09-أكتوبر-2024
نتنياهو وغالانت وزيارة أميركا

اتصل بايدن مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، في يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر

منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت، من السفر إلى الولايات المتحدة لعقد لقاءات مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، حتى يتصل به الرئيس الأميركي جو بايدن.

وكان من المقرر أن يتوجه غالانت إلى الولايات المتحدة مساء الثلاثاء للقاء وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن. وتأتي هذه الرحلة في الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل نطاق ومضمون الهجوم على إيران. 

نتنياهو قرر منع يوآف غالانت من زيارة الولايات المتحدة، بهدف الحصول على مكالمة من بايدن

ولم يتحدث بايدن إلى نتنياهو في أعقاب الاستهداف الإيراني، على الرغم من أن الولايات المتحدة أرسلت قواتها إلى مع أربعة جيوش أخرى لصد الاستهداف الإيراني.

وفي الوقت نفسه، اتصل بايدن مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، في يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.

كما صرح بايدن والمتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، بأن مكالمة هاتفية مع نتنياهو سوف تتم، لكنها لم تحدث بعد. ووفق مصادر إسرائيلية: "كثيرًا ما يشير غياب المكالمات الهاتفية والزيارات إلى التوتر في العلاقة. فقد تمت دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض لأول مرة في الصيف الماضي فقط، على الرغم من أنه يشغل منصبه منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر 2022".

وأشارت المصادر إلى أن نتنياهو ربما ألغى الرحلة لمنع غالانت من الحصول على أي تقدير لدوره في تعزيز استراتيجية أميركية إسرائيلية مشتركة بشأن إيران.

وقالت المصادر الإسرائيلية، إن "هذا يبدو وكأنه مناورة سياسية مكشوفة"، نظرًا لأنه من المعروف أن غالانت ونتنياهو كان لديهما نفس وجهات النظر حول الرد على الاستهداف الإيراني.

وأكدت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ تأجيل زيارة وزير الأمن الإسرائيلي غالانت إلى واشنطن، قائلة إن "الوزير أوستن يتطلع لرؤيته قريبًا" لكنها لم تتمكن من تحديد المدة التي سيستغرقها التأخير.

وأكدت أن الرحلة كانت في البداية بناءً على طلب غالانت، وأن أوستن لا يزال حريصًا على استضافته عندما تُعَاد جدولتها. وفي معرض تسليط الضوء على العلاقة القوية بين الاثنين، أشارت سينغ إلى أنهما تحدثا أكثر من 80 مرة، ويظلان على اتصال دائم، سواء من خلال الاجتماعات الشخصية أو المكالمات عن بعد.

وقال مسؤول أميركي لصحيفة "هآرتس"، إن هدف زيارة غالانت هو تسهيل المناقشات بين وزراء الدفاع حول مسائل مهنية. ويقال إن واشنطن فوجئت برؤية بعض الشخصيات في إسرائيل تحاول تسييس الزيارة.

في الأيام الأخيرة، أعرب كبار المسؤولين الأميركيين عن انتقادات متزايدة لسلوك إسرائيل فيما يتعلق بتوجيه ضربة محتملة لإيران، معترفين بأنه على الرغم من الجهود الأميركية لتنسيق رد مشترك على الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل الأسبوع الماضي، فإن هناك حاليًا أزمة ثقة بين الجانبين.

وبحسب تقارير نشرتها "أكسيوس" وشبكة "إن بي سي نيوز"، فقد أشار هؤلاء المسؤولون إلى عدم ثقة الولايات المتحدة في تصريحات إسرائيل والتزاماتها فيما يتعلق بنطاق وطبيعة الضربة المخطط لها على إيران.

وكانت زيارة غالانت إلى واشنطن تهدف جزئيًا إلى معالجة هذا الشعور المتزايد بعدم الثقة والانتقادات داخل الإدارة الأميركية. ولكن من المتوقع الآن أن يؤدي تأجيل زيارته إلى تفاقم أزمة الثقة القائمة بين البلدين.

ويعتبر غالانت، منذ رحيل رئيسي الأركان السابقين بيني غانتس وغادي آيزنكوت من الحكومة الإسرائيلية، من "الشخصيات الأكثر مسؤولية في القيادة الإسرائيلية، وأحد الوزراء القلائل الذين يحظون بالاحترام والثقة في واشنطن"، وفق "هآرتس".

ويحافظ كبار المسؤولين الأميركيين على اتصالات منتظمة مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب للغاية من نتنياهو، ولكن بسبب علاقات ديرمر القوية مع كبار الشخصيات الجمهورية في واشنطن، فإنه لا يحظى بثقة واسعة النطاق داخل الإدارة الحالية.

وركز الموقف الأميركي إزاء أي ضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران منذ الأسبوع الماضي على ضمان أن أي عمل عسكري يستهدف أهدافًا عسكرية أو حكومية في إيران، وليس صناعة النفط أو برنامجها النووي. كما رددت حكومات أوروبية بارزة هذه الرسالة.

وتشعر واشنطن والعواصم الأوروبية بقلق خاص من أن يؤدي أي هجوم على البنية التحتية النفطية الإيرانية إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية.