02-أغسطس-2024
رواية اغتيال هنية

(Getty) قيادي في حماس يؤكد الاغتيال بصاروخ وليس في قنبلة

رفض ممثل حركة حماس في إيران، خالد القدومي، اليوم الجمعة، رواية صحيفة "نيويورك تايمز"، عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ومرافقه وسيم أبو شعبان، فجر الأربعاء الماضي، في العاصمة الإيرانية طهران.

وقال القيادي في حماس لـ"العربي الجديد" إن الشهيد إسماعيل هنية وصل إلى إيران فجر الثلاثاء على رأس وفد من قيادات الحركة، ضمّ رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية والقياديين في المكتب السياسي محمد نصر وزاهر جبارين، بالإضافة إلى ممثل حماس في إيران (القدومي نفسه). 

وأشار إلى أن الوفد توجه، مساء الثلاثاء، إلى البرلمان الإيراني للمشاركة في تأدية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية في البرلمان، و"هناك التف حوله عدد كبير من البرلمانيين والمسؤولين الإيرانيين والضيوف الأجانب وعانقه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بحفاوة ورفع يده كعلامة نصر"، ثم بعد ذلك زار الوفد معرض "أرض الحضارة" في برج ميلاد في العاصمة.

قيادي في حماس: في تمام الساعة 1:37 دقيقة حدثت صدمة للمبنى، فخرجت من المكان الذي كنت فيه، فرأيت دخانًا كثيفًا، وبعد ذلك عرفنا أن أبو العبد قد استشهد

وأضاف القدومي، قائلًا إن رئيس المكتب السياسي لحماس والوفد المرافق توجهوا بعد ذلك إلى مقر الرئاسة الإيرانية تلبية لدعوة بزشكيان على مأدبة العشاء، ثم "انتقل إلى مقر إقامته (شمالي طهران) الذي لم يكن سريًا وكان معروفًا لدى الكثير من الناس، وكان خاصًا بكبار الضيوف القادمين إلى البلد". 

وأوضح أن "ما يقال حول كيفية معرفة إسرائيل بمقر إقامته وغير ذلك هو كلام فارغ عن المضمون، لأن الشهيد القائد كان في زيارة علنية وفي لقاء علني، وهو شخصية دبلوماسية، حيث كان رئيس وزراء فلسطين السابق وكان قائد حماس".

وتابع ممثل حماس لـ"العربي الجديد" أنه "بعد وصولنا إلى مقر الإقامة في وقت متأخر من الليل، صلى القائد الشهيد صلاة العشاء، ثم جلسنا وتحدثنا عن مراسم اليمين الدستورية للرئيس وأجوائها الطيبة، وقال لي مباشرة إن العديد من وزراء الخارجية وممثلين عن دول بعضها لا تعترف بحماس تقدموا للسلام عليه وتبادلوا التحيات معه". وأضاف: "تحدثنا عن حادث الاغتيال للشهيد فؤاد شكر وفضل الشهادة وحسن الخاتمة، وقال إن هذه هي نهاية سعيدة لكل أخ مجاهد يقاتل الكيان الصهيوني".

بعد ذلك توجه الشهيد هنية إلى غرفته للنوم، وفق القدومي، الذي قال إن مرافقه وسيم أبو شعبان "الذي صليت خلفه صلاة العشاء في تلك الليلة كان يحرس الشهيد هنية خارج غرفته، وهو يقرأ القرآن". وقال ممثل حماس: "كان المصحف بين يديه عندما استشهد".

وأكمل القيادي في حماس متحدثا عن اللحظات الأخيرة في حياة إسماعيل هنية، أنه "في تمام الساعة 1:37 دقيقة حدثت صدمة للمبنى، فخرجت من المكان الذي كنت فيه، فرأيت دخانًا كثيفًا، وبعد ذلك عرفنا أن أبو العبد قد استشهد"، مشيرًا إلى أنه "كان هناك وميض". 

وأضاف "من شدة الصدمة التي حصلت للمبنى ظننت أنه حصل رعد أو زلزال، ففتحت النافذة لم أجد مطرًا أو رعدًا، فالجو كان حارًا، وذهبنا إلى الطابق الرابع الذي كان فيه الشهيد فوجدنا أن جدار وسقف المكان الذي كان فيه قد سقط وتدمر".

وتابع القدومي: "من الواضح من شكل المكان بعد الهجوم وما حدث له، ومن جثة الشهيد القائد إسماعيل هنية، أن الاستهداف قد تم بواسطة مقذوف من الجو، سواء كان صاروخًا أو قذيفة"، مشيرًا إلى أنه لا يريد خوض تفاصيل أكثر "حيث هناك فرق فنية تخصصية من الأشقاء في الجمهورية الإسلامية تقوم بالتحقيق وستعلن عن النتائج لاحقًا".

ونفى ممثل حماس في إيران رواية صحيفة "نيويورك تايمز" و"روايات مضللة مماثلة" في الصحافة الإسرائيلية، عن زرع قنبلة تحت سرير رئيس المكتب السياسي لحماس في مكان إقامته، وكذلك مزاعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري عن عدم تنفيذ هجوم إسرائيلي جوي آخر لاستهداف شخصية أخرى في تلك الليلة سوى الهجوم الذي أدى إلى اغتيال القيادي فؤاد شكر. 

وختم القدومي حديثه بالقول: "الشهيد القائد إسماعيل هنية هو واحد من 40 ألف شهيد في قطاع غزة ارتقوا في حرب إبادة شاملة، 70% منهم أطفال ونساء".

وفي وقت سابق، نشرت وكالة أنباء فارس الإيرانيّة تفاصيل جديدة عن عمليّة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية ومرافقه، في طهران، قبيل فجر الأربعاء الماضي.

وقالت الوكالة المقرّبة من "الحرس الثوري"، بحدود منتصف ليل الجمعة، إن التحقيقات الأولية في عمليّة اغتيال هنية ومرافقه، تظهر أنها نُفذت عبر إطلاق قذيفة أدّت إلى تدمير جزء من سقف المكان والنوافذ.

وأضافت نقلًا عن "مصادر" أن هنية كان في الطابق الرابع من المبنى في منطقة زعفرانية شمال طهران، وأنه بات مؤكدًا أن "الكيان الصهيوني هو الذي خطط ونفذ هذا العمل الإرهابي".

ويوم أمس، زعمت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، جرى من خلال قُنبلة ثُبِّتت قبل شهرين في غرفته بمجمّع تابع للحرس الثوري الإيراني في طهران، وليس بوساطة صاروخ موجّه.

من جانبه، قال ممثل حماس في إيران للتلفزيون العربي: تقديرنا أن اغتيال هنية كان بقصف من خارج المبنى المستهدف وليس تفجيرًا داخليًا.

وأضاف: "هدف تقرير صحيفة نيويورك تايمز بشأن اغتيال هنية دفع التهمة عن الاحتلال"، مشيرًا إلى أن "اغتيال إسماعيل هنية في طهران جرى بغطاء أميركي واضح".

وأوضح: "معاينتي لمكان استهداف هنية تؤكد ان العملية جرت باستهداف خارجي وليس انفجارًا داخليًا".