09-سبتمبر-2024
جو بايدن يخشى من أن يؤدي الإعلان عن الصفقة لانهيارها فورًا

جو بايدن يخشى من أن يؤدي الإعلان عن الصفقة لانهيارها فورًا

قالت القناة الإسرائيليّة 13 إنّ مفاوضات صفقة التبادل مستمرّة في التعثّر، في الوقت الذي ما تزال "إسرائيل" تنتظر تفاصيل الخطوط العريضة للمقترح الأميركيّ الجديد، الذي تؤخّر الإدارة الأميركية طرحه لأنّها لم تنته من إعداد الملخصات المطلوبة، أو لأن جو بايدن يخشى من أن يؤدي الإعلان عن الصفقة لانهيارها فورًا.

يعتقد مصدرٌ أميركي تحدّث للقناة 12 أن احتمالات إعادة جو بايدن للمختطفين قبل نهاية ولايته ضعيفة، خاصة مع استمرار الخلاف حول محور صلاح الدين فيلادلفيا، وعدم الاتفاق على عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم

 

وفي إطار تحليل موقف "إسرائيل" من المفاوضات الحاليّة، قال العقيد احتياط ليئور لوتان، المنسّق السابق للأسرى والمفقودين الإسرائيليين إنّ المعضلة هي: هل نقبل وقفًا لإطلاق النار بكل إيجابيّاته، أم نتورّط في حرب استنزاف بكل سلبياتها؟ وفي مثل هذه المعضلة هناك أدوات مهنية لاتخاذ القرار، إحداها مثلاً مقارنة الفرص بالمخاطر، والأداة الأخرى وهي إن كان بالإمكان التراجع عن الأمر أم لا.

كل شيء عالق وقريب من الانفجار

يارون أبرهام، مراسل الشؤون السياسية في قناة 12، أشار إلى أن الوضع وصل مرحلة كل شيء فيها عالق، وقريب من الانفجار، والمقترح الأميركي الذي يشمل تنازلات من الطرفين لم يطرح بعد.

وأوضح أن هناك أمرًا بقي طي الكتمان حتى الآن، ولم يوافق الوزراء على التصويت عليه، ولفت إلى أنّ الصيغة التي عرضها سكرتير الحكومة على المجلس المصغّر وطلب التصويت عليها لم تشمل فقط بندًا ينص على بقاء قوات الجيش في محور فيلادلفيا، بل تضمنت بندًا آخر يدعو فريق المفاوضات إلى بذل المزيد من الجهد للتوصّل إلى صفقة لتحرير المختطفين عبر إبداء المزيد من المرونة في المفاوضات، غير أن سموتريتش وبن غفير عارضا هذه الصيغة، وضغوطهما كانت عاملًا مؤثّرًا بشأن ما سيتم التصويت عليه وما لن يتم التصويت عليه.

عميت سيغال، محلل الشؤون السياسية في قناة 12، أشار إلى أن بتسلئيل سموتريتش، العضو في المجلس الوزاري المصغر، والذي يعتبر نتنياهو أنه حتى لو عارض الصفقة فإنه سيبقى في الحكومة، ذهب بعيدًا في معارضته للصفقة التي اقترحها نتنياهو، وقال: "القضية ليست محور فيلادلفيا، فخطوطنا الحمراء تجعلنا نعارض الصفقة المقترحة الحالية من نتنياهو أيضًا".

تشاؤم كبير ومشاعر صعبة

وأشار أور هيلر، مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13، لوجود "تشاؤم كبير ومشاعر صعبة" في كل المنظومة الأمنية، وبالطبع في الجيش والشاباك، حيث يدركون أنه لا يوجد استعداد لإبرام صفقة.

وبيّن أنه وخلال النقاشات التي جرت نهاية الأسبوع، قال الجيش لرئيس الحكومة: "سيدي رئيس الحكومة، كيف تريدنا أن نعيد المخطوفين؟" في إشارة إلى 101 من المخطوفين والمخطوفات منذ بداية الحرب، وردّ نتنياهو على الجيش بالقول: "بزيادة الضغط العسكري، فهذه هي الأداة الوحيدة"، كما قال نتنياهو للجيش أيضًا: "أنا على قناعة أن السنوار سيبدي مرونة".

ورأى عقيد احتياط ليئور لوتان، أنّه "لا يوجد تنظيم مسلّح في العالم، لا في كولومبيا ولا في الشيشان ولا في أفغانستان ولا في العراق، عندما لا يحصل على مطالبه مقابل الرهائن لديه، فإنه يستسلم ويُسلم الرهائن سالمين. كلا، إنه يقتلهم ويخفي أثرهم". وشدد على أن مستقبل الوضع واضح جدًا في ظل المخاطر التي تُعرِّضُنا لها النقاشات حول محور فيلادلفيا.

الفرصة تتضاءل

وذكرت موريا أسرف وولبيرغ، مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13، أن التقديرات في "إسرائيل" تشير إلى أن فرص التوصل لصفقة تتضاءل، وأن النقاش الأمني الذي أجراه رئيس الحكومة كان في غاية التشاؤم، ما يجعل فرص التوصّل لصفقة في الوقت الحالي معدومة.

وأكدت على ضرورة أن تُعد "إسرائيل" خططًا للاستعداد لما قد تقوم به في الشمال والجنوب، انطلاقًا من أنه لن تكون هناك صفقة مخطوفين.

إستراتيجّة حماس التفاوضية غير مفهومة

ويشير عميحاي شتاين، مراسل الشؤون السياسية في التلفزيون الإسرائيلي الرسمي قناة "كان"، إلى أن حماس تطالب بإطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى من السجون الإسرائيلية في إطار الصفقة، وفي المقابل هناك عدد أقلّ من الأسرى الإسرائيليين الذين سيطلق سراحهم بعد أن قتلت حماس جزءًا منهم قبل أيام، ما يضيف تعقيدات جديدة على المفاوضات.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية غير قادرة حاليًا على فهم إستراتيجية حماس بالضبط في هذه المسألة.

وكشفت التلفزيون الإسرائيلي الرسمي قناة "كان" عن الانتقادات الموجّهة للمقترح الأميركي على لسان سليمان مسودة، مراسل الشؤون السياسية في التلفزيون الإسرائيلي الرسمي قناة "كان" والذي أفاد بأن المسؤولين الإسرائيليين المطلعين على المفاوضات يوجهون انتقادات للمقترح الأمريكي ويعتبرون أن هناك احتمالاً كبيرًا لرفضه من قبل حماس وإسرائيل على حد سواء، معتبرين أن المقترح هو "عملية تنفّس اصطناعي للمفاوضات"، وأنه لن يؤدي إلى تغييرات جوهرية ولن يكون مقبولًا لدى الطرفين.