03-يوليو-2024
طيارة

حدد باحثون في جامعة تكساس الأميركية قاعدة جوية إسرائيلية كمصدر رئيسي للهجمات على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، التي عطلت ملاحة الطيران المدني في الشرق الأوسط. 

وتعرف هذه الهجمات بالتضليل، حيث ترسل إشارات GPS مُحَرَّفة تجعل أجهزة الطيران تقرأ مواقعها بشكل خاطئ.

ارتفع معدل التضليل، بالإضافة إلى التشويش على GPS، بشكل حاد خلال السنوات الثلاث الماضية

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الباحثين تود همفريز وزاك كليمنتس أعربوا عن "ثقة عالية" في أن هجمات التضليل انطلقت من قاعدة عين شيمر الجوية الإسرائيلية في مناطق الشمال، ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على الأمر.

واستخدم الباحثون بيانات صادرة عن جهاز التضليل، والتقطتها الأقمار الصناعية في مدار الأرض المنخفض لتحديد موقعه. ثم أكدوا حساباتهم باستخدام بيانات جمعوها على الأرض في "إسرائيل".

وارتفع معدل التضليل، بالإضافة إلى التشويش على GPS، بشكل حاد خلال السنوات الثلاث الماضية، خاصةً بالقرب من مناطق النزاع في أوكرانيا وغزة، حيث تتدخل الجيوش في إشارات الملاحة لإحباط الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار، بحسب ما أفادت التايمز.

وبرزت منطقة الشرق الأوسط كموقع رئيسي للتضليل. ولم يذكر باحثو جامعة تكساس عدد الهجمات المرتبطة بالقاعدة العسكرية، لكن تحليلًا منفصلًا قدّر أن أكثر من 50,000 رحلة تعرضت للتضليل في المنطقة هذا العام.

وجعلت الهجمات الطيارين يعتقدون أنهم فوق مطارات في بيروت أو القاهرة بينما لم يكونوا كذلك، وفقًا لبيانات من SkAI Data Services وجامعة زيورخ للعلوم التطبيقية التي حللت بيانات من شبكة OpenSky.

وتقول الخطوط الجوية السويسرية الدولية إن رحلاتها تتعرض للتضليل تقريبًا كل يوم فوق الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى إحداث ارتباك في الملاحة، يمكن للتضليل أن يُفعِّل إنذارات كاذبة بأن الطائرات قريبة جدًا من الأرض. لكن الهجمات لم تجعل الطيران خطيرًا حتى الآن لأن الطيارين يمكنهم استخدام طرق ملاحة بديلة.

وقال جيريمي بينينغتون، نائب رئيس شركة Spirent Communications التي تقدم اختبارات لأنظمة الملاحة العالمية: "فقدان GPS لن يتسبب في سقوط الطائرات من السماء، لكنني لا أريد أيضًا أن أنكر حقيقة أننا نزيل طبقات من الأمان".

وأكد الباحثون أن استخدام التكنولوجيا المتقدمة في تحديد مواقع أجهزة التضليل يعتبر خطوة كبيرة نحو فهمٍ أفضل لكيفية عمل هذه الأجهزة والتصدي لها بفعالية.

ويعتبر التضليل جزءًا من الحرب الإلكترونية الحديثة، حيث تسعى الجيوش إلى تحقيق التفوق التكنولوجي في ساحات المعركة. وتظل الحوادث المتعلقة بالتضليل مصدر قلق كبير لشركات الطيران والجهات التنظيمية على حد سواء.

وأضافت نيويورك تايمز أنه على الرغم من عدم وقوع حوادث خطيرة حتى الآن، فإن الخبراء يحذرون من أن الاعتماد المفرط على GPS قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة.