02-سبتمبر-2018

قالت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، السبت، إن الغارة الجوية لقوات التحالف بقيادة السعودية والتي قتلت وأصابت عشرات الأطفال بقصف حافلة في سوق ضحيان، في آب/ أغسطس الماضي يبدو أنها جريمة حرب، وذلك بعد يوم على اعتراف التحالف بالوقوف وراء مقتل المدنيين بالضربة.

ودعت المنظمة الدول التي تورد السلاح للمملكة العربية السعودية إلى تجميد مبيعات السلاح لها فورا، ودعت إلى تحقيق مستقل للأمم المتحدة لانتهاكات جميع الأطراف في نزاع اليمن.

وقالت المنظمة في بيان لها إنها حددت ذخائر من أصل أمريكي في مواقع 24 هجوما غير قانوني على الأقل للتحالف في اليمن. 

وقال الباحث الأول في حقوق الطفل في "هيومن رايتس ووتش"، بيل فان إسفلد: "يُضاف هجوم التحالف بقيادة السعودية على حافلة مليئة بالأطفال، إلى سجله الشنيع في قتل المدنيين في حفلات الزفاف والجنازات والمستشفيات والمدارس في اليمن. الدول التي لديها معرفة بهذا السجل، ممن تزود السعوديين بالقنابل، قد تعتبر متواطئة في الهجمات المستقبلية التي تقتل المدنيين".

ونقلًا عن القدس العربي، طالبت الباحثة اليمنية في منظمة العفو الدولية رشا محمد، في مقال لها بصحيفة “واشنطن بوست”، الولايات المتحدة بالتوقف عن تقديم السلاح للتحالف السعودي في اليمن، معبرة عن أسفها من  أن تكون الذخائر التي تستهدف المدن اليمنية، أمريكية.

وأثبتت التقارير، أن السلاح الذي تم استخدامه في عملية قصف حافلة الأطفال في منطقة صعدة مطلع الشهر الماضي، وأدت إلى مقتل قرابة 40 طفلاً هو قنبلة موجهة بدقة مصنعة في شركة لوكهيد مارتن الأمريكية.

وقالت الباحثة: “تم اكتشاف العديد من الذخائر الأمريكية بعد عمليات قصف قامت بها طائرات التحالف السعودي في اليمن، إذ تم العثور على بقايا أسلحة أمريكية في عمليات قصف استهدفت أسواق ومدارس ومستشفيات”.

وأضافت: “كثيراً ما كنا نكتشف بقايا ذخائر مصنعة في الولايات المتحدة فضلاً عن ذخائر مصنعة في بريطانيا والبرازيل”، حيث وثقت المنظمة قصف بقنبلة موجهة بالليزر أمريكية الصنع، استهدفت منازل قريبة من صنعاء، في 25 أغسطس من العام 2017، كما تم في 16 أغسطس 2016، استهداف مستشفى أطباء بلا حدود؛ ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً، بينهم موظفين من المنظمة وإصابة 19 آخرين،الأمر الذي دفع المنظمة إلى سحب موظفيها من اليمن.

وترى الباحثة إنه وعلى الرغم من توفر أدلة كثيرة، على أن الأسلحة المستخدمة من قبل السعودية في اليمن هي أمريكية، فإن إدارة ترامب “لا تبدو نادمة” على دعمها للسعودية، إذ تستمر الضغوط على إدارة ترامب من قبل الكونغرس والعديد من المسؤولين الأمريكيين من أجل وقف الدعم، بعد تأكيد الانتهاكات، بالاضافة الى تقارير حول اغتصاب معتقلين يمنيين على يد القوات الإماراتية.

ورغم ذلك، تؤكد الباحثة أن إدارة ترامب تحارب الكونغرس، وترفض الضغوط لوقف الدعم المقدم للسعودية.

وتخلص الباحثة للقول: “من الضروري أن تفكر إدارة ترامب بالمساهمة في وقف القتل السعودي لليمنيين بعد سقوط الآلاف من المدنيين وتدمير المستشفيات والمدارس والمنازل.”

وبعد أسابيع من الإدانات الدولية والمؤسساتية الواسعة والدعوات الحقوقية لملاحقة "التحالف"، أقر التحالف العربي بقيادة السعودية، السبت، بما قال إنه "أخطاء"، في إشارة لمقتل الأطفال في الغارة التي نفذتها طائراته على أحد الأسواق في محافظة صعدة شمالي صنعاء، وأدت لمقتل أكثر من 50 شخصا بينهم 40 طفلا.

وقال منصور المنصور المتحدث باسم "الفريق المشترك لتقييم الحوادث"، المجموعة التابعة للتحالف والمكلفة بالتحقيق في الضربات الجوية، إن على قيادة التحالف "محاسبة" المسؤولين عن هذه الأخطاء.

 وذكر المنصور في مؤتمر صحفي في الرياض، أن الغارة استهدفت حافلة "تقل قياديين حوثيين" بناء على معلومات استخباراتية، وأن عددا منهم قتلوا في الضربة، مضيفا أن الغارة أدت أيضا إلى "أضرار جانبية"، في إشارة إلى مقتل الأطفال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيديو | تشييع عشرات الأطفال اليمنيين الذين قتلهم التحالف

قطر تدعو لوقف الأزمة الانسانية في اليمن