أكدت مصادر إسرائيلية، أنه لا يوجد أي مقترح جديد للتفاوض حوله بين إسرائيل وحماس، وما يجري الآن هي فقط محاولة لدفع الأطراف إلى العودة لطاولة المفاوضات، وفقًا لما نقلت يديعوت أحرنوت، وهآرتس، في تقارير منفصلة، يوم الأحد.
قالت مصادر إسرائيلية مطلعة على مفاوضات صفقة التبادل لصحيفة يديعوت، إن "من العار خداع عائلات الأسرى" بالحديث عن مقترح جديد من الولايات المتحدة أو الوسطاء
وقالت مصادر إسرائيلية مطلعة على مفاوضات صفقة التبادل لصحيفة يديعوت، إن "من العار خداع عائلات الأسرى" بالحديث عن مقترح جديد من الولايات المتحدة أو الوسطاء، مبينة أن ما يجري ليس مقترحًا جديدًا، بل محاولات لإدخال تغييرات طفيفة على المقترح الذي أعلن عنه جو بايدن، لكنها تصحيح هامشي وليست تغييرات جوهرية.
وأوضحت يديعوت، أن حركة حماس مازالت متمسكة بموقفها وتريد معرفة ما إذا كانت إسرائيل ملتزمة بوقف إطلاق النار وتنوي استكمال تنفيذ الاتفاق حتى النهاية، أو أنها ستعود إلى القتال لاحقًا. هذا بعد تصريحات نتنياهو لقناة 14 مؤخرًا، التي تبين منها أن إسرائيل لن تنفذ إلا المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأفادت يديعوت أن تصريحات نتنياهو لقناة 14 دفعت واشنطن إلى الضغط عليه لتوضيح كلامه، فأصدر بعدها مكتب نتنياهو بيانًا جاء فيه أن "حماس هي التي تعارض الصفقة، وليس إسرائيل. وقد أوضح نتنياهو أننا لن نترك غزة حتى نعيد جميع مختطفينا أحياء وأموات".
وبحسب الصحيفة، فإنه رغم معارضة الوزيرين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش للمقترح الذي أعلنه بايدن واعتمده مجلس الأمن، هناك أغلبية في الحكومة تؤيد تنفيذ الصفقة. لذلك، ففي ذات الوقت الذي توشك فيه إسرائيل على الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب، يعتقد الوسطاء، كما تعتقد الولايات المتحدة، أن هناك فرصة غير عادية لدفع الاتفاق قدمًا.
أما في إسرائيل، وخلافًا لواشنطن والوسطاء، فلا يوجد تفاؤل أو أمل في حدوث مفاجأة بأن تقدم حركة حماس ردًا إيجابيًا مخالفًا لردها السابق، حيث أصرت دائمًا على تقديم إسرائيل ضمانات واضحة بالالتزام بوقف إطلاق نار شامل ودائم.
وتابعت يديعوت، "الافتراض السائد في إسرائيل هو أن السنوار يعتقد أنه يحقق إنجازات. فلماذا يوافق الآن ويغير رأيه إذا لم يتغير شيء؟".
صحيفة هآرتس، نقلت في تقرير لها عن مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات، أن "الفجوة في المواقف بين إسرائيل وحماس لا تسمح بصياغة اتفاق نهائي"، مبينًا أن الجهود الأميركية - القطرية - المصرية الآن تهدف إلى تشجيع حماس وإسرائيل على تجديد الاتصالات.
وأوضحت هآرتس، أن أطرافًا في إسرائيل يعتقدون أن الضغط الكبير من الوسطاء على حماس، وتقليص الجيش الإسرائيلي للعمليات في رفح، يبعث الأمل بإمكانية استئناف الاتصالات خلال أيام. لكن، رغم ذلك، أبدت أطراف أخرى تشاؤمها بإمكانية إتمام الصفقة قريبًا.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله إن "إسرائيل تمتنع حتى الآن عن طرح موقفها بشأن مسألة وقف إطلاق النار، لذلك فإن الوسطاء يجدون صعوبة في دفع حماس للنزول عن الشجرة والمضي قدمًا نحو تطبيق مقترح بايدن الأخير".
وأضافت، أن مصادر إسرائيلية مشاركة في المفاوضات أكدت أن تصريح نتنياهو على قناة 14 بأنه "لن يوافق إلا على وقف إطلاق نار جزئي" زاد من حالة انعدام الثقة بين الطرفين (..) لكن تراجعه، لاحقًا، عن هذا التصريح، أدى لتحسن كبير في إمكانية دفع المفاوضات قدمًا.
دبلوماسي غربي لهآرتس: إسرائيل تمتنع حتى الآن عن طرح موقفها بشأن مسألة وقف إطلاق النار، لذلك فإن الوسطاء يجدون صعوبة في دفع حماس للنزول عن الشجرة
ونقلت عن مصدر إسرائيلي آخر قوله، إن "يحيى السنوار غير مهتم بما يقوله نتنياهو أو يفكر فيه، وإذا أعطته الولايات المتحدة وقطر ومصر ضمانة واضحة بأن إسرائيل ستوافق على وقف إطلاق النار فقد يكون ذلك كافيًا بالنسبة له".
يُذكر أن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، قال في مؤتمر صحفي يوم السبت، إن إدارة بايدن "تصر بلؤم كبير على تحميل حماس مسؤولية عدم التوصل لاتفاق"، مؤكدًا أن حماس جاهزة للتعامل بجدية مع أي صيغة تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملاً من قطاع غزة.