12-يوليو-2024
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن نحو 6400 فلسطيني أبلغت عن فقدهم منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر لم يتم العثور عليهم بعد.

(Getty) نحو 6400 فلسطيني أبلغ عن فقدهم منذ اندلاع الحرب على غزة

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن نحو 6400 فلسطيني أبلغت عن فقدهم منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر لم يتم العثور عليهم بعد.

ويعتقد أن العديد من الأشخاص محاصرون تحت الأنقاض، أو دُفنوا دون تحديد هوياتهم، أو محتجزون في مراكز الاعتقال الإسرائيلية، بينما انفصل آخرون عن أحبائهم الذين لم يتمكنوا من الاتصال بهم.

قالت سارة ديفيز، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "نستقبل كل أسبوع ما بين 500 و2500 مكالمة على خطوطنا الساخنة، ومعظمها طلبات للبحث عن أفراد أسر مفقودين"

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن نحو 1100 حالة اختفاء جديدة سُجِّلَت ولا تزال دون حل منذ نيسان/أبريل، بحسب ما ورد في صحيفة "الغارديان".

وقالت سارة ديفيز، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "نستقبل كل أسبوع ما بين 500 و2500 مكالمة على خطوطنا الساخنة، ومعظمها طلبات للبحث عن أفراد أسر مفقودين. ويتقلب مستوى الطلبات، ويعتمد في بعض الأحيان على الوضع في مناطق غزة، إذا كانت هناك أعمال عدائية بالقرب من أعداد كبيرة من الناس، أو صدرت تعليمات بالإخلاء، يتلقى مشغلو خطوطنا الساخنة المزيد من المكالمات التي تتضمن طلبات للبحث عن المفقودين في الساعات والأيام التالية".

واستمرت في القول: "للأسف، في مثل هذه المواقف الفوضوية، يمكن انفصال الناس بسهولة. يصاب الناس بالذعر، وأحيانًا يكون المكان مظلمًا ويصعب الرؤية، وإذا وقعت انفجارات بالقرب منهم، يفر الناس ويفقدون بعضهم البعض".

وقالت ديفيز إنه عندما يصاب الناس وينقلون إلى المستشفى في سيارة إسعاف، فإن أفراد أسرهم لا يعرفون دائمًا المستشفى الذي يوجدون فيه. وأوضحت: "قد يفقد الناس هواتفهم، وقد تنقطع الاتصالات، وقد يتم تغيير بطاقات SIM. هناك أسباب لا يمكن وصفها لانفصال الناس في منطقة الحرب".

وقد أدت الحرب المستمرة إلى تعطيل الاتصالات، حيث تعرضت المستشفيات للهجوم، مما أدى إلى تعقيد جهود العاملين في المجال الطبي لتوثيق الضحايا وتحديد هويات الضحايا. كما خلقت الحرب المستمرة، إلى جانب القيود المفروضة على الحركة وانقطاع الاتصالات، تحديات كبيرة في رصد وتحديد أماكن المفقودين. وعلاوة على ذلك، تم تقييد وصول خبراء الطب الشرعي وحقوق الإنسان، مما منع تحديد هوية الضحايا.

وفي تقرير صدر مؤخرًا، قالت منظمة "أنقذوا الأطفال": "حتى لو كانت لديهم المعدات، فإن شدة الغارات الجوية الإسرائيلية والأعمال العدائية، بالإضافة إلى القنابل والصواريخ غير المنفجرة في الحطام، تعني أنه من الخطر للغاية على العائلات والمستجيبين الأوائل والعاملين في المجال الإنساني البحث بين الأنقاض".

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أكثر من 8700 فلسطيني مفقود في غزة، وتواصلت مع 7429 أسرة فلسطينية لجمع المعلومات. وتم حل حوالي 2300 حالة، مما يعني أن الأسر عثرت على أقاربها، أحياءً أو أمواتًا.

وقالت ديفيز: "نعلم من عملنا في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم أن أشد الألم الذي يعاني منه الناس هو الانفصال عن أحد أحبائهم دون معرفة مكانهم أو كيف هم أو ما حدث لهم. يشعر الناس بالخوف والقلق ويشعر الكثير منهم بالعجز لأنهم لا يستطيعون فعل الكثير في هذا الموقف. إنه لأمر مفجع أن نسمع آلام الناس الذين يحاولون بشكل محموم إعادة الاتصال بأفراد أسرهم أو سماع بعض الأخبار عن مصيرهم ومكان وجودهم ".

وختمت بالقول: "إن التحدي في هذا الوضع هو أن الظروف التي تسمح لنا بأنشطة البحث الميدانية، حيث تتنقل الفرق من منزل إلى منزل، أو من ملجأ إلى ملجأ للتحقق أو الاستفسار عن مصير ومكان وجود الشخص المفقود، غير موجودة الآن في غزة. الناس يتنقلون في كثير من الأحيان؛ إنهم يعيشون في خيام وليس لديهم عناوين ثابتة".

وتشير وزارة الصحة في غزة إلى أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت 38 ألف، وأن هذا الرقم لا يشمل المفقودين، بما في ذلك المحاصرون تحت الأنقاض، أو المحتجزون، أو المدفونون في مقابر جماعية. وتقدر الوزارة أن عدد المفقودين حتى السادس من تموز/يوليو بلغ نحو عشرة آلاف شخص.

المفقودون: تحت الركام وفوقه

وفي وقت سابق، قال مساعد مدير عام الدفاع المدني في قطاع غزة سمير الخطيب لـ"الترا فلسطين": "تعاملنا مع عدد كبير من المجازر، واكتشفنا عددًا كبيرًا من المقابر الجماعية، من مناطق الشمال، وفي مستشفى الشفاء، ومستشفيات خانيونس. وفيما يتعلق بالمقابر الجماعية، كنّا نبحث عن هذه المقابر، دون أن يكون لدينا علم عنها، وكنا نبحث بشكل تقليدي فلا آليات تكشف ما تحت الركام والأنقاض".

وأضاف: "عدد هذه المقابر الجماعية كبير، ومكتب الإعلام الحكومي وثّق اكتشاف 7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات، جرى انتشال 520 شهيدًا منها".

وحول شهداء المقابر الجماعية وكيفية التعامل معهم، قال: "المقابر التي مضى عليها زمن معظم الجثامين فيها كانت متحللة، وهي ناقلة للأمراض. فيما يتعلق بالجثامين، هناك أهالي تعرّفوا على الجثامين، ومن لم يستطع أحد التعرف عليه، يتم تصويره وتوثيق التاريخ ووضع رقم له، ومن ثم دفنه وتوثيق مكان الدفن".

بدوره، قال مدير عام إدارة الإمداد والتجهيز بالدفاع المدني في قطاع غزة الدكتور محمد المغير لـ"الترا فلسطين": "ما يقارب 10% من جثامين الشهداء في المناطق المستهدفة، التي تمكّنت طواقم الدفاع المدني من الوصول إليها، وهذه الجثامين غالبًا قد تبخرت ولم يعد لها أثر، جرّاء نوعية الأسلحة التي تؤدي إلى إذابة الأجساد كليًا".

وأضاف: "هناك زهاء 20 ألف مفقود في مختلف مناطق القطاع، من بينهم 7 آلاف في غزة وشمالها، و3 آلاف في محافظتي خانيونس والوسطى، وحوالي ألفي شهيد لا نعلم عنهم شيئًا، ونرجّح أن أجسادهم ذابت جرّاء الأسلحة المحرمة ودرجات الحرارة العالية التي تنبعث عن انفجارات الصواريخ والقنابل، إضافة إلى نحو 8 آلاف مفقود اختفت آثارهم في مناطق التوغل البريّ الإسرائيلي، ولا يُعرف مصيرهم على وجه الدقة؛ إن كانوا شهداء أو أسرى لدى الاحتلال. وقد أخرجنا منهم ما يقارب 1000 شهيد في خانيونس والوسطى والشمال وغزة، بعد أن قمنا بمبادرات مجتمعية لإخراج جثامينهم ودفنهم، علمًا أن أغلبهم وصلوا للدرجة الرابعة من التحللّ وهي العظام".

واستمر في القول: "في حال توقفت الحرب، فإننا بحاجة إلى مساعدة فرق دفاع مدنيّ من الخارج، وكذلك إمدادنا بمعدات وآليات حديثة للتعامل مع آلاف الأطنان من الركام، وبتقديري فإن مهمّة انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض بحاجة إلى ستة شهور متواصلة في حال توفرت كل الإمكانيات اللوجستية".