الترا فلسطين | فريق التحرير
تجري في مدينة القدس المحتلة، الثلاثاء، انتخابات بلدية الاحتلال، وهي تشهد هذه المرة سابقة منذ احتلال القدس، بترشح رمضان دبش من صور باهر في الانتخابات، وهو العضو السابق في حزب "الليكود"، ما دفع فلسطينيين من أبناء المدينة إلى مهاجمته بشدّة، مُصعّدين في الوقت ذاته من نشاطهم - ميدانيًا وإلكترونيًا - للتأكيد على مقاطعة هذه الانتخابات بالكامل.
ووفق مصادر محلية من القدس، فإن مراكز الاقتراع في المدينة خلت من أي مشاركة، مؤكدة أن أبناء المدينة نجحوا بالفعل في إفشال هذه الانتخابات مرة أخرى.
ورمضان دبش يُعرّف نفسه بأنه "ناشط ليكودي"، ويفخر بأنه "إسرائيلي"، وقد سبق له أن ترأس لجنة تابعة لبلدية الاحتلال في صور باهر، كما هاجم المشاركين في الأنشطة المناهضة للاحتلال وعمليات المقاومة، داعيًا إياهم إلى التخلي عن "الهوية الإسرائيلية" والتوجه إلى الضفة للعيش "تحت بساطير أبو مازن".
في المقابل، دعت القوى الوطنية والإسلامية إلى مقاطعة الانتخابات، "وعدم المشاركة في فرض سيادة الاحتلال على قدسنا". كما أفتى مجلس الإفتاء الأعلى بحرمة المشاركة في هذه الانتخابات ترشحًا وانتخابًا، معللاً ذلك بأن "المفاسد المترتبة على المشاركة كبيرة وعظيمة إذا ما قورنت بالمصالح المستجلبة. ومن ذلك الركون إلى الظالمين، ومساعدة الاحتلال في ترسيخ سياساته ومخططاته المتعلقة ببسط نفوذه على المدينة والقبول به حتى يصبح أمرًا واقعا".
وعلّق شبانٌ من المدينة ملصقات في مناطق عامة بالمدينة، تضمنت عبارات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات، وتؤكد أن بلدية الاحتلال تُحارب الوجود الفلسطيني في القدس وتسعى لتفريغ المدينة منه. كما سبق أن هاجم شُبانٌ بالبيض رجلين وامرأة من أبناء المدينة خلال إعلان ترشحهم إلى الانتخابات، ما دفعهم إلى الانسحاب لاحقًا.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يُتفاعل فلسطينيون من القدس ومدنٍ أخرى على نطاق واسع مع هذا الملف، وقد تضمن هذا التفاعل منشوراتٍ توعوية حول أسباب مقاطعة هذه الانتخابات، والأهداف التي يسعى لتحقيقها الاحتلال من خلال دفع أبناء القدس إلى أوسع مشاركة في هذه الانتخابات.
ومن الأهداف التي تحدث عنها المعلقون، انتزاع اعتراف أبناء المدينة بشرعية مؤسساته فيها، رغم أن هذه البلدية ذاتها هدمت 1300 منزل لفلسطينيين منذ احتلال القدس بالكامل عام 1967، وتضع شروطًا معقدة على ترخيص الفلسطينيين لمنازلهم، مقابل تعزيز الوجود الاستيطاني في المدينة بإقامة عشرات آلاف الوحدات السكنية للمستوطنين، ومنحهم تسهيلاتٍ واسعة من أهمها الأسعار المخفضة للشقق السكنية في المدينة.