12-أكتوبر-2024
قنبلة أميركية في قصف بيروت

(theguardian)

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي، ذخيرة أميركية الصنع، في المجزرة التي ارتكبت في قصف على وسط العاصمة اللبنانية بيروت.

أصابت الغارة الإسرائيلية، مساء الخميس، مجمعًا سكنيًا في حي البسطة المكتظ بالسكان، ما أدى إلى تدمير المبنى السكني بالكامل وتدمير السيارات وداخل المساكن القريبة. وأدت الغارة إلى استشهاد 22 لبنانيًا، وإصابة العشرات، فيما كانت هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها استخدام ذخيرة أميركية في قصف على العاصمة اللبنانية بيروت، وخارج الضاحية الجنوبية، منذ عام 2006.

وعثرت صحيفة الغارديان على بقايا ذخيرة هجوم مباشر مشتركة (Jdam) من صنع الولايات المتحدة في أنقاض المبنى السكني المنهار بعد ظهر يوم الجمعة. و(Jdams) هي مجموعات توجيه من صنع شركة بوينج الأميركية للطيران والفضاء، والتي يتم ربطها بقنابل غبية كبيرة يصل وزنها إلى 2000 رطل (900 كجم)، وتحويلها إلى قنابل موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وتم التحقق من بقايا الأسلحة من قبل قسم الأزمات والصراع والأسلحة في هيومن رايتس ووتش وخبير قنابل سابق في الجيش الأميركي.

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وسط بيروت، أدت إلى سقوط 22 شهيدًا، ليلة يوم الخميس

وقال ريتشارد وير، الباحث البارز في قسم الأزمات والصراعات والأسلحة في "هيومن رايتس ووتش"، بعد مشاهدة صورة للقطعة: "إن نمط البراغي وموقعها وشكل البقايا يتوافق مع زعنفة الذيل لمجموعة توجيه Jdam المصنوعة في الولايات المتحدة للذخائر التي يتم إسقاطها جوًا من سلسلة Mk80. وتشمل سلسلة Mk80 ثلاث فئات من القنابل، أصغرها 500 رطل وأكبرها 2000 رطل".

وقال وير إن "استخدام هذه الأسلحة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، مثل هذه، يعرض المدنيين والأهداف المدنية في المنطقة المجاورة مباشرة لخطر جسيم من الأذى الفوري والدائم".

وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلًا عن مصادر عسكرية، أن القصف على وسط بيروت، استهداف القيادي في حزب الله وفيق وصفا، دون تقديم أي أدلة على وجوده في المكان. ولم يصدر عن حزب الله أي تعقيب بخصوص استهداف القيادي صفا، فيما أفادت وكالة "رويترز" نقلًا عن مصادرها، أن صفا نجا من محاولة الاغتيال الإسرائيلية.

وكانت الأسلحة الأميركية أساسية في حرب إسرائيل على غزة ولبنان، وكانت قنابل الـ Jdam على وجه التحديد واحدة من أكثر الذخائر التي تطلبها إسرائيل من الولايات المتحدة. 

وتعرضت الولايات المتحدة لانتقادات شديدة بسبب استمرار مساعداتها العسكرية لإسرائيل، والتي بلغت 17.9 مليار دولار العام الماضي. وفي أيلول/سبتمبر، وقعت أكثر من اثنتي عشرة منظمة حقوقية على رسالة مشتركة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، تدعوه إلى تعليق نقل الأسلحة إلى إسرائيل، مستشهدة باستخدام الذخائر الأميركية في الهجمات في غزة ضد المدنيين.