08-نوفمبر-2024
دونالد ترامب

دونالد ترامب

استعرض خبراء إسرائيليون في الشؤون الاستراتيجية، انعكاسات عودة ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة، على الصراع الإسرائيلي مع إيران، والتطبيع، وعلى مسائل داخلية إسرائيلية أيضًا. جاء ذلك في تقييم موقف أعدَّه ثلاثة خبراء ونشره معهد الأمن القومي الإسرائيلي، الخميس.

يستبعد تقييم الموقف أن يسعى ترامب إلى صراع عسكري مباشر يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، ويرجح أن يحاول التفاوض من جديد على اتفاق نووي مُحسَّن

وأشار تقييم الموقف إلى التأييد الواسع الذي يحظى به دونالد ترامب في إسرائيل بفضل قراراته التاريخية في فترة حكمه السابقة، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ودعمه لاتفاقيات التطبيع، والاعتراف "بسيادة" إسرائيل على الجولان السوري.

وأوضح، أن مع إعادة انتخاب ترامب، يُتوقع أن تسعى إسرائيل لتقوية دعمها بين الأوساط الأميركية المختلفة، خاصة في الكونغرس والمجتمع اليهودي، حفاظًا على دعم الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، لها.

وكان الملف الإيراني، أبرز الملفات التي تناولها الخبراء الإسرائيليون في تقييم الموقف، إذ توقعوا أن يُصعد ترامب خطابه تجاهها، مع إعادة فرض العقوبات الاقتصادية، وربما التلويح باستخدام القوة ضد شخصيات إيرانية بارزة.

رغم ذلك، فإن الخبراء الإسرائيليين يستبعدون أن يسعى ترامب إلى صراع عسكري مباشر يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وذلك لتفادي انخراط الولايات المتحدة في حرب جديدة في الشرق الأوسط. ورجحوا أن يحاول التفاوض من جديد على اتفاق نووي مُحسَّن، يكون أفضل من الاتفاق الذي سعت إليه إدارة أوباما.

وتوقع الخبراء الإسرائيليون أن يسعى ترامب للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، وفي حال حدوث ذلك، قد تدعم إدارته مشاريع إعادة إعمار غزة، والإصلاحات داخل السلطة الفلسطينية. إلا أن كل ذلك، يُضيف الخبراء، قد لا يحدث في حال رفضت إسرائيل تقديم تنازلات سياسية تجاه الفلسطينيين.

وجاء في تقييم الموقف، أن عودة ترامب للسلطة قد تنعكس أيضًا على السياسة الأميركية تجاه الوضع الداخلي في إسرائيل، فبينما عارضت إدارة بايدن بعض السياسات الإسرائيلية، خاصة خطة الإصلاحات القانونية، يُتوقع الآن أن يُظهر ترامب مرونة أكبر في دعم حكومة نتنياهو بهذا الشأن.

لكن، إلى جانب ذلك، يؤكد الخبراء أن ترامب سوف يُعيد رؤية "أميركا أولاً" الاقتصادية. ويتوقعون أن يضغط على حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين لتحمل تكاليف أكبر في الحرب الأوكرانية - الروسية، وربما تقليص الدعم لأوكرانيا، مما قد ينعكس بشكل غير مباشر على أولويات السياسة الأميركية في المنطقة.

في حال عودة الولايات المتحدة لمحادثات نووية مع إيران، يقترح الخبراء الإسرائيليون، في تقييم الموقف، أن تكون إسرائيل جزءًا مؤثرًا في شروط الاتفاق الجديد بدلاً من المعارضة الكلية له

وخلص تقييم الموقف إلى أن فوز ترامب سيجلب معه تحديات وفرصًا جديدة لإسرائيل، خاصة مع انفتاح الإدارة الجديدة على دعم مشاريع تُعزز العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج، إلى جانب احتفاظها بمرونة في المفاوضات النووية مع إيران.

وأوصى تقييم الموقف بأن تواصل إسرائيل التنسيق الوثيق مع الإدارة الأميركية القادمة بقيادة ترامب. وفي حال عودة الولايات المتحدة لمحادثات نووية مع إيران، يقترح الخبراء الإسرائيليون، في تقييم الموقف، أن تكون إسرائيل جزءًا مؤثرًا في شروط الاتفاق الجديد بدلاً من المعارضة الكلية له، لضمان مصالحها الأمنية.