23-نوفمبر-2023
مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية متحدثًا للصحفيين أثناء الحرب

مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية متحدثًا للصحفيين أثناء الحرب

الترا فلسطين | فريق التحرير

"لن نغادر المستشفى وهناك مريض واحد بداخله". كرر مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية طوال 47 يومًا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي كان فيها مستشفى الشفاء بين أبرز أهداف جيش الاحتلال، وبالفعل بقي مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية مع المرضى والجرحى حتى تم اعتقاله أثناء عملية إجلائهم بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

مدير مستشفى الشفاء أوفى بوعده

برز اسم مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية منذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية، فظهر في مؤتمرات صحفية وفي اتصالات هاتفية مع وسائل الإعلام، شارحًا خطورة الوضع في مستشفى الشفاء، في الوقت الذي كان جيش الاحتلال يواصل تضييق الخناق على مستشفى الشفاء ويقطع الطرق الموصلة إليه، ويقصف الطرق الموصلة إليه.

مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية
مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية في مؤتمر صحفي خلال الحرب

ولطالما كرر مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية في أحاديثه الصحفية وعده بأن لا يتخلى عن المرضى والجرحى في مستشفى الشفاء، وقد أكد في مرتين أنه تلقى اتصالات هاتفية من ضباط الاحتلال يطالبونه بإخلاء المستشفى وإلا سيتم قتله، غير أنه دائمًا كان يرد بأنه لا يوجد مكانٌ يمكن نقل الجرحى والمرضى إليه، وأنه لن يغادر المستشفى إلا بعد خروج المرضى والجرحى والطواقم الطبية منه، حتى لو كلفه ذلك حياته.

لطالما كرر مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية في أحاديثه الصحفية وعده بأن لا يتخلى عن المرضى والجرحى في مستشفى الشفاء، وقد أكد في مرتين أنه تلقى اتصالات هاتفية من ضباط الاحتلال يطالبونه بإخلاء المستشفى وإلا سيتم قتله

ومساء يوم الأربعاء، بعد تنسيق بين وزارة الصحة في قطاع غزة والأمم المتحدة ممثلة بمنظمة الصحة العالمية، تم إجلاء مئات الجرحى والمرضى المتبقين في مستشفى الشفاء، إضافة إلى الكوادر الطبية، وعلى رأسهم مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن قافلة من الأمم المتحدة تحركت من مستشفى الشفاء تحمل معها الكوادر الطبية ومدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية ومئات المرضى والجرحى والمرافقين لهم، ولكن جيش الاحتلال أوقف القافلة على حاجز يفصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه لسبع ساعات.

وأوضح أشرف القدرة، أن الجنود تعاملوا بعنف شديد مع الطواقم الطبية والجرحى والمرضى والمرافقين، وانتهى الأمر باعتقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية والكوادر الطبية وآخرين.

وأشار أشرف القدرة إلى أن منظمة الصحة العالمية لم توفر أي تفاصيل حول أسماء وأعداد المعتقلين، وهذا يجعل فرصة تصفية هذه الطواقم حاضرة من قبل الاحتلال.

وأعلن، أن وزارة الصحة قررت قطع التنسيق مع منظمة الصحة العالمية، لحين تقديم تقرير بما حدث والإفراج عن جميع المعتقلين.

نقل مدير مستشفى الشفاء إلى التحقيق

وأكد جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك"، في بيان مشترك، اعتقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية وتحويله للتحقيق معه، بزعم "ظهور أدلة كثيرة" على أن المستشفى الخاضع لإدارته المباشرة كان بمثابة المقر الرئيسي لمنظمة حماس.

وواصل الجيش و"الشاباك" مزاعمها المتكررة منذ بداية الحرب بأن حركة حماس استخدمت بما الكثير من الموارد في المستشفى، بما في ذلك الكهرباء من أجل صيانة شبكة الأنفاق التي بنتها تحت المستشفى، بالإضافة إلى ذلك، قامت حماس بتخزين العديد من الأسلحة داخل المستشفى وحوله.

ولم يقدم جيش الاحتلال أي أدلة على مزاعمه حول مستشفى الشفاء، بل إن ادعاءاته بالعثور على أسلحة وجهاز حاسوب تحولت إلى مثار للسخرية في مواقع التواصل. كما أن رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، أكد في حوار مع قناة CNN أن الأنفاق أسفل مستشفى الشفاء أنشأتها "إسرائيل" قبل 40 أو 50 عامًا، عندما كان قطاع غزة تحت "سيطرتها"، والهدف من إنشائها كان توفير مساحة أكبر لعمليات المستشفى ضمن المنطقة المحدودة للحرم الجامعي.