الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
أكدت صحيفة "هآرتس" أن منطقة "عطروت" الصناعية شمالي القدس هي الأكثر تلوثًا في "إسرائيل"، وقد تم قياس مستويات غير طبيعية من التلوث تصل إلى نسبة 376% أعلى من المستوى المسموح به. جاء ذلك في تحقيق للصحيفة تحت عنوان "يؤثر على كل شيء: كيف تبدو الحياة قرب المنطقة الصناعية الأكثر تلوثًا في إسرائيل".
بشكل دائم تقريبًا تتصدر محطة واحدة أعلى مستويات التلوث التي يتم قياسها، وهذه المحطة في المنطقة الصناعية "عطروت"، إذ أن نسبة التلوث المسجلة هناك أكثر من خليج حيفا، وأكثر حتى من المنطقة الصناعية "نيشر" في الرملة
وبحسب التحقيق، فإن الموقع الإلكتروني "هواء نقي" التابع لوزارة حماية البيئة الإسرائيلية نشر خريطة محدثة لحالة جودة الهواء، بناءً على بيانات مستقاة من عشرات محطات القياس في جميع أنحاء "إسرائيل"، وقد كانت النتيجة أنه بشكل دائم تقريبًا تتصدر محطة واحدة أعلى مستويات التلوث التي يتم قياسها، وهذه المحطة في المنطقة الصناعية "عطروت"، إذ أن نسبة التلوث المسجلة هناك أكثر من خليج حيفا، وأكثر حتى من المنطقة الصناعية "نيشر" في الرملة.
وأفادت "هآرتس" بأن المتضرر الأكبر من التلوث في هذه المنطقة هي المناطق الفلسطينية التي يعيش فيها عشرات آلاف الفلسطينيين، وفي الدائرة الأولى منها (الأقرب للمنطقة) حي كفر عقب وحي بيت حنينا، حيث يعاني السكان من الهواء الأسود والروائح السيئة والمخاطر الناجمة عنها.
وأوضحت، أن مصادر تلويث الهواء في "عطروت" هي تسعة مصانع خرسانية ومعامل لمعالجة مخلفات البناء، ومنشأة تستقبل وتفرز النفايات لبلدية الاحتلال في القدس. وتقع المسؤولية الرئيسية عن الرقابة والإشراف على هذه المصانع على عاتق وزارة حماية البيئة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال، الواجب عليهما التأكد من استيفاء المصانع لشروط رخصة العمل واستخدام جميع التقنيات اللازمة لمنع التلوث.
وأكدت، أن عددًا غير قليل من المصانع في منطقة عطروت الصناعية لم تستوف شروط الترخيص وفشلت في عمليات الصيانة والتشغيل الأساسية.
وفي مطلع العام الحالي، انتهت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية من إعداد تقرير "مثير للقلق" -بحسب وصف "هآرتس"- حول اتجاهات جودة الهواء في منطقة عطروت، أشارت فيه لوجود جزئيات تلوث في الهواء يمكن لها أن تخترق الجهاز التنفسي وتسبب زيادة في معدل الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والجهاز التنفسي، بل وتزيد معدل الوفيات أيضًا.
مصادر تلويث الهواء في "عطروت" هي تسعة مصانع خرسانية ومعامل لمعالجة مخلفات البناء، ومنشأة تستقبل وتفرز النفايات لبلدية الاحتلال في القدس. وعددٌ غير قليل من المصانع في منطقة عطروت الصناعية لم تستوف شروط الترخيص
وأفادت "هآرتس" في تحقيقها أنه منذ بداية العام الحالي تلقى الخط الساخن للطوارئ في وزارة حماية البيئة الإسرائيلية 68 استفسارًا حول مخاطر الروائح في هذه المنطقة، مبينة أن هذه الشكاوى تتطلب طاقم خبراء محترف، يُفترض أن يحاول تحديد مصدر المخاطر، أو استخدام برنامج كمبيوتر للأرصاد الجوية يحلل اتجاهات الرياح ويعطي تقديرًا للمصدر المحتمل للرائحة الكريهة.
عيسى الطويل (42 سنة) يسكن في الجزء الشمالي من بيت حنينا، بالقرب من المنطقة الصناعية، قال إن الروائح الكريهة المنبعثة من منطقة "عطروت" تؤثر على كل شيء، "فلا يمكنك ممارسة الرياضة أو المشي بسبب الرائحة الكريهة. لكن السؤال هو كيف يؤثر التلوث على المدى الطويل؟ لا أحد يأخذ ذلك بالاعتبار".
بينما قال إبراهيم زنانيري، من سكان المنطقة أيضًا، إن الروائح تؤثر على عائلات بأكملها في المنطقة. الأطفال فور انبعاث الرائحة يركضون للمنازل ويغلقون جميع النوافذ. حتى مزاجي يتغير عند انبعاث الرائحة وأشعر بالتوتر. إنه أمرٌ لا يطاق".
وأكدت "هآرتس" أن المشكلة الحقيقية ليست في الانزعاج الذي يشعر بالسكان من الرائحة، بل في التلوث الذي لا يشعر به الناس، وقد يكون له تأثير سلبي على صحتهم على المدى الطويل.