فشلت جولة جديدة من محادثات المصالحة بين حركتي حماس وفتح التي كان من المقرر عقدها في الصين هذا الشهر، إذ تأجلت ولم يتم تحديد موعد جديد لها.
قال القيادي في حركة حماس باسم نعيم لـ"رويترز"، إن حركة فتح طلبت تأجيلًا لأجل غير مسمى للاجتماع.
بدوره، قال المتحدث باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة، إن حركته لم ترفض الدعوة للاجتماع، لكنها أجرت مباحثات مع السفير الصيني حول "الموعد المقترح في ضوء العدوان الإسرائيلي المتصاعد وتعقيدات الأحداث". وبحسب دولة: "تم اقتراح موعد بديل لكن حماس ردت برفض المشاركة"، على حدِّ قوله.
ونفى القيادي في حماس نعيم هذه الرواية، قائلًا: إن "الحركة لم ترفض عقد لقاء آخر".
جولة جديدة من محادثات المصالحة بين فتح وحماس انتهت قبل بدايتها
وذكرت "رويترز"، في وقت سابق من هذا الشهر أن "حماس سعت للتوصل إلى اتفاق مع فتح بشأن إدارة تكنوقراط جديدة للضفة الغربية وغزة في إطار اتفاق سياسي أوسع نطاقًا"، فيما ترفض حركة فتح هذا الاقتراح.
من جانبه، قال رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس حسام بدران: "استمرارًا على منهجنا الدائم والثابت، قمنا في حركة حماس بالاستجابة لدعوة الأصدقاء في جمهورية الصين الشعبية والمتعلقة بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتعاملنا معها بإيجابية عالية ومسؤولية كبيرة".
وأضاف بدران: "هذه الدعوة والتي كانت خطواتها واضحة منذ البداية، حيث يكون اللقاء الأول ثنائيًا بين حماس وفتح، وهذا ما تم في شهر نيسان/أبريل، على أن يتبعه لقاء موسع يضم الفصائل الفلسطينية والذي كان من المفترض أن يكون في هذا اليوم".
وأوضح بدران: "استمر الأصدقاء الصينيون بالمتابعة خلال الفترة الماضية، وعقدوا اجتماعات مع كل الفصائل للتحضير والترتيب لضمان نجاح اللقاء الموسع اليوم، ومع بداية التجهيزات لسفر الوفود قام رئيس السلطة الفلسطينية بالاتصال بالجانب الصيني وإبلاغهم برفض المشاركة في اللقاء الموسع دون تقديم أي مبررات منطقية، ودون أي حوارات وطنية".
واستمر في القول: "إننا في حركة حماس نأسف لهذا الموقف الذي يعطل التوصل إلى توافق وطني في مرحلة حساسة وحرجة يعيشها شعبنا وفي ظل معركة طوفان الأقصى حيث يقدم شعبنا صورة مثالية في الصمود والثبات، إلى جانب أداء المقاومة المميز في مواجهة الاحتلال في قطاع غزة على وجه الخصوص".
وختم بالقول: "إننا في حركة حماس نصر على أهمية عقد اللقاء الوطني الموسع، ونؤكد أن من حق الجميع أن يشارك في بحث آليات ترتيب البيت الفلسطيني، ونرى أن تعطيل اللقاء الموسع في بكين غير مبرر، وغير مقبول، ولا يخدم المصلحة العليا لشعبنا الفلسطيني".
بدورها، أعربت حركة فتح "عن تقديرها الكبير للجهود الصينية التي استضافت الحوار الوطني بين حركتي فتح وحماس في جمهورية الصين الشعبية".
وأشارت إلى أن تعبر "عن رغبتها في ضمان نجاح الجهود الصينية، خاصة أننا نحمّل حماس مسؤولية إفشال جميع الحوارات التي جرت في السابق، وآخرها عندما رفضت حماس، الحضور إلى لقاء القاهرة الذي كان متفقًا عليه"، وفق قولها.
وأضافت: أنها "لا تزال ملتزمة بالجلوس على طاولة الحوار الوطني في الصين، وتعمل على استكمال التحضيرات كافة من أجل توفير المناخات المناسبة لإنجاح الوساطة الصينية التي تحظى بتقدير واحترام قيادتنا وشعبنا".
وفي منتصف أيار/مايو الماضي، قال القيادي في حماس حسام بدران لـ"الترا فلسطين"، إن أجندة حوار الصين "ترتيب البيت الداخلي، والتأكيد على مخاطبة العالم بصوت فلسطيني واحد، وإدارة المرحلة بأقل قدرٍ من الخلافات، وأن تكون المرحلة الحالية تحضيرية للانتخابات الفلسطينية التي يختار فيها الشعب قيادته".
وحينها، كشف بدران أنهم اقترحوا سابقًا على كل الفصائل بما فيهم فتح، تشكيل حكومة توافق وطني تعتمد على الكفاءات حتى لا يعيق أحد دعمها دوليًا، الأمر الذي كان محط قبولٍ لدى معظم الفصائل، بالإضافة لدول عربية وغير عربية. غير أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس شكّل حكومة تكنوقراط من شخصيات مقرّبة منه ومن حركة فتح، ما أثار حفيظة ورفض حماس والجهاد والجبهة الشعبية وحركة المبادرة والجبهة الديمقراطية.