15-نوفمبر-2018

صورة إل تشابو بحوزة رجال الأمن

يتجه اهتمام وكالات الأنباء العالمية مؤخرًا إلى نيويرك حيث تجري هناك محاكمة رجل مكسيكي تم جلبه للولايات المتحدة، هو تاجر المخدرات الأخطر على الإطلاق "إل تشابو".

وإلى جانب تسليط الأضواء على الأداء الأمني المكسيكي الأمريكي في عملية القبض عليه وجلبه للولايات المتحدة، لا بد من استكشاف خبايا عالم المخدرات وطرح أسئلة يفرضها غياب القائد عن أخطر عصابات المخدرات.

فما مآلات عصابة سينالوا بعد اعتقال زعيمها "إل تشابو"؟ سؤال يجيب عليه تقرير ننقله عن إذاعة مونت كارلو الدولية ووكالة فرانس برس:

يحاكم إل تشابو في الولايات المتحدة بتهمة إدخاله 154 طن كوكايين إلى أراضيها

بعد اعتقال "إل تشابو" تخوض عصابته سينالوا ومنافستها الكبرى خاليسكو مفاوضات قد تفضي عن اندماجهما في منظّمة إجرامية واحدة.

ويحاكم تشابو البالغ من العمر 61 عاما في الولايات المتحدة، بعد ترحيله إليها من بلده المكسيك، بتهمة إدخال 154 طنا من الكوكايين إلى الأراضي الأميركية.

وإذا كان خواكين "إل تشابو" غوسمان قد نجح مرارا في الهرب بطرق مبتكرة من سجنه في المكسيك، إلا أنه هذه المرّة يواجه واقعا قاسيا، وهو أنه قد يمضي ما تبقى من أيامه وراء القضبان الأميركية.

لكن توقيفه وتسمليه إلى القضاء الأميركي لم يضعفا عمل عصابته، بل هي قد تكون أمام نقلة نوعية في موقعها على خريطة تجارة المخدرات في العالم.

ويقول مايك فيجيل المسؤول السابق في الوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات لوكالة فرانس برس "كان القبض على إل تشابو مفيدا للقضاء في المكسيك والولايات المتحدة، لكنه في الحقيقة كان أمرا رمزيا" يشير إلى تحقيق العدالة، أما "عصابة سينالوا فما زالت هي الأقوى في العالم".

وإذا كان القبض عليه قد أضعف العصابة لوقت وجيز وأجج المنافسة على خلافته، إلا أنها سرعان ما استعادت زمام الأمور وحافظت على موقعها المتقدم بين عصابات المخدرات، بحسب الوكالة الأميركية.

فقد تمكّن أحد مؤسسيها إسماعيل "إل مايو" زامبادا من فرض هيمنته على ابني "إل تشابو" من دون كثير عناء، وهما يوصفان بأنهما قليلا الخبرة والدهاء.

وقد وصل الأمر إلى حدّ خطفهما في آب/أغسطس من العام 2016 فيما كانا يحتفلان بعيد ميلاد من دون أخذ ما ينبغي أخذه من حيطة، علما أنهما كانا في منطقة تسيطر عليها عصابة منافسة.

ويقول راول مونو الباحث في الجامعة الوطنية في المكسيك إنهما "لم يعملا في حياتهما ولا يعرفان كيف تدار هذه الأعمال".

يرد أن تقع معارك وصدامات دامية بين عصابتين متنافستين ثم تلتقي مصالحهما وتندمجان بعصابة واحدة

شهدت عصابة خاليسكو المنافسة صعودا صاروخيا في السنوات الماضية، لكنها اليوم تعاني من تصدّعات داخلية تواجه زعيمها نيميسيو أوسيغيرا "إل منشو".

فمنذ مدة يحاول ذراعه الأيمن السابق كارلوس سانشيز أن يطيح به من زعامتها.

ويقول فيجيل "عقد سانشيز شراكة مع عصابة سينالوا لتدعمه بالمال والقتلة ليزيح "إل منشو" ثم يتّحد بعد ذلك معها".

وبهذا، تسعى عصابة سينالوا للاستفادة من نقاط ضعف منافستها خاليسكو لتوسيع مناطق عملها، ومن أبرز هذه النقاط تركّز السلطات في يد "إل منشو" الذي لا يتورّع عن استخدام العنف الشديد مع خصومه.

ففي العام 2015 مثلا لم يتردد في إطلاق صواريخ على مروحية للجيش فقتل سبعة عسكريين.

ويقول فيجيل "إل منشو يمسك بزمام كلّ شيء، فإن قبض عليه سيشكّل ذلك ضربة قاصمة" للعصابة، بخلاف "سينالوا" ذات التنظيم اللامركزي.

ومن نقاط قوة عصابة سينالوا أيضا أن زعيمها الجديد إسماعيل زامبادا "رجل ذكيّ جدا وكفء، عمل طول حياته في تجارة المخدرات من دون أن يمضي يوما واحدا في السجن".

وهو لا يبحث عن الشهرة والمجد ولا يغادر الجبال قط.

وهو قال في مقابلة في العام 2010 هي من المقابلات القليلة جدا في حياته "يمكن أن يقبضوا عليّ في أي وقت، وربما لا" بهدوئه ورباطة جأشه المعروفين عنه.


اقرأ/ي أيضًا:

فرنسا.. القبض على أخطر رجل عصابات بعد فراره من السجن بهوليكوبتر

قائد فرقة الاغتيال لمساعد بن سلمان: قل لرئيسك المهمة أنجزت