19-أكتوبر-2022
نابلس

لليوم التاسع على التوالي، تفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارًا مشددًا على مدينة نابلس، في إطار إجراءات يقول إنها تهدف لتضييق الخناق على مجموعة "عرين الأسود" التي تتخذ من المدينة معقلاً لها، ليخنق بذلك  425 ألف شخص، ويعطل الحركة الشرائية في المدينة التي تعتبر ثاني قوة اقتصادية بين مدن الضفة الغربية، بعد الخليل.

يُضطر المواطنون أثناء محاولة الخروج من مدينة نابلس إلى سلك طرق ترابية وجبلية وعرة قد تعلق فيها المركبات، أو الانتظار في طوابير طويلة على الحواجز العسكرية، قبل السماح لهم بالمرور، بعد تفتيش دقيق للمركبة والتدقيق في هويات الركاب

ويُضطر المواطنون أثناء محاولة الخروج من مدينة نابلس إلى سلك طرق ترابية وجبلية وعرة قد تعلق فيها المركبات، أو الانتظار في طوابير طويلة على الحواجز العسكرية، قبل السماح لهم بالمرور، بعد تفتيش دقيق للمركبة والتدقيق في هويات الركاب.

واستعرض مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس طبيعة الإغلاقات في محيط نابلس، مبينًا أن جيش الاحتلال أغلق حاجز حوارة المدخل الرئيسي لنابلس في وجه الخارج بشكل كامل، ويغلق طريق دير شرف (المدخل الغربي لنابلس) بالسواتر الترابية والمكعبات الاسمنتية بالكامل، ولا يستطيع أحد الدخول والخروج منها، وهو طريق مؤدي إلى مدينتي جنين وطولكرم.

وأضاف، أن جيش الاحتلال يقيم حاجزًا عسكريًا دائمًا عند قرية صرة الذي يؤدي إلى قلقيلية ما يتسبب بأزمة سير شديدة. كما يغلق حاجز بيت فوريك وبيت دجن أمام الجميع باستثناء سكان هذه القرى، وكذلك حاجز عورتا، إضافة إلى أن طريق المربعة مغلق بالسواتر الترابية، ليبقى الطريق المؤدي إلى عصيرة الشمالية (شمال غرب نابلس) هو الطريق الوحيد المفتوح في محيط مدينة.

ونوه دغلس أن مدينة نابلس تشكل حالة جغرافية استراتيجية في شمال الضفة الغربية، من حيث أنها ترتبط مع مدن طوباس وجنين وقلقيلية وطولكرم، وبالتالي هذه المدن تتأثر أيضًا بإغلاق نابلس.

من جانبه، يقول رئيس بلدية نابلس سامي حجاوي إن جيش الاحتلال يسمح بالدخول إلى مدينة نابلس ويمنع الخروج منها، وفي بعض المناطق يسمح بالخروج ولكن بعد تفتيش دقيق ومماطلة طويلة و"تعجيز" -حسب وصفه- على الحواجز، وقد يضطر المواطن للوقوف ساعتين أو أكثر قبل المرور.

جيش الاحتلال يسمح بالدخول إلى مدينة نابلس ويمنع الخروج منها، وفي بعض المناطق يسمح بالخروج ولكن بعد تفتيش دقيق ومماطلة طويلة و"تعجيز"، وقد يضطر المواطن للوقوف ساعتين أو أكثر قبل المرور

وبين حجاوي، أن الحياة طبيعية في داخل نابلس، إلا أن الحياة التجارية تأثرت بشكل كبير، فلا يوجد شراءٌ ولا بيعٌ في ظل توقف الزيارات من خارج المدينة، خاصة الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، الذين يشكلون مصدرًا قويًا للدخل في نابلس.

وأوضح، أن المؤسسات الكبيرة من جامعات وبنوك ودوائر حكومية ومؤسسات تأثرت كلها إلى حد ما، ولكن الحياة مستمرة فيها، رغم تغيب بعض الموظفين الذين لا يستطيعون الوصول أو يصلون متأخرين عن موعد دوامهم، لأن الدخول ممكن ولكن الخروج هو الصعب.

واستدرك: "نابلس كان لديها تجارب طويلة مع الإغلاقات والأمور سوف تفرج". وهو ما يؤكد عليه ياسين دويكات، الناطق باسم غرفة التجارة والصناعة، الذي أشار إلى أن الاحتلال جرب هذه السياسة بين عامي 2003 و2007، وكانت نابلس آخر مدينة يفك عنها الحصار في فلسطين.

وأكد دويكات، أن الأهداف الظاهرة من هذه السياسة اقتصادية وعقوبات جماعية، ولكن لها أبعاد سياسية وهي محاولة للضغط على أهالي نابلس لتركيعهم واستسلامهم، "رغم أن هذه التجارب فشلت دائمًا".

ونوه دويكات، أن دراسة سابقة قدرت مايزور مدينة نابلس وجنين بشكل يومي يصل إلى 40 ألف زائر من بقية المحافظات والداخل المحتل. والآن توقف هذه الزيارات له أثرٌ واضح على الاقتصاد في المدينة، وهو جزءٌ من أهداف الاحتلال بأن يبقى الاقتصاد الفلسطيني تابعًا، خاصة في ظل مكانة نابلس الاقتصادية محليًا.

في نابلس أربع مناطق صناعية، ومصانع كبيرة، وفيها تجار كبار للجملة، ومستوردون كبار، وقطاع خدمات كبير، وكل هذه القطاعات ضربت وتاثرت، بالإضافة إلى تأثر القطاعات الصحية والتعليمية وحركة الموظفين والطلبة

وأوضح، أن في نابلس أربع مناطق صناعية، ومصانع كبيرة، وفيها تجار كبار للجملة، ومستوردون كبار، وقطاع خدمات كبير، وكل هذه القطاعات ضربت وتاثرت، بالإضافة إلى تأثر القطاعات الصحية والتعليمية وحركة الموظفين والطلبة.

ويدعو دويكات إلى تنظيم رحلات جماعية إلى نابلس من بقية محافظات الضفة الضفة وكذلك من داخل الخط الأخضر، لكسر الحصار وعمل أزمة على الحواجز وعرقلة حركة المستوطنين.

كما طالب دويكات الحكومة الفلسطينية أن تعقد جلسة خاصة بعنوان فك الحصار عن نابلس، وتكون في مدينة نابلس، وأن تدعو السفراء والقناصل لزيارة محافظة نابلس عبر الحواجز الموجودة في محيط المدينة.

وكانت جامعة النجاح الوطنية ومركز الإعلام التابع لها قد أطلقوا حملة لإسناد الأهالي في محافظة نابلس، هدفها دعم المواطنين والطلبة خلال ساعات انتظارهم على الحواجز، وتوفير ما يلزم لهم خلال تواجدهم على الحواجز خاصة في ساعات المساء، وإطلاعهم أولاً بأول على تفاصيل أحوال الطرق.

كما وجه منسق لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس نصري أبو جيش نداء إلى أهالي الضفة والداخل لإطلاق حملة واسعة لكسر الحصار عن نابلس. كما دعا أبناء محافظة نابلس إلى التصدي إلى هذا الحصار وعدم القبول في الأمر الواقع الذي يحاول هذا المحتل فرضه عليهم

 ودعا أبو جيش، رئيس الوزراء والحكومة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها اتجاههم وعقد جلسة حكومية طارئة تحت عنوان كسر الحصار عن محافظة نابلس.

دلالات: