيف يمكن أن تكون هذه الأفعال مقبولة أو قانونية، واعتبر أن السؤال الأهم هو: كيف لا تزال إسرائيل مسموحًا لها بالبقاء كعضو في الأمم المتحدة، في ظلّ انتهاكاتها المستمرة؟ وأشار إلى أنه، رغم وجود دول أخرى ذات سجلات حقوق إنسان سيئة، إلا أن أيًا منها لم يقتل موظفي الأمم المتحدة بهذا العدد، أو يرسل دبابات لاجتياح قواعد الأمم المتحدة.

وأشار حسن إلى أن هناك آلية لطرد الدول الأعضاء التي تنتهك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وفقًا للمادة 6 من الميثاق، لكن التاريخ يظهر أنه لم يتم طرد أي دولة بهذه الطريقة. وأوضح أن الولايات المتحدة، التي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد أكثر من 50 قرارًا لمجلس الأمن تنتقد إسرائيل منذ السبعينيات، ستعترض على أي توصية لمجلس الأمن لطرد إسرائيل.

ومع ذلك، دعا حسن الدول الأعضاء إلى ضرورة اتخاذ إجراءات، مستشهدًا بسوابق تاريخية حيث قامت الأمم المتحدة بإبعاد دول من المنظمة. فعلى سبيل المثال، في عام 1971، اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بجمهورية الصين الشعبية كالممثل الشرعي الوحيد للصين، بينما تم إقصاء ممثلي جمهورية الصين (تايوان). وفي عام 1974، قررت الجمعية العامة عدم الاعتراف بوفد جنوب أفريقيا بسبب نظام الفصل العنصري والاحتلال غير القانوني لناميبيا، وهو ما يعد مشابهًا للوضع الحالي.

وفي الختام، اعتبر حسن أن طرد إسرائيل أو على الأقل تعليق مشاركتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيكون رسالة قوية، ليس فقط للإسرائيليين، بل للعالم بأسره، مفادها أن سلطة الأمم المتحدة لا تزال مهمة، وأن أرواح موظفي الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام تستحق الحماية.