الترا فلسطين | فريق التحرير
لنحو أربعة عقود ظلّت "صبحية" تنتظر حريّة ابنها الأسير كريم يونس، تواظب على زيارته في السّجون رغم مرضها وكبر سنّها، وقبل 9 أشهر من نيله حريّته، توفيت.
قبل 9 أشهر من نيله حريّته، توفيت
وفاة صبحية كانت الهاجس الأكبر الذي ظل يشغل بال الأسير كريم يونس طوال سنوات سجن ابن بلدة عارة في الداخل الفلسطينيّ، والمعتقل منذ عام 1983، بتهمة بقتل جندي إسرائيلي وخطف سلاحه في بئر السبع، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد الذي حُدد لاحقًا بـ 40 سنة.
وفي حديث سابق لصديقه، ورفيق سجنه، الأسير السابق جبر وشاح من غزة، قال إنّ ما يؤلم كريم ليس السنوات الطويلة التي قضاها أسيرًا، ولكن خوفه من أن تموت أمّه وهو لا يزال أسيرًا.
توفي والده وهو في #السجن، وظلّت والدته تواظب على زيارته رغم مرضها وكبر سنّها.
قال أحد رفاقه يومًا، إنّ أعظم ما يؤلم كريم ليس سنوات الأسر الطويلة، إنما خوفه من وفاة أمّه "صبحية" وهو ما يزال أسيرًا. pic.twitter.com/rBXBCG2NAl— mujahed moflh | مجاهد بني مفلح (@mujahedmoflh) April 17, 2022
في فيلم "مؤبّد مفتوح" الذي أنتجته مفوّضية شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة بالتعاون مع تلفزيون فلسطين، ويتناول في 50 دقيقة قصّة اعتقال كريم يونس، قالت والدته صبحية إنّها لا تخاف على ابنها كريم، لأنه وكلما تقدّمت السنوات، فإنه يصير حرًا أكثر، لكنها تخاف أن لا تلقاه في لحظة حريته الأولى خارج السجن.
ونعت الحركة الوطنية الأسيرة ومؤسسات الأسرى والمحررون والدة الأسير القائد كريم يونس، عميد الأسرى الفلسطينيين وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والتي وافتها المنية اليوم الخميس عن عمر ناهز 88 عامًا.
وقال نادي الأسير في بيان، إنّنا اليوم نودِّع الأم الصابرة التي انتظرت نجلها نحو 40 سنة، لم تتوقف خلالها يومًا عن زيارته رغم المرض الذي أصابها"، مضيفًا أن 9 أشهر فقط كانت تفصل كريم عن لقاء والدته، ومجددًا يحرمه الاحتلال من وداع حبيب له، بعدما توفي والده في يوم ذكرى اعتقاله الثلاثين، وذلك عام 2013".
ونعى رئيس محمود عباس، الحاجة صبحية، وأعرب عن تعازيه الحارة لعائلة الفقيدة ونجلها الأسير كريم يونس والحركة الأسيرة.
وقال زاهر جبارين، مسؤول مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركة حماس، "إنَّ رحيل الأمّ الفلسطينية الحاجة أم كريم، التي عاشت بصبر الأتقياء الأنقياء، وضحّت بكلّ قوّة ويقين، وهي تنتظر السنين لترى فلذة كبدها، الذي أمضى قرابة 40 سنة في سجون الاحتلال، ليكشف حجم المعاناة الإنسانية التي يعاني منها شعبنا بفعل إجرام الاحتلال واستمراره في انتهاكاته ضد الأسرى في سجونه".
وتقدّمت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، بخالص تعازيها لعميد الأسرى الفلسطينيين الأسير كريم يونس، برحيل والدته الحاجّة صبحية، التي قالت إنها مثلت سنديانة في الصمود ونذرت حياتها في انتظار احتضان ابنها وتحرره من الأسر. واعتبرت أنّ رحيل الحاجّة يونس دون تمكنها من رؤيّة ابنها المسجون منذ ما يقارب أربعين سنة، يدل على مدى وحشيّة العدو وبطشه، ويشكّل جريمةً جديدة تضاف إلى سلسة جرائمه المرتكبة بحق أبناء شعبنا.
والأسير كريم يونس من مواليد 1958، في بلدة عارة في الأراضي المحتلة عام 1948، وهو الابن الأكبر لعائلته، وكانت قوات الاحتلال اعتقلته في 1983، وهو واحد من 25 أسيرًا تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو، وترفض الإفراج عنهم رغم العديد من صفقات التبادل، والإفراجات وكان آخرها عام 2014، حيث كان من المقرر أن تفرج سلطات الاحتلال عن الدفعة الرابعة من القدامى.