08-سبتمبر-2024
خطّة للدراسة عن بُعد أطلقتها وزارة التربية والتعليم في رام الله كي لا يضيع العام الدراسي على طلبة غزة

خطّة للدراسة عن بُعد أطلقتها وزارة التربية والتعليم في رام الله كي لا يضيع العام الدراسي على طلبة غزة

أعلنت وزارة التربية التعليم العالي نيّتها إطلاق "مدارس افتراضية" لطلبة المدارس في قطاع غزة، مع استمرار الحرب الإسرائيلية، وذلك لإنقاذ العام الدراسي المنصرم، ومن ثم بدء العام الدراسي الجديد الذي ينطلق الإثنين في الضفة الغربية.

أطلقت وزارة التربية والتعليم خطّة للتدريس في مدارس افتراضية ليتمكن طلبة قطاع غزة من استكمال الحدّ الأدنى من متطلبات العام السابق، وبدء العام الدراسي الجديد

وطالبت الوزارة في إعلان، نشرته على حسابها في "فيسبوك"، طلبة المدارس المتواجدين داخل قطاع غزة بالتسجيل على رابط إلكتروني عممته، تمهيدًا لإطلاق المدارس الافتراضية، وذلك ضمن سلسلة تدخلات تنوي الوزارة البدء فيها بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد في محافظات قطاع غزة.

ما هي المدارس الافتراضية؟

يقول المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور لـ الترا فلسطين إن المدارس الافتراضية، هي مدارس إلكترونية عن بُعد، توظّف الملخصات التعليمية الأساسية في المباحث جميعها، والهدف منها، ونحن على أعتاب عام دراسي جديد، الخروج من عبء تراكم عامين دراسيين.


ويتوقع الخضور أن يتم إطلاق المدارس الافتراضية قريبًا جدًا، بعد أن جرى تبنيها لإنقاذ العام الدراسي لـ 11 ألف طالب من غزة تواجدوا في مصر العام الماضي، وتم ترفيعهم للعام الدراسي الجديد، كما أنّ 8 آلاف طالب آخر سيتم تفعيل مدارس افتراضية لهم قريبًا.

وبحسب الخضور ستكون هناك أكثر من مدرسة افتراضية، يُدرّس فيها معلمون ومعلمات ومتطوعون من الضفة الغربية، وفق برامج خاصة، مع التأكيد على احتساب هذه الفترة للطلبة.

إنقاذ عامين دراسيين

ويوضح الخضور أن تدخل وزارة التربية والتعليم في الضفة الغربية يهدف لإنقاذ العامين الدراسيين -الماضي والجديد- في أجندة عام دراسي واحد، بحيث أنه في النصف الأول من العام ستتوجه الجهود لإنقاذ العام السابق عبر استيفاء ما يجب استيفاؤه لدى الطلبة من المواد الدراسية، ومن ثم البدء في العام الدراسي الحالي في النصف الثاني من العام ذاته.


وأشار إلى أن تطبيق الخطة يتطلب تكثيف الزمن، والمادة التعليمية، واعتماد نظام الملخصات بدل الكتب، لافتًا إلى أن الوزارة أعدّت، خلال فترة وباء كورونا، موادًا تعليمية مختصرة للكتاب المدرسي تركّز على المادة الأساسية في كل مبحث، التي يجب أن يدرسها الطالب تحضيرًا للصف الذي يليه.

مشاكل الانترنت

وعن عدم تمكّن جزء كبير من طلبة قطاع غزة من الالتحاق بهذه المدارس نظرًا لضعف وانقطاع خدمة الانترنت، قال الخضور إنّ الوزارة ستتعامل مع هذه المشكلة على مستويين؛ الأول هو توفير المزيد من نقاط البثّ وتقوية الانترنت بالتعاون مع شركات الاتصال الفلسطينية، خاصة في تجمّعات النازحين.

وعن المستوى الثاني، أوضح الخضور أنه سيتم تسجيل الدروس بحيث يتمكّن الطلبة من حضورها في وقت لاحق، في حال تعذّر أو انقطاع شبكة الانترنت.

وعن صعوبة توفر الأجهزة اللوحية خاصة لدى أولياء الأمور الذي لديهم أكثر من طالب، أفاد الخضور بأنه الوزارة تبحث مع شركائها الدوليين توفير أجهزة لوحية قدر المستطاع، ويشير إلى أنه إذا كان هناك أكثر من طالب في العائلة، فليس شرطًا أن يكون الحضور للطلبة في الفترة ذاتها.

ستكون هناك أكثر من مدرسة افتراضية، يُدرّس فيها معلمون ومعلمات ومتطوعون من الضفة الغربية، وفق برامج خاصة 

وقال إنّ إطلاق هذه الخطوة سيضعنا ويضع الجميع أمام مسؤولياته لإسناد التعليم في قطاع غزة، مبينًا أن الفرصة باتت متاحة لذلك الآن، خاصة أن هذا المشروع "يحتاج إلى الكثير من المتطلبات التي نأمل أن يساعدنا الجميع في توفيرها".

وأشار المتحدث باسم وزارة التربية التعليم إلى أنه سيتم رصد الطلبة المسجلين للالتحاق بالمدارس وتحديد مواقعهم، لتحديد التدخلات الممكن القيام بها.

وبيّن أنّ الموضوع لا يقتصر على موضوع الإعلان والتسجيل، بل يتطلّب سلسلة خطوات كتوفير نظام الرزم، والتدريس في الخيم بمراكز الإيواء، والتكامل مع المبادرات الفردية، بحيث تنضوي في إطار جهود الوزارة شريطة استلهامها الحد الأدنى المطلوب للمادة التعليمية المقررة.

البعد الوجاهي

وكشف الخضور عن أنّ الوزارة ستعمل ضمن تدخلاتها على الجمع بين البعدين الوجاهي والافتراضي، مبيّنًا أن موضوع التدخلات الوجاهية سيتحدد في ضوء ما ستسفر عنه عمليات التسجيل للمدارس الافتراضية، من حيث عدد الملتحقين وأماكن تواجدهم، فمرحلة التسجيل هي الخطوة الأساسية للتخطيط للتعليم الوجاهي.


وثمّن الخضور مبادرات التعليم التي تقوم بها بعض المؤسسات والافراد في الخيام ومراكز الإيواء، مبينًا أن الوزارة مستعدة لاعتماد هذه المبادرات شريطة استيفائها الحد الأدنى المطلوب للمادة التعليمية، الواجب أن يستكملها الطالب ليترفّع من صف لآخر.

الثانوية العامة

وعن مصير طلبة الثانوية العامة الذين لم يتمكنوا من التقدم للامتحان النهائي العام الماضي، قال الخضور إن الوزارة أعلنت التزامها بعقد دورة خاصة لهم مع نهاية 2024، أي بين الفصلين على أبعد تقدير لإنقاذ عامهم الدراسي، والطلبة الجدد لهذا العام سيكونون حاضرين في نهاية العام.



قصف المدارس

وتحوّلت مدارس قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 11 شهرًا، إلى مراكز إيواء لمئات آلاف النازحين، ورغم ذلك استهدفها جيش الاحتلال بالقصف والتدمير، وارتكاب المجازر، وآخرها استهداف مدرستي عمر بن العاص وحليمة السعدية شمال غزة.

وفي آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فقد دمّرت طائرات الاحتلال 122 مدرسة وجامعة بشكلٍ كلي، و334 مدرسة وجامعة بشكلٍ جزئي منذ بدء الحرب التي راح ضحيتها حتى اللحظة 50,691 شهيدًا ومفقودًا، بينهم 16,673 طفلًا.

نحو 200 مدرسة في قطاع غزة تم إغلاقها، واستخدامها  كملاجئ للنازحين طوال الحرب

وتوقّف العام الدراسي في قطاع غزة العام الماضي في شهره الدراسيّ الأول بعد العمليّة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية صبيحة السابع من أكتوبر، وبدأت بعدها "إسرائيل" حرب إبادة ما تزال مستمرّة لليوم.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنّ نحو 200 مدرسة في قطاع غزة تم إغلاقها جميعًا منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي واستخدمت العديد منها كملاجئ طوال الحرب.

وأشارت إلى أنه ووفقًا لمجموعة التعليم العالمية، فإن أكثر من 76 في المئة من مدارس قطاع غزة بحاجة إلى إعادة بناء أو تأهيل بشكل كبير، لتتمكن من العمل مجددًا.