30-أكتوبر-2024
جيش الاحتلال يضم الفرقة 146 للقتال في لبنان

قال المحلل العسكري ألون بن دافيد، في قناة الـ13 الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، إن جيش الاحتلال قد وصل إلى أقصى ما يمكن تحقيقه في المرحلة الحالية من العمليات العسكرية، مؤكدًا أن الجيش ينقل هذه الرسالة بوضوح إلى القيادة السياسية. 

وأضاف بن دافيد أن وزير الجيش يسعى لإيصال هذه الرؤية؛ فقد أُنجزت تقريبًا جميع الأهداف الممكنة في لبنان، وربما لم يتبق سوى أيام قليلة من العمليات البريّة لمواجهة قوة حزب الله الهجومية على طول الخط الأمامي. ومع نفاد الأهداف وتضاءل المكاسب العسكرية، أصبح استمرار القتال عبئًا، ما دفع الجيش لإبلاغ القيادة بضرورة استغلال الإنجازات الحالية لتحقيق تسوية مناسبة. 

ألون بن دافيد: الإنجازات الكبيرة قد توقفت، ومع استمرار الحرب تزداد خسائر إسرائيل، ما يضيف تعقيدًا إلى الوضع

ويؤكد بن دافيد أن توسع العملية لن يحقق إنجازات حاسمة؛ فالعديد من القرى اللبنانية التي تحتوي على عناصر من حزب الله قد دُمرت بالفعل، مما يعني أن أيّ توسع إضافي في العمليات سيكلف أكثر من فائدته.

من جهته، أشار رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال يسرائيل زيف إلى مرحلة الركود التي وصلت إليها الإنجازات العسكرية، محذرًا من أن المواجهة الحالية قد تحولت إلى حرب استنزاف مكلفة لإسرائيل. 

وأوضح زيف أن الإنجازات الكبيرة قد توقفت، ومع استمرار الحرب تزداد خسائر إسرائيل، ما يضيف تعقيدًا إلى الوضع. وأكد أن الاتفاقات تحتاج إلى موارد وتنازلات أكثر مما يحتاجه القتال، مشيرًا إلى أن الوضع في لبنان يختلف عن المواجهات السابقة في غزة، إذ إن التحديات الجغرافية والتهديدات في لبنان تجعل المواجهة هناك أكثر تعقيدًا وصعوبة في التوصل إلى اتفاق مع حزب الله الذي يتعافى تدريجيًا ويمتلك أسبابًا لتجنب إبرام اتفاق.

أما المحلل العسكري روعي شارون من قناة "كان"، فيعرض وجهة نظر الجيش بشأن المدة المتوقعة للعملية البريّة، مشيرًا إلى أن الجيش يرى أن الوضع قد يستمر لعدة أسابيع. إلا أنه يحذر من أن هذه التوقعات قد تتراوح بين أسابيع وسنة كاملة. وأوضح شارون أن رئيس الحكومة والمجلس الوزاري المصغر يستمرون في تمديد العمليات دون حلول سياسية، مشددًا على أن غياب الاتفاق السياسي قد يؤدي إلى تبديد الإنجازات.

يديعوت أحرنوت: غياب الاتفاق السياسي بشروط مناسبة سيدفع إسرائيل إلى توسيع العمليات العسكرية أكثر من الخطط الأولية

بدوره، يوضح ضابط في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إنهاء الحرب في لبنان لن يتحقق عبر احتلال المزيد من القرى الجنوبية، بل يتطلب الوصول إلى اتفاق دائم. وأضاف الضابط أن الجيش سيواصل تعزيز مكاسبه العملياتية لدفع حزب الله والحكومة اللبنانية نحو قبول إنهاء الحرب بشروط مناسبة لإسرائيل، حيث يعتبر الجيش القدرة على فرض شروط عبر إطلاق النار على أيّ انتهاك أولوية أكبر من الوصول لاتفاق مباشر.

وشرح الضابط استراتيجية الجيش الهادفة لفرض واقع أمني في جنوب لبنان، إذ يسعى الجيش إلى إنشاء حزام أمني في عمق الجنوب اللبناني يمنع قوات حزب الله من العودة إلى القرى، مشيرًا إلى استمرار العمليات لتحقيق هذا الحزام الأمني بهدف منع تعزيز قوة حزب الله.

على صعيد آخر، يتناول مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع سيناريوهات العملية العسكرية، مؤكدًا أن غياب الاتفاق السياسي بشروط مناسبة سيدفع إسرائيل إلى توسيع العمليات العسكرية أكثر من الخطط الأولية. وأضاف يهوشوع أن الوصول إلى اتفاق هو الحل الأمثل لتجنب الدخول في حرب استنزاف قد تتطلب إنشاء حزام أمني يضمن استقرار الأوضاع وعودة المستوطنين إلى الشمال.

وفي هذا السياق، يكشف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل عن شبه إجماع داخل قيادة الجيش والأجهزة الأمنية بأن الحرب في غزة ولبنان تقترب من مرحلة الاستنفاد. وأشار هرئيل إلى أن استمرار العمليات سيزيد من المخاطر والخسائر، وزعم أن الضربات التي تلقاها حزب الله وحماس وحتى إيران قد تشكل فرصة للتوصل إلى اتفاق، إلا أن مثل هذا الاتفاق سيحتاج إلى تقديم تنازلات صعبة. وأضاف أن التوصل إلى اتفاق مرتبط بتقدير أن الخصوم قد يرضخون لمطالب إسرائيل بناءً على تقديرات استخباراتية، ورغم ذلك، لم تتحقق هذه النتيجة على مدى أكثر من ثلاثة عشر شهرًا.

ويختتم هرئيل تحليله بالإشارة إلى دور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في القرارات المتعلقة بالاتفاق، مع ملاحظة الغموض في نواياه حيث تظهر منه تلميحات متناقضة في تصريحاته العلنية ومداولاته المغلقة، ما يضيف مزيدًا من الضبابية حول المستقبل السياسي والعسكري للأوضاع الحالية.