أعلنت وزارة الأشغال العامّة والإسكان عن بدء عملية استملاك الأراضي بهدف إنشاء طريق وادي النار البديل، استنادًا لقرار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة.
وزير الأشغال العامة محمد زيارة أكد على إنجاز المرحلة الأولى من المشروع والمتمثلة بالتصاميم المبدئية، حيث تم تحديد المسار والمقاطع النموذجية والدراسات الجيوميترية التي تشمل المسارب وطول الطريق وعرضها والحفر وميلان الشارع والتقاطعات وغيرها.
وأشار زيارة إلى أن المرحلة الحالية تتضمن استملاك الأراضي التي سيمرّ منها الطريق، قبل إجراء الدراسات الجيوتقنية؛ لفحص التربة وطبيعة الأرض والإجراءات اللازمة لملاءمة الطريق، ومن المتوقع أن تصل تكلفة إنجاز هذا المشروع إلى 50 مليون دولار؛ نظرًا لطبيعة تضاريس المنطقة الصعبة التي تحتاج في بعض مقاطعها بحسب بيان الوزارة إلى أنفاقٍ وجسور، خصوصًا وأن بعض المقاطع تحتاج إلى حفرٍ أو ردمٍ بعمق 30 مترًا.
وأظهرت الخريطة التي نشرتها الوزارة أن الطريق البديل سيبدأ من منطقة جسر بيت ساحور (قبر حلوة) وسيكون عبور المركبات من مفترق قريتيّ الخاصّ والنعمان مرورًا بالسفوح الشماليّة لدار صلاح والعبيديّة التي لن يضطر السائقون لعبور مركزها، وحتى قاع وادي النار حيث سيندمج الطريق الجديد مع النصف الشماليّ من الطريق القديم؛ لتكمل المركبات مسيرها نحوّ بلدة السواحرة الشرقيّة.
أسرع، وأكثر سلامةً، ولكن بتكلفة عالية
من جهته قال المهندس موسى جاد الله مدير عام الطرق في وزارة الأشغال، إن مقترح إنشاء طريقٍ بديلٍ لوادي النار جاء مطلع العام 2000، حيث قامت إحدى الشركات الأردنية بعمل بعض الدراسات المسحيّة والاستطلاعات الجيولوجيّة قبل أن يتوقّف بسبب اندلاع انتفاضة الأقصى، خصوصًا وأن نسبة استخدام الطريق والكثافة السكانيّة كانا أقلّ حينها، لكن مع تضخّم عدد المركبات العابرة للطريق وبعد أن أضحى الطريق الوحيد الذي يربط شمال الضفّة الغربيّة بجنوبها، فإن فكرة إنشاء طريقٍ بديلٍ قد طُرحت من جديد خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح جاد الله في حديثه لـ "الترا فلسطين" أن الهدف من شقّ الطريق هو الحصول على انسيابيّةٍ عالية للشارع، وتسهيل حركة السير وتسريعها للوصول إلى سرعات 70/80 كيلومترًا في الساعة بشكلٍ آمن؛ ما سيوفّر الوقت والجهد على السائقين، ويخفّف من استهلاك الوقود وما يترتّب عليه من حمايةٍ للبيئة.
ولضمان الانسيابيّة العالية بيّن المهندس في وزارة الأشغال أن الطريق الجديد سيكون معدل الانحدار فيه أقل، بنسبةٍ تتراوح بين 4-10% في أقصى الحالات بعكس الطريق القديمة، ولتحقيق هذا المستوى العالي من الانسيابيّة أشار إلى أنه سيتم بناء جسورٍ وأنفاق في بعض المقاطع، كما أنّ حرم الشارع سيصل 80 مترًا في بعض مقاطعه، وسيحتوي مسربين في كلّ اتجاه.
وبخصوص توفّر التمويل للمشروع قال جاد الله إن الموازنة غير متوفرة خصوصًا وأن تكلفة الطريق الذي يبلغ طوله الكلّي 5600 متر تُقدّر بـ 50 مليون دولار، لكنّه أشار إلى أنّ مبدأ التعاون الاقتصاديّ مع القطاع الخاص قائم، لما يترتب عليه المشروع من فوائد اقتصاديّةٍ كبيرةٍ.
تأثير المشروع على المجتمع المحلي
يقول خالد الخطيب الرئيس السابق لمجلس قروي دار صلاح، إنه ورغم وجود أضرارٍ اقتصاديّةٍ ستلحق ببعض أصحاب المحلات التجاريّة في منطقة وسط البلد بعد افتتاح الطريق البديل، إلّا أن تحويل سير الطريق الرئيس عن وسط القرية سيخفف من الازدحامات المرورية الخانقة، ويقلّل من تلوّث هواء القرية وسيجعل الطرق أكثر أمنًا وسلامةً للمواطنين.
وساعد قرب قرية دار صلاح من مدينة القدس وعبور آلاف المركبات يوميًا للقرية نحوّ وادي النار، في النهوض بالبلدة تجاريًّا وعمرانيًّا حتى امتدت دار صلاح والعبيدية عمرانيًا لمنطقة بيت لحم.
وذلك ما أكّده أيضاً ناجي ردايدة رئيس بلدية العبيدية، الذي لم ينف وجود أضرارٍ على أصحاب المحلات التجارية، لكنه أكد في الوقت نفسه على استفادة شرائح أخرى في البلدة من هذا التغيير الذي سيخفّف الازدحام المروريّ والتلوّث الناتج عن عوادم المركبات وسيقلّل من نسبة حوادث الطرق، خصوصاً وأن 22 ألف مركبةٍ تمرّ يوميًا من وسط البلدة بحسب إحصائية قاموا بها، كما أن تحويل مسار الشارع عن وسط البلدة سيساهم في تقوية خطّ المواصلات الخاصّ بالبلدة على حدّ تعبيره.
من ناحيته، قال الرائد مصعب اسليمية من شرطة محافظة بيت لحم، إنه وكون معظم مقاطع الطريق ستمرّ من مناطق مصنّفة (أ)، فإن الوضع الأمنيّ سيكون تحت سيطرة الشرطة الفلسطينيّة، وهو ما سيساهم في الرقابة على الطريق أمنيًا ومروريًا.
اقرأ/ي أيضًا:
القاهرة - غزة.. طريق الآلام الجديد
"طريق الثوار خضرا".. تطويع الجبال الفلسطينية
يوميات "معذبون على طريق رام الله": يارب نوصل
فيديو | تصرفات تُزعج السائقين.. هل تفعلونها؟