"هؤلاء أبطال مقاومون يواجهون الاحتلال" بهذه الكلمات وصف عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال حويل مرارًا، عناصر المقاومة في جنين ومخيمها، منذ تصاعد حالة المقاومة المسلحة شمال الضفة الغربية، وذلك في كل مرة كان عناصر الأمن الفلسطيني يستهدفون الشبّان بالاعتقال.
اعتقلت قوة إسرائيليّة خاصّة الليلة الماضية، القيادي في حركة فتح جمال حويل مع 9 آخرين من داخل صيدلية في مدينة جنين، بينهم شخصيات اعتبارية ظلت طوال الفترة الماضية تمثّل حاضنة شعبية لشباب المقاومة
وقال شهود عيان لـ "الترا فلسطين"، إنّ قوة خاصة إسرائيلية تسللت إلى صيدلية الكرمل عند الساعة 11 ليلًا، والواقعة قرب مستشفى جنين الحكومي القريب من مخيم جنين، واعتقلت من كان بداخلها.
وأضاف الشهود، أن قوات الاحتلال احتجزت كل من كان بداخل الصيدلية لمدة 5 ساعات بينهم مرضى كانوا حضروا لشراء أدوية، حيث تم تقييد كل من فيها وتقسيمهم على مجموعتين، واعتقال جمال زبيدي، وجمال حويل، والصيدلي الدكتور إياد أبو الهيجاء مالك صيدلية الكرمل، ونجيب فتحي حويل، وأسامة أبو عرب، ونعيم السعدي، وغسان الطيراوي، وجمال أبو عيد، وعبد الزبيدي.
وأكدت مصادر محلية لـ"الترا فلسطين"، أن اعتقالات الاحتلال الليلة الماضية في جنين طالت شخصيات تمثّل حاضنة شعبية في المخيم، أبرزهم جمال حويل، وأسامة أبو عرب، وجمال الزبيدي، وعبد الزبيدي.
وجمال حويل هو أسير محرر من قادة معركة جنين في العام 2002، ويعتبر أحد المقربين من عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، وهو عضو سابق في المجلس التشريعي، ومحاضر في العلوم السياسية بالجامعة العربية الأميركية في جنين.
وفي كل مرة تجري فيها عمليات اعتقال من أجهزة الأمن، لأي شاب من عناصر المقاومة في جنين بصرف النظر عن انتمائه السياسي، كان حويل يسعى بشكل حثيث مع الأمن لإطلاق سراحه، والدفاع عنه.
ووفق مصادر محلية، فإن حويل ولكونه شخصية وازنة في جنين، وانتماءه السياسي لفتح، جعله يدخل إلى المقاطعة من الباب الواسع، ويتحدث بشكل قوي مع أجهزة الأمن هناك.
وحول "طوفان الأقصى" سبق وصرح حويل أنه نتيجة وليست سببًا، فالاحتلال ما زال على أرضنا منذ 75 عامًا؛ يبني المستوطنات، ويعتقل الفلسطينيين، ويهوّد القدس، ويسرق الخيرات والثروات، وينكّل بالفلسطينيين على الحواجز، ويسيطر على المعابر، وفوق ذلك يواصل حصار قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، فيقتل أهلها بشكل بطيء".
أمّا أسامة أبو عرب، الذي اعتقله الاحتلال من جنين أيضًا، فهو ضابط سابق في أجهزة الأمن الفلسطينية، وأقيل من جهاز الارتباط العسكري بعد انتقاده مشاركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في جنازة رئيس دولة الاحتلال الأسبق شمعون بيريز.
وأبو عرب دائمًا ما كان يظهر مع حويل في المناسبات العامة في مدينة جنين ومخيمها. وبحسب مصادر محلية فقد كان يعيش في طولكرم وانتقل للعيش في جنين، مع تصاعد حالة المقاومة فيها، وصار مقرّبًا من الحالة العامة هناك.
ولعلّ أبرز ما يميز أبو عرب، حضوره الدائم في تشييع جثامين الشهداء، وفي بيوت عزائهم، ودومًا ما يرافق تجمّعات عائلات الشهداء في تنقلاتهم بالضفة الغربية، ويكون على رأس حافلة المعزين، من شمال الضفة حتى جنوبها.
أما جمال الزبيدي فهو أسير محرر، وعضو سابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعمّ الأسير زكريا الزبيدي.
وكما هو حويل وأبو عرب، يعتبر جمال الزبيدي من أبرز الوجوه التي تشكل حاضنة شعبية للمقاومة في جنين، فهو والد للشهيدين محمد الزبيدي الملقب بـ"النش" أحد أبرز قادة كتيبة جنين، ووالد الشهيد نعيم الزبيدي.
والاسم الرابع من بين أبرز المعتقلين من جنين الليلة الماضية، هو عبد الرحمن الزبيدي شقيق الأسير زكريا الزبيدي عضو المجلس الثوري لحركة فتح وأحد قادة معركة جنين عام 2002، وأحد أسرى نفق الحرية.
وعبد الرحمن شقيق الشهيد داوود الزبيدي، والذي سبق واغتالته قوات الاحتلال في مخيم جنين، وما زالت تحتجز جثمانه حتى اليوم.
ويعتبر عبد الرحمن من الشخصيات الوحدوية والتي تشكل مع الأسماء آنفة الذكر حاضنة شعبية لشباب المقاومة في جنين.
تجدر الإشارة إلى أنّه ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، بلغت حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية أكثر من (9430) معتقلًا.
شاهد عيان يروي تفاصيل اقتحام قوات الاحتلال لعيادة وصيدلية في مخيم جنين الليلة الماضية واعتقال 8 أشخاص. pic.twitter.com/YmEnR3QgYk
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) June 27, 2024
