31-أغسطس-2024
نقص مساعدات غزة

(Getty) تضاعف عدد البعثات الإنسانية والتحركات داخل غزة، التي رفضت السلطات الإسرائيلية السماح لها بالدخول

أعلنت منظمة "أنيرا" الخيرية الأميركية، يوم أمس الجمعة، عن استشهاد أربعة أشخاص كانوا يرافقون إحدى قوافلها جنوب قطاع غزة، جرّاء غارة جوية إسرائيلية نُفذت يوم الخميس. يترافق ذلك مع انخفاض حاد في دخول المساعدات إلى قطاع غزة، نتيجة القيود الإسرائيلية.

جاء ذلك بعد يومين، من إطلاق نار إسرائيلي، على مركبة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، رغم وجود تنسيق رسمي لها، ما أدى إلى إعلان البرنامج الأممي إلى تعليق تحركات الموظفين مؤقتًا. 

"أوتشا": "عمليات توصيل الغذاء في غزة تواجه صعوبات بالغة بسبب القتال الدائر والطرق المتضررة ونقاط العبور المحدودة".

وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للسلامة والأمن جيل ميشو، أن العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة، يعملون في ظل مخاطر شديدة، حيث تعد الأزمة الحالية الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للأمم المتحدة. 

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين، إن هذا الهجوم يؤكد تقلص المساحة الإنسانية بسرعة في غزة،  مشيرة إلى أن "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق وأحدث حلقة في سلسلة من الحوادث الأمنية غير الضرورية التي عرضت حياة فريق برنامج الغذاء العالمي في غزة للخطر ... إن نظام منع الاشتباك الحالي يفشل ولا يمكن أن يستمر هذا لفترة أطول".

ووفق التحديث الأخير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه في آب/أغسطس، تضاعف عدد البعثات الإنسانية والتحركات داخل غزة، التي رفضت السلطات الإسرائيلية السماح لها بالدخول، في الشمال (68 مقابل 30)، وتضاعف تقريبًا في الجنوب (99 مقابل 53)، مقارنة بشهر تموز/يوليو. 

وفي الفترة ما بين 1 و29 آب/أغسطس، من أصل 199 مهمة إنسانية مخططة تم تنسيقها مع السلطات الإسرائيلية لشمال غزة، تم تسهيل 74 مهمة (37%)، وتم رفض السماح لـ 68 مهمة (34%) بالدخول، وتم إعاقة 42 مهمة (21%)، بما في ذلك البعثات التي نجحت، وتم إلغاء 15 مهمة (8%) بسبب مشاكل لوجستية أو تشغيلية أو أمنية. 

وفي جنوب غزة، من أصل 372 تحركًا إنسانيًا منسقًا، تم تسهيل 173 مهمة (46%)، ورُفِض السماح لـ 99 مهمة (27%) بالدخول، وتم إعاقة 52 مهمة (14%)، وتم إلغاء 48 مهمة (13%).

وقد أدى الإخلاء القسري لمركز العمليات الرئيسي لبرنامج الأغذية العالمي في دير البلح إلى تقليص قدرته على تقديم المساعدات الغذائية الأساسية بشكل كبير حيث فقد البرنامج أيضًا الوصول إلى آخر مستودعاته التشغيلية في المحافظة، واضطر إلى إخلاء خمسة مطابخ مجتمعية كانت ضرورية لإطعام الأسر النازحة. 

وقد أدت أوامر الإخلاء الجماعي الأخيرة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي إلى تكثيف هذه التهديدات بشكل كبير، مما تسبب في حدوث اضطرابات شديدة في توصيل المساعدات المنقذة للحياة والحد بشكل كبير من توفر الأماكن الآمنة لعمال الإغاثة. 

وأشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن جيل ميشو إلى أن أكثر من 200 موظف من موظفي الأمم المتحدة أجبروا على الإخلاء من دير البلح، وهو مركز إنساني رئيسي، مما زاد إجهاد العمليات المرهقة بالفعل. 

ووفق "أوتشا": "تسبب الوضع الأمني ​​المتردي في انتكاسات كبيرة، وخاصة في مجال الصحة والأمن الغذائي مع استمرار حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المخطط لها، والتي تتطلب دخول عدد كبير من الموظفين إلى غزة، في مواجهة تأخيرات شديدة؛ بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة"، كما أبرز ميشو.

وأوضحت "أوتشا": "عمليات توصيل الغذاء تواجه صعوبات بالغة بسبب القتال الدائر والطرق المتضررة ونقاط العبور المحدودة". ويفيد برنامج الأغذية العالمي بأن الفلسطينيين يحصرون في مناطق صغيرة تفتقر إلى الصرف الصحي والرعاية الصحية، وكثيرًا ما ينزحون بسبب أوامر الإخلاء التي تعطل خدمات المساعدات الحيوية، بما في ذلك توزيع الأغذية التي يدعمها برنامج الأغذية العالمي والمطابخ المجتمعية. 

وفي الشهرين الماضيين، تمكن برنامج الأغذية العالمي من جلب نصف الـ 24 ألف طن متري فقط من المساعدات الغذائية المطلوبة لتحقيق أهدافه. ونظرًا لتناقص الإمدادات وانخفاض تدفقات المساعدات، فقد اضطر إلى تقليص محتويات الطرود الغذائية الموزعة. 

ويؤكد برنامج الأغذية العالمي أيضًا على الحاجة الملحة لإصلاح الطرق، محذرًا من أن الطرق المتضررة بسبب الحرب، والتي يصعب بالفعل السير فيها، من المتوقع أن تصبح غير سالكة مع هطول الأمطار والفيضانات. 

وفي تطور إيجابي، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن المطابخ المجتمعية التي يدعمها في شمال غزة بدأت في تقديم وجبات ساخنة مع الخضروات الطازجة، وهو ما يمثل أول تسليم لمثل هذه المنتجات التي تهدف إلى استكمال حصص الغذاء الطارئة ومنع سوء التغذية.