31-أغسطس-2024
ما هي منظمة هاشومير يوش؟

(Wahaj Bani Moufleh/Activestills)

تأسست منظمة "هاشومير يوش" (حراس يهودا والسامرة، تختصر بالعبرية: يوش) في عام 2013 في مستوطنة شيلو الواقعة بين قرى ترمسعيا وسنجل، شمال رام الله، وتوسعت نشاطاتها لتشمل مناطق وسط الضفة الغربية وبرية يطا في جنوب الخليل. 

تم تسجيل "هاشومير يوش" كجمعية تتبع نموذج منظمة "الحارس الجديد"، التي تأسست في عام 2007 داخل الخط الأخضر، وتعمل بشكل خاص في النقب.

تضم "هاشومير يوش" 15 موظفًا، من بينهم مديرها العام أفيحاي سويسا، وهيئة عامة تتألف من 12 عضوًا، بينما يتجاوز عدد المتطوعين المسجلين فيها 4,000 شخص ينتشرون في كافة أنحاء الضفة الغربية.

كيف تعمل منظمة هاشومير يوش في الضفة الغربية؟

وبحسب الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب، تعتمد جمعية "هاشومير يوش" على الاستيطان الرعوي لتحقيق أهدافها الاستيطانية، ويسيطر "رعاة المستوطنين" التابعين للجمعية على أكثر من 300 ألف دونم في الضفة الغربية، وهو ما يعادل حوالي 10% من مساحتها، ويتجاوز المساحات التي سيطرت عليها المستوطنات جميعها منذ انطلاق المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية عام 1967. وتدير الجمعية حوالي 30 مزرعة استيطانية رعوية بأعداد قليلة من الأفراد، بينما تدعم منظمة "أمانا" الاستيطان الرعوي لوجستيًا ومعنويًا، وتوفر وزارتي الزراعة والمالية التمويل والدعم القانوني.

ومنذ تأسيسها، تنشط جمعية "هاشومير يوش" في إنشاء المزارع النباتية والرعوية الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة، إذ اعترفت الإدارة المدنية في جيش الاحتلال بتخصيص نحو 8,719 دونمًا من أراضي الفلسطينيين لهذه الأغراض، والتي أُنشئ عليها حوالي 30 مزرعة وحظيرة حيوانات. وهذه المشاريع تسبب الضرر للمزروعات الفلسطينية، وتمنع أصحاب الأراضي من الوصول إليها. بالإضافة إلى ذلك، يمارس أعضاء الجمعية اعتداءات جسدية ومادية على الفلسطينيين، وفق تقرير منظمة "السلام الآن".

وتبلغ الميزانية السنوية لجمعية "هاشومير يوش" حوالي 1.7 مليون شيكل، يأتي 60% منها من الميزانية العامة الإسرائيلية، بينما تأتي البقية من تبرعات داخلية وخارجية. ولا يُبَلغ عن حجم هذه التبرعات أو طريقة صرفها بدقة، لكن من المؤكد أنها تُستخدم في دفع الرواتب وتمويل الاعتداءات الجماعية على الفلسطينيين. ووفقًا لمصادر حركة "السلام الآن"، تتلقى الجمعية تمويلًا سنويًا يتراوح بين 3 إلى 4 ملايين شيكل لنشاطاتها التي تركز على الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.

ووفق الصحفية جورجيا جي، فإن "هاشومير يوش" مدعومة من الحكومة الإسرائيلية، وتعمل على جلب المتطوعين إلى البؤر الزراعية الإسرائيلية، وهي المحرك الرئيسي لسرقة الأراضي بالعنف في الضفة الغربية.

وأضافت: "كانت منظمة هاشومير يوش تسعى إلى تحقيق أجندة استيطانية متطرفة منذ تأسيسها قبل أكثر من عقد من الزمان. وإلى جانب منظمات "زراعية" أخرى قائمة على المتطوعين في إسرائيل، استغلت المنظمة اللحظة السياسية الحالية لطرد الفلسطينيين وتوسيع البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية".

واشتهر مؤسسو حركة "هاشومير يوش" منذ فترة طويلة بعدوانيتهم ​​وخطابهم العنيف تجاه الفلسطينيين. وقد تم اعتقال أحدهم، وهو مائير بيرتلر، في عام 2011 بعد اقتحامه ممتلكات فلسطينية خاصة بالقرب من الحدود الأردنية مع مجموعة من المستوطنين. وفي العام نفسه، كتب مقالًا في صحيفة عن "السكان الوحشيين" من الفلسطينيين الذين يتزايدون في قرى الضفة الغربية، ودعا الجيش الإسرائيلي إلى "الانتقام لدماء" الإسرائيليين الذين قتلوا.

وعلى غرار حركات "الحرس" الأكثر شهرة، مثل "هاشومير هحداش" اليمينية "الحارس الجديد") و "هاشومير هتسعير" الصهيونية اليسارية "الحارس الشاب"، تركز "هاشومير يوش" على إشراك الشباب الإسرائيلي، وتقديم برامج التطوع والتدريب قبل الخدمة العسكرية التي ترسل الشباب لحراسة الأراضي في البؤر الاستيطانية غير القانونية. وقد عرض الجيش الإسرائيلي هذه البرامج كبديل للخدمة العسكرية التقليدية، في حين تمنح جامعة أرييل، الواقعة في مستوطنة في الضفة الغربية، الاعتماد الأكاديمي للطلاب الذين يتطوعون مع المجموعة. 

وقد تلقت المنظمة ملايين الشواكل من الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك وزارة الزراعة ووزارة النقب والجليل والصمود الوطني. وفي عام 2021، تلقت تمويلًا حكوميًا لتمويل الطائرات المُسيّرة، على الرغم من حقيقة أن مرسومًا عامًا يحظر حيازة الطائرات المُسيّرة في الضفة الغربية. وفي نيسان/أبريل من هذا العام، أطلقت منظمة "هاشومير يوش" حملة لشراء 80 طائرة مُسيّرة لـ"حماية الرعاة في المستوطنات الزراعية"، بحسب إعلانها.

كما تلقت تمويلًا واسع النطاق من الشتات اليهودي. وتُظهِر الوثائق التي حصلت عليها مجلة "+972" أنها تلقت أكثر من 256 ألف شيكل (70 ألف دولار أميركي) من الصندوق المركزي لإسرائيل ومقره نيويورك، والمعروف بتمويل جماعات المستوطنين، بين عامي 2015 و2019. 

وفي عام 2021، ناشدت منظمة "السلام الآن" اليسارية، وزارة الزراعة الإسرائيلية التوقف عن دعم "هاشومير يوش" نظرًا لعملها مع البؤر الاستيطانية غير القانونية، وحقيقة تعرض ناشطين إسرائيليين وفلسطينيين للهجوم من قبل رجال ملثمين يرتدون سترات "هاشومير يوش". لكن العنف استمر، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وفقًا لمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، عمل أعضاء مع شركة خاصة لهدم مدرسة فلسطينية في مسافر يطا. وفي العام التالي، وضعت شابات يخدمن في الجيش الإسرائيلي في بؤرة "أوبنهايمر" الاستيطانية، التي سميت على اسم رئيس دائرة الأراضي في المجلس المحلي الذي أنشأها، حيث كان المستوطنون يضايقون المزارعين والرعاة الفلسطينيين.

شجّع شبتاي كوشيليفسكي، أحد مؤسسي منظمة "هاشومير يوش"، المتطوعين على تعلّم اللغة العربية لتعزيز قدرتهم على الاستيلاء على الأرض. وقال في محاضرة تمهيدية عن اللغة العربية المنطوقة في حزيران/يونيو 2023: "إذا أردنا الاستيلاء على الأرض وامتلاكها، فإن معرفة اللغة تشكل جزءًا مهمًا من كوننا مالكين".

ومنذ اندلاع الحرب، تكثفت أعمال منظمة "هاشومير يوش"، بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي. وقد تتبع موقع "+972" العديد من حوادث الاستفزاز والعنف التي تورطت فيها منظمة "هاشومير يوش" منذ تشرين الأول/أكتوبر.

ويقول درور إتكيس، مؤسس منظمة كيريم نافوت الإسرائيلية التي تراقب النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية: "من الممكن الآن القيام بأشياء كان من الصعب القيام بها لولا ذلك. أصبح من الأسهل ترحيل المجتمعات الفلسطينية، وإنشاء البؤر الاستيطانية، والاستيلاء على الأراضي".

وعندما بدأت الحرب، سارعت منظمة هاشومير يوش إلى "إرسال أكبر عدد ممكن من الحراس إلى المناطق المعرضة للخطر" و"التنسيق مع الجيش لحماية وتعزيز المناطق المعرضة للخطر" في الضفة الغربية.

وترتبط المنظمة بصلات وثيقة بالمستوطن ينون ليفي، الذي فرضت عليه إدارة بايدن عقوبات في شباط/فبراير، والذي قاد هجمات ضد المجتمعات الفلسطينية وأحرق حقولها. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أرسلت المنظمة متطوعين إلى مزرعة ليفي وبدأت صفحة لجمع التبرعات لتجنيد "متطوعين مسلحين".

وفي كانون الثاني/يناير، طردت مجموعة من المستوطنين، بما في ذلك بعض المستوطنين من مزرعة ليفي، جميع سكان خربة زانوتا، وهي قرية فلسطينية في تلال جنوب الخليل، وهم يرتدون قمصانًا تحمل علامة "هاشومير يوش". وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن متطوعين من المنظمة قاموا بعد ذلك بإغلاق القرية لمنع السكان من العودة. وفي تموز/يوليو، أفادت التقرير أن منسقًا ميدانيًا لمنظمة "هاشومير يوش" أطلق النار على ثلاثة جمال في منطقة بنى فيها بؤرة استيطانية.

وتضيف الصحيفة جي: "من الواضح أن منظمة هاشومير يوش اكتسبت الشجاعة اللازمة بفضل الدعم الذي ما زالت تتلقاه من الحكومة الإسرائيلية في خضم المجهود الحربي. ففي كانون الثاني/يناير، شاركت وزيرة حماية البيئة عيديت سيلمان في احتفال زراعة أشجار نظمته منظمة هاشومير يوش في بؤرة استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية. وفي حزيران/يونيو، التقى وزير الزراعة آفي ديختر مع منظمة هاشومير يوش وعدد من المنظمات التطوعية الأخرى لتأكيد دعمه لعملهم في أثناء الحرب".

في عام 2021، ناشدت منظمة "السلام الآن" اليسارية، وزارة الزراعة الإسرائيلية التوقف عن دعم "هاشومير يوش" نظرًا لعملها مع البؤر الاستيطانية غير القانونية

وفي العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، واستمرار الدعم الأميركي له، أعلنت إدارة بايدن، في يوم الأربعاء الموافق 28 آب/أغسطس، عن جولة جديدة من العقوبات، استهدفت منظمة "هاشومير يوش".

ويرى الناشطون أنه من المشكوك فيه أن تؤثر العقوبات على نشاط الجماعة الاستيطانية. وحذر إتكيس قائلًا: "لا أرى أن المنظمة ستنهار بسبب العقوبات. ولا أعتقد أن هذا سيحدث".