سيتوجه الناخبون في إسرائيل إلى صناديق الاقتراع يوم غد الثلاثاء، لاختيار أعضاء الكنيست، في الانتخابات التي ستجري للمرة الثانية هذه السنة، بعد فشل تشكيل الحكومة في الانتخابات الماضية التي جرت في التاسع من شهر نيسان/إبريل.
ويبلغ مجموع أصحاب حق الاقتراع نحو 6,339,279 مُصوت، من بينهم، أكثر 900 ألف عربي، صوَّت منهم في الانتخابات الماضية حوالي 450 ألف شخص، منح 330 ألف منهم ثقتهم لأحزابٍ عربية.
انخفض عدد القوائم المشاركة في انتخابات الكنيست إلى 31 قائمة، وهذا العدد هو الأقل منذ عقد كامل
في الانتخابات الماضية، بلغت نسبة التصويت في صفوف أصحاب حق الاقتراع اليهود حوالي 67%، بينما سجلت نسبة التصويت في البلدات والقرى العربية انخفاضًا لم تصل إليه منذ عقود، لتبلع 49.2%، صوَّت 27% منهم -أي ما يقارب 130 ألف صوت- لأحزابٍ يهودية وصهيونية.
اقرأ/ي أيضًا: عرب صوتوا لنتنياهو وليبرمان وأنقذوا ميرتس
وفسر عددٌ كبيرٌ من المحللين تراجع تصويت العرب بعجز الأحزاب العربية عن خوض الانتخابات بقائمة موحدة، بعد تفكيك القائمة المشتركة التي كانت تضم أبرز الأحزاب العربية. والآن بعد إعادة تشكيل القائمة المشتركة لخوض الانتخابات المقبلة، انتعشت الآمال بأن يستعيد العرب المقاعد التي فقدوها جراء خوضهم المعركة الانتخابية منفردين.
إحدى أهم نتائج إعادة الانتخابات، انخفاض عدد القوائم المشاركة في المعركة الانتخابية إلى 31 قائمة، وهذا العدد الأقل منذ حوالي عقد كامل. نجم ذلك عن قناعةٍ تولدت لدى قوائم شاركت في الانتخابات الماضية أنها لن تجتاز نسبة الحسم، وكذلك بسبب عجز الأحزاب الصغيرة عن تمويل حملةٍ انتخابيةٍ بعد خمسة شهورٍ فقط من المعركة الانتخابية الماضية.
41 قائمة خاضت الانتخابات السابقة، نجحت 11 قائمة منها في دخول الكنيست، وترواح عدد المقاعد التي حصدتها بين أربعة مقاعد في الحد الأدنى و35 مقعدًا في الحد الأعلى، لكن الاستطلاعات التي أجريت مؤخرًا ترجح أن ينخفض عدد القوائم التي ستتجاوز نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة إلى 9 كتل فقط.
9 كتل فقط يُتوقع نجاحها في اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات المرتقبة
في الأمتار الأخيرة قبل الانتخابات، نجح زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو في إقناع زعيم حزب "كولانو" موشيه كحلون بحل حزبه الذي حصد في انتخابات نيسان أربعة مقاعد والانضمام لحزبه. كما نجح في إقناع زعيم حزب "زيهوت" موشيه فغلين في الانسحاب وتأييد التصويت لـ"الليكود"، بعد أن فشل حزبه في تجاوز نسبة الحسم المرة الماضية.
اقرأ/ي أيضًا: قبل الانتخابات.. هذه مواقف الأحزاب الإسرائيلية من الفلسطينيين
أبرز المنافسين على الفوز في الانتخابات وتشكيل الحكومة هو ائتلاف "أزرق أبيض" بقيادة بيني غانتس. لكن معظم استطلاعات الرأي العام تشير إلى أن نتنياهو سيتفوق على خصمه دون أن يكون بمقدوره تشكيل الحكومة المقبلة، إلا إذا نجح في إقناع زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان في الانضمام إليه، أو بتشكيل حكومة وحدة مع غانتس.
كذلك لن يكون بمقدور غانتس تشكيل حكومة دون نتنياهو إلا بالتحالف ليبرمان، أي أن ليبرمان سيظل "بيضة القبان" كما حدث بعد الانتخابات الماضية، عندما استطاع إفشال تشكيل الحكومة وإعادة الانتخابات، بسبب إصراره على مطلبه بفرض التجنيد الإجباري على اليهود المتشددين دينيًا "الحريديم".
أهم ما يُميز الحملة الانتخابية الحالية غياب كلمة احتلال عن البرامج السياسية لمعظم الأحزاب الصهيونية، ووجود توافق بين "الليكود" و"أزرق أبيض" في الإصرار على استمرار احتلال الأغوار، وعدم الانسحاب من القدس في سياق أي تسوية محتملة مع الفلسطينيين، ولهذا اختار غانتس وبقية مناهضي نتنياهو الهرب نحو المسائل الاجتماعية وملفات الدين والدولة والقضايا الاقتصادية الحياتية.
في الحملة الانتخابية الحالية غابت كلمة احتلال عن البرامج السياسية لمعظم الأحزاب الصهيونية
قائمة حزب "الليكود" يقودها نتنياهو، ويأتي في المرتبة الثانية رئيس الكنيست يولي إدلشتاين، ثم وزير الخارجية يسرائيل كاتس، يليهم وزير الأمن الداخلي والشؤون الاستراتيجية غلعاد إردان، وتتمحور معظم تصريحات قادة هذه القائمة حول تعزيز الاستيطان، وفرض السيادة على المستوطنات في الضفة، وضم الأغوار.
اقرأ/ي أيضًا: نتنياهو يعلن من الأغوار تشكيل فريق خاص لضمها
القائمة الانتخابية التالية بحسب استطلاعات الرأي سيكون ائتلاف "أزرق أبيض"، يقودها رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق بيني غانتس، يليه في الزعامة رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، ثم وزير جيش الاحتلال الأسبق موشي يعلون، ورئيس الأركان السابق غابي اشكنازي.
قائمة "اليمين الموحد" التي تمثل تيار الصهيونية الدينية، تقودها وزيرة القضاء السابقة إيلييت شاكيد، وهو ائتلافٌ يضم حزب "اليمين الجديد " و"اتحاد أحزاب اليمين"، ويشارك في قيادة القائمة الحاخام رافي بيرتس، وبتسلئيل سموتريش، وزير التعليم السابق نفتالي بينيت.
استطلاعات الرأي العام الأخيرة تمنح هذه القائمة، المرتبة الثالثة بعد الليكود و"أزرق أبيض"، وتقوم دعايتها الانتخابية على العمل لرفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية وتأبيد الاحتلال ورفض أي حلٍ محتمل مع الفلسطينين. ويرفض قادة هذه القائمة أن يُشاركوا في أي ائتلاف حكومي لا يترأسه نتنياهو، أو من قد يخلفه في قيادة حزب "الليكود".
قائمة حزب "إسرائيل بيتنا" يترأسها أفيغدور لبيرمان، توقعت بعض الاستطلاعات أن تحصد 10 مقاعد في الكنيست المقبلة، وهو الحزب الذي ينادي بفرض الخدمة العسكرية على المتشددين دينيًا، ويدعو لتنبي سياسة أكثر تشددًا مع قطاع غزة، ولا يرى شريكًا محتملاً في الجانب الفلسطيني للتوصل معه إلى تسوية.
أكد ليبرمان في أكثر من مناسبة إمكانية انضمامه لائتلاف حكومي يشكله نتنياهو، شريطة أن يتقاسم الاثنان بالتناوب رئاسة الحكومة.
ليبرمان سيبقى بيضة القبان التي لا يمكن تشكيل الحكومة دونها، إلا إذا تحالف نتنياهو مع غانتس
أما القائمة العربية المشتركة فيقودها أيمن عودة من الجبهة العربية للتغيير والمساواة، وإمطانس شحادة من حزب التجمع، وأحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير. ووفق آخر استطلاعٍ نشره موقع "واللا" الإخباري، فإن المشتركة ستحصد 10 مقاعد في الكنيست.
تحالف حزبي العمل و"غيشر" يقوده عمير بيرتس من العمل، وتليه أورلي ليفي- أبكسيس زعيمة "غيشر"، ثم إيتسيك شمولي وميراف ميخائيلي من حزب العمل. معظم مطالب هذا التحالف تتعلق بالعدالة الاجتماعية ومناهضة الإكراه الديني، ثم الدعوة إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.
يُذكر أن بيرتس وأبكسيس من أصولٍ مغربية، كما أن شمولي من أصول عراقية، وهذه القائمة محسوبةٌ على معسكر اليسار وتمنحها استطلاعات الرأي عدة مقاعد.
قائمة "المعسكر الديمقراطي" -معسكر اليسار- يقودها زعيم حزب "ميرتس" نيتسان هورفتيس، وهو إعلامي سابق. تضم هذه القائمة أيضًا رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك، وهو في المرتبة العاشرة من القائمة. قادتها تمحورت دعايتهم حول التعهد بحل الضائقة الاقتصادية وتحسين الخدمات الصحية، وفي نهاية الاهتمامات جاءت الدعوة لإنهاء الاحتلال والتوصل حل مع الفلسطينيين.
حزب "شاس" يمثل المتشددين دينيًا من اليهود الشرقيين، ويترأس قائمته أرييه درعي، وهو يفضل التحالف مع نتنياهو كما هو الحال مع قائمة حزب "يهدوت هتوارة" التي تمثل اليهود الاشكناز ويقودها نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان، وكلا القائمتان يُرجح حصولهما على عدة مقاعد.
اقرأ/ي أيضًا:
تقديرات إسرائيلية: الضفة هي الخطر الأكبر قبل الانتخابات