تصاعدت عمليات القصف الإسرائيلي في شمال قطاع غزة منذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث أطبق الجيش حصارًا خانقًا على منطقة جباليا، مانعًا سكانها من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، مما أجبرهم على التحرك فقط عبر شارع صلاح الدين، وهو الطريق الوحيد الممتد على طول القطاع من شماله إلى جنوبه.
وفي سياق القصف الإسرائيلي المتواصل، أعلن الدفاع المدني في غزة أن قوات الاحتلال قصفت منزلاً في منطقة قريبة من المستشفى الأردني بشارع الصناعة جنوب غربي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين، فيما اشتعلت النيران في المنزل جراء الغارة. وفي هجوم آخر، استهدف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين في منطقة الشيخ زايد شمال القطاع، مما أدى إلى استشهاد فلسطيني على الأقل وتدمير جزء من المبنى.
حذرت وزارة الصحة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق في حضانة مستشفى كمال عدوان للأطفال حديثي الولادة، مشيرة إلى أن نقص الوقود والأدوية والمستهلكات الطبية بات يهدد حياة عشرات الأطفال
من جهة أخرى، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على منطقة الفالوجا، حيث نسف عددًا من المباني السكنية، وذلك في إطار الحملة العسكرية الشاملة التي يشنها على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأمس الأربعاء، أفادت وزارة الصحة في غزة بارتكاب الاحتلال الإسرائيلي ست مجازر جديدة ضد عائلات فلسطينية، ما أسفر عن استشهاد 65 مواطنًا، وإصابة 140 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وأعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة الضحايا منذ بداية العدوان في 7 تشرين الأول\أكتوبر إلى 42,409 شهداء، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى 99,153 جريحًا. وأكدت الوزارة أن هناك عددًا من الضحايا الذين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز فرق الدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.
وفي بيان آخر، حذرت وزارة الصحة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق في حضانة مستشفى كمال عدوان للأطفال حديثي الولادة، مشيرة إلى أن نقص الوقود والأدوية والمستهلكات الطبية بات يهدد حياة عشرات الأطفال الذين يعتمدون على الأجهزة الطبية. وقالت الوزارة إن استمرار حصار الاحتلال الإسرائيلي على شمال القطاع لليوم الثالث عشر على التوالي يفاقم هذه الأزمة بشكل كبير.
وزارة الصحة بغزة: كارثة إنسانية حقيقية تواجه الأطفال حديثي الولادة في حضانة مستشفى كمال عدوان، في ظل ما تعانيه من أزمة الوقود ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية pic.twitter.com/m62vsyTf0O
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) October 17, 2024
وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع تزايد الجهود الدولية لوقف العدوان على غزة. فقد عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا، الأربعاء، لمناقشة الوضع الكارثيّ في القطاع، في حين واصلت الدول العربية تحذيراتها من العواقب الوخيمة لاستمرار الحرب. وأشارت مصر إلى أن الانقسام الأوروبي بشأن الأزمة يبعث برسائل خاطئة إلى إسرائيل، مما يشجعها على مواصلة عدوانها ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي بيان لها، أدانت حركة حماس "جريمة إبادة" نفذها الاحتلال الإسرائيلي بقصف مركز لتوزيع المساعدات في مخيم جباليا، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. وأكدت الحركة أن هذه الجرائم المتواصلة تستدعي موقفًا دوليًا حازمًا، واعتبرت أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه ما يحدث في غزة.
في بيان أصدره جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، أكد أن "عشرات الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، في حين تعجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي لأي جسم متحرك"
وفي الوقت ذاته، أعلن مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الوضع في غزة "مروّع" ويفوق كل التوقعات، حيث يعاني أكثر من مليوني شخص من انقطاع شبه كامل للإمدادات الإنسانية، بما في ذلك المياه والغذاء والأدوية. وأضاف أن الأطفال والنساء والمسنين هم الأكثر تأثرًا بالحصار والهجمات العنيفة.
وعلى الصعيد العسكري، زعم الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من "تفكيك بنية تحتية تحت الأرض" في منطقة جباليا، لكنه لم يقدم أي أدلة على هذه الادعاءات، فيما واصلت طائرات الاحتلال الحربية قصفها المكثف على مناطق متفرقة في شمال القطاع ووسطه وجنوبه.
مستشفى اليمن السعيد في جباليا
هنا كانت بداخلها خيام النازحين الفلسطينيينالنازحين رفضوا ترك الشمال ورفضوا التهجير القسري فالاحتلال الإسرائيلي قصف خيامهم وحرقهم أحياء بكل خسة ، كل اللي في الخيم
اتقصفوا اطفال ونساء وشيوخ وشبابأنا بجد مش عارف اقول ايه ولا اكتب ايه pic.twitter.com/Ks75XMzeKK
— منير الخطير (@farag_nassar_) October 9, 2024
ومع دخول حرب غزة يومها الـ377، يواجه نحو 200 ألف شخص من سكان شمال قطاع غزة كارثة إنسانية خطيرة، حيث يعيشون لليوم الثالث عشر على التوالي دون الحصول على طعام أو شراب أو أدوية في ظل الحصار المشدد الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي. يأتي هذا الوضع في إطار عملية تطهير عرقي واسعة ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول\أكتوبر 2023، حيث يسعى إلى محو معالم مخيم جباليا واستهداف سكانه بشكل ممنهج.
وفي بيان أصدره جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، أكد أن "عشرات الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، في حين تعجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي لأي جسم متحرك". كما أشار البيان إلى أن "جباليا تتعرض لعمليات إبادة متواصلة" منذ بدء الهجوم، حيث تقوم قوات الاحتلال بنسف المباني السكنية والبنية التحتية بشكل يومي.