قال الناطق باسم "كتائب سيد الشهداء" العراقيّة، كاظم الفرطوسي، إن انخراطهم في "طوفان الأقصى" جاء "دفاعًا عن قطاع غزة وما يعيشه من مأساة بفعل العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى كونه إسنادًا للمقاومة في لبنان حيث تواجه جبهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار كاظم الفرطوسي في حديث مع الترا فلسطين في ذكرى مرور عامٍ على انطلاق عملية السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى أنّ فصائل المقاومة العراقية مستعدّة "للتعامل مع مختلف السيناريوهات حال طال العدوان الإسرائيلي أراضي العراق".
تضم "المقاومة الإسلامية في العراق" عدّة فصائل، بينها: "كتائب سيد الشهداء"، و"كتائب حزب الله/ العراق"، و"أنصار الله الأوفياء"، و"كتائب الإمام علي"، و"النجباء"
وفي 21 من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" استهدف قواعد أميركية في العراق وسوريا، "ردًا على العدوان على قطاع غزة"، ثمّ في 3 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعلنت الفصائل العراقية دخول مرحلة جديدة "أشد وأوسع، لنصرة فلسطين"، وبدأوا بقصف الأهداف الإسرائيلية في إيلات وأسدود والموانئ العسكرية ومحطات الكهرباء، وكان أبرزها استهداف الجولان قبل أيام، أدى إلى مقتل اثنين من جنود الجيش الإسرائيلي.
وبيّن الفرطوسي أن "عمليات المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف المواقع اللوجستية والعسكرية الإسرائيلية بدرجة أولى"، وأنهم على استعداد لرفع وتيرة العمليات كمًّا ونوعًا حال استهدف الاحتلال أراضي العراق. قائلًا: "حينها كل شيء سيُرى بالعين، ومستعدون لتدفيع الكيان الإسرائيلي ثمن عدوانه".
وتابع: "يمكن استهداف الأهداف الإسرائيلية في الدول الداعمة لها، إن كان الاستهداف يحقق الغايات العسكرية واللوجستية، علمًا أننا نحرّم الاعتداء على البعثات الدبلوماسية، ولكن أي مواقع أمنية ولوجستية تشكّل قاعدة لكيان الاحتلال يمكن من خلالها أن ينفذ هجومًا ضد العراق". وجاء ذلك ردًا على ما ورد في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن "إسرائيل تفكّر في إمكانية التحرك ضد المجموعات المسلحة في العراق".
الفرطوسي: الاحتلال لم يكن يعلن عن الاستهدافات التي تطاله من العراق ويمتصّ أثرها، غير أنه أعلن مؤخرًا عن خسائره بعد أن تطوّرت المواجهة في المنطقة، ولكي يسوّغ لنفسه الرد بعد إقناع حلفائه لمساعدته
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترف مساء الجمعة الماضية بمقتل اثنين من جنوده، وإصابة 24 آخرين في استهداف مسيّرة عراقية لمواقع عسكرية في الجولان المحتل، في حين قال رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو: إنه "سيضع حدًّا لهذه الهجمات".
ويرى الفرطوسي أن "كيان الاحتلال لم يكن يعلن عن الاستهدافات التي تطاله من العراق ويمتصّ أثرها"، لاعتبارات مرتبطة بتوحيد الجبهة الداخلية وأنه ليس مستهدفًا من 4 دول، أي "فلسطين، لبنان، العراق، اليمن"؛ ولأنه "لا يريد الاعتراف بأن المقاومة على استعداد مسبق ولها إمكانيات في العراق لضرب أهدافه"، غير أنه أعلن مؤخرًا عن خسائره بعد أن تطوّرت المواجهة في المنطقة، ولكي يسوّغ لنفسه الرد بعد إقناع حلفائه لمساعدته.
كيف تستعد "فصائل المقاومة العراقية" لما هو آت؟
وحول استعداد الفصائل العراقية حال استهدافها إسرائيليًا. أجاب الفرطوسي: "كل شيء وارد في هذه المعركة، ونحن على استعداد لهذا الأمر، وأخذنا الحيطة والحذر والإجراءات اللازمة لمواجهة هذا السيناريو، وهناك خطط تكون بموجبها المناطق المتوقع استهدافها في العراق، آمنة".
وكانت الفصائل العراقية، أعلنت سابقًا استعدادها لإمداد حزب الله في لبنان بآلاف المقاتلين. ويقول الفرطوسي: "إذا وجدنا حاجة وضرورة للتواجد في لبنان، سنكون هناك، وعندنا ضغط شديد وطلبات متزايدة من الكبار والصغار في المقاومة للالتحاق والمشاركة في جبهة لبنان، ولكن للآن الأعداد الموجودة لدى حزب الله كافية؛ لأنه يعتمد على تكتيك حرب العصابات".
مستعدّون لإمداد حزب الله بـ100 ألف مقاتل!
وتابع: "مستعدون لإمداد حزب الله بـ100 ألف مقاتل، وهذا رهن إشارة من حزب الله، وهذا عدد قليل أمام حالة الغضب التي يعيشها العراق مقاومةً وشعبًا"، وفق قوله.
ووسط إعلان "إسرائيل" استعدادها استهداف إيران ردًا على الضربة التي تلقّتها في بداية الشهر الجاري، واحتمالية توسع المواجهة. يقول الفرطوسي إن التصريحات الأميركية والإسرائيلية توحي أن "الساعات القادمة تخبئ أشياء معينة"، لكن إيران أعلنت أنها على "جاهزية للرد بشكل واضح وعنيف إذا طال الاستهداف أراضيها، ونحن نقول إن أي اشتراك أميركي في العدوان على المنطقة، سيكون الرد المباشر على قواعده".
الفرطوسي: ننسّق المواقف بشكل عام، وفي التفاصيل كل طرف يقدّر ظروفه ودوره بما يستطيع، ووفق حساباته، لكن الجميع ملزمٌ بالردّ للتخفيف وإيقاف العدوان على غزة
وعن السؤال حول شكل التنسيق بين القوى في المنطقة. أجاب: "التنسيق عام بالمواقف، وأيضًا هناك تواصل شبه مباشر في القضايا الأساسية وليس في كل التفاصيل، لأن كل طرف يقدّر ظروفه ودوره العسكري بما يستطيع ويناسبه، وكل طرف له حساباته وإمكانياته، ولكن الجميع ملزم بالردّ للتخفيف وإيقاف العدوان على شعب قطاع غزة".
وتعتبر "المقاومة الإسلامية في العراق"، تحالفًا تنضوي تحته جماعات عراقية مسلّحة، مدعومة من إيران، وظهرها اسمها بهذا الشكل مع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ويعتقد أن فصائل: "حزب الله العراق، وكتائب سيد الشهداء، وحركة النجباء، وجماعة أنصار الله الأوفياء"، تعمل تحت هذا المسمى، وهي على علاقة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني.
تحرك أميركي
وفي السياق نفسه، قال مسؤول عراقي بارز في العاصمة بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة العراقية رفضت خلال الأيام الماضية ضغوطًا أميركية مختلفة وعلى مستويات دبلوماسية وأمنية، لدفعها إلى منع هجمات الفصائل المسلحة التي تنطلق من أراضي أقصى غرب الأنبار العراقية الحدودية مع سورية والأردن باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واليوم الأحد، قال مسؤول عراقي في وزارة الخارجية بالعاصمة بغداد إن بلاده تواجه "ضغوطًا أميركية على مستويات مختلفة" من أجل دفع الفصائل لإيقاف هجماتها على مواقع الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقًا للمسؤول الذي تحدث لـ"العربي الجديد" عمّا وصفه بأنها "ضغوط دبلوماسية وأمنية" من قبل الأميركيين تجاه العراق لوقف هذه الهجمات من خلال تحرك القوات العراقية لمنعها، فإن الحكومة العراقية رفضت تلك الضغوط، وأكدت "أن الفصائل التي تتبنى العمليات لا تنضوي ضمن الحشد الشعبي ولا يمكن إيقافها".
وأكد المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن "السوداني (رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني)، أكد للمسؤولين الأميركيين أن وقف العدوان على لبنان وغزة هو السبيل الوحيد لوقف تلك الهجمات التي تخرج من العراق أو غيره"، وأن "القوات العراقية لن تعترض أو توقف مثل هذه العمليات"، لكنه شدد على التزام الحكومة بحماية البعثات الرسمية بما فيها قوات التحالف العاملة بالعراق.
وكشف المسؤول العراقي عن وجود "تصوّر أميركي" بأن شن "إسرائيل أي هجوم على العراق ردًا على مقتل الجنديين الإسرائيليين في الجولان بطائرة مسيرة انطلقت من العراق، يعني أن القواعد الأميركية في الأنبار وأربيل وبغداد والحسكة والتنف السوري ستكون تحت مرمى نيران الفصائل، وهذا ما يدفعها بالدرجة الأولى إلى حث الحكومة على العمل لوقف هجمات الفصائل".