منعت "دائرة أراضي إسرائيل"، عقد مؤتمر اليوم الخميس (26 تشرين أول/ اكتوبر)، كان سيعرض نتائج أعمال تنقيب أثريّ أجريت في قرية لفتا المُهجّرة، التي لا تبعد عن وسط القدس المحتلة أكثر من كيلومترين.
منذ سنوات، سعت بلدية الاحتلال في القدس لإقامة حيّ يهوديّ راق يضم 200 وحدة سكنيّة، بعد التخلّص من آثار قرية لفتا
وقدّم عدد من اللاجئين من أبناء لفتا، التماسًا للمحكمة العليا الإسرائيليّة، طالبوا فيه بوقف مخطط لبناء حيّ مخصص لأثرياء يهود على أنقاض قريتهم التي هجّرت العصابات الصهيونية أهلها عام 1948
.
منع نشر نتائج التنقيب التي كانت مقررة عصر اليوم، يعود لرغبة "دائرة أراضي إسرائيل"، بإبقاء المعطيات طيّ الكتمان، لضمان عدم وجود معارضة لبناء حيّ يهوديّ على أنقاض القرية الفلسطنية المُهجّرة.
صحيفة "هآرتس" العبرية، قالت إنّ جهات في "دائرة أراضي إسرائيل" التي بادرت لإقامة المشروع السكنيّ، وموّلت مشروع التنقيب الأثريّ مارست ضغوطًا على سلطة الآثار الإسرائيليّة لإلغاء عرض نتائج التنقيب، الذي أظهر وجود أجزاء قديمة جدًا في القرية، من بينها بيوت تحت الأرض، لم تكن معروفة من قبل، وشبكات طرق ومنشآت زراعية كثيرة، وهو الأمر الذي يتقاطع مع مسح سابق أجرته "سلطة الآثار الإسرائيليّة"، وأظهر وجود أقبية تحت الأرض، ما دلّ على أن جذور القرية، أقدم مما يُعتقد.
سابقًا؛ أجرت سلطة الآثار الإسرائيليّة مسحًا أظهر وجود أقبية تحت الأرض، الأمر الذي دلّ على أن جذور القرية، أقدم مما يُعتقد
وخلال نقاشات داخلية جرت في سلطة الآثار، أثير أن الدائرة لا تستطيع منع عرض التنقيب، وبالرغم من ذلك فقد قررت سلطة الآثار عدم الدخول في مواجهة مع دائرة أراضي إسرائيل، وألغت المؤتمر.
وسبق أن أزالت لجنة التنظيم والبناء في بلدية الاحتلال بالقدس، مشروع إقامة وحدات سكنيّة على أنقاض قرية لفتا، عن جدول أعمالها، وجرى إسقاط المخطط في حينه، بعد جهود أبناء القرية، الأمر الذي دفع جهات إسرائيليّة لتغيير مخططاتها، لا سيما أنّ محكمة الاحتلال المركزية في القدس جمّدت خارطة البناء، في أعقاب الالتماس الذي قدّمه أحفاد عائلات القرية، وطلب القاضي في حينه بإجراء مسح شامل لأوضاع البيوت.
وبالرغم من ذلك، فإنّ دائرة "أراضي إسرائيل" طلبت مواصلة العمل على المخطط دون إجراء أي تغيير، ودعمت بلدية القدس الطلب، وقدّمت الخارطة إلى اللجنة المحلية للتنظيم والبناء للمصادقة عليها، ولكن اتضح أن المعارضة للخطة، لا تزال قوية.
وأعلن نشطاء إنقاذ القرية التي ظلّت على حالها وقت تهجير أهلها منها، عن تنظيم مؤتمر بديل حول المسح الأثري للقرية في ميدان "سفرا" بالقدس.
اقرأ/ي أيضًا:
عن تاريخ الصيدلة في فلسطين.. صور