04-سبتمبر-2024
القيادي في حماس بسام خلف

القيادي في حماس بسام خلف

قال عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان، بسّام خلف، خلال حديث مع "الترا فلسطين"، إن الحركة لم يصلها أي شيء رسميّ حتى اللحظة من الوسطاء حول مقترح جديد لصفقة تفضي إلى إنهاء الحرب، وذلك عقب تصريحات أميركية رسمية حول ذلك.

وكان البيت الأبيض قد صرّح، أمس الثلاثاء، أن العمل يجري على "مقترح لتأمين الإفراج عن الرهائن المتبقين وتوفير المساعدات لغزة ووقف القتال، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن منخرط بشكل شخصي في العمل مع فريقنا وقادة المنطقة من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن، ولا إطار زمني لذلك"، وفق ما ورد.

حددت حماس اتفاق 2 تموز\يوليو الماضي سقفًا لأي حوار قادم، وتعتبره خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه

وردّ خلف بأن حماس لا تتعامل رسميًا مع ما يرد عبر الإعلام -خاصة- الأميركي، بل ما يرد عبر الوسيطين "القطري والمصري"، وأن إشاعة الأجواء الإيجابية من الطرف الأميركي فيه نوع من الخداع، قائلًا: "لو كان صادقًا، لكان الجميع توصّل إلى صفقة قبل نحو عدة أشهر، لكن جرت العادة أن التصريحات الأميركية الإيجابية تهدف لتخفيف التوتر في المنطقة إقليمًا بشكل محدد، ومن جانب آخر كي لا ينسب الفشل في التفاوض للولايات المتحدة، التي لم تستطع حتى اللحظة إلزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقبول على ما اتفق عليه". 

وأشار خلف إلى أن الحركة أبدت مرونة في صيغة تفاوضية اتفق عليها سابقًا في أواخر أيّار/مايو الماضي، لكن نتنياهو ردّ باجتياح رفح عسكريًا، وهذا نهج اتبعه نتنياهو في كل جولة متقدمة بالتفاوض تُبدي فيها حماس مرونة للوصول إلى صفقة، في حين يرفضها نتنياهو كيّ تكون الجولة القادمة على النقاط التي أبدت فيها الحركة مرونة، وبالتالي يحصل نتنياهو على ما يريد بخفض مستوى مطالب الحركة. 

"غير أن حماس متنبّهة لذلك، فقد حددت اتفاق 2 تموز/يوليو الماضي سقفًا لأي حوار قادم، وتعتبره خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه"، وفق خلف. مشيرًا إلى أن ذلك يترافق "مع المحافظة على الثوابت الرئيسية التفاوضية القائمة على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع مع وقف إطلاق النار، وعودة النازحين، وإدخال المساعدات وبدء الإعمار وصولًا لصفقة تبادل أسرى". 

القيادي في حماس بسام خلف لـ"الترا فلسطين": "ما يهم الحركة هو الإفراج عن الأسرى من أصحاب الأحكام العالية، وهي تملك لوائح دقيقة بأسماء الأسرى وكم أمضى كل واحد، وكم تبقى في محكوميته، وقد تبدي مرونة بما دون ذلك، وما لدى المقاومة من أسرى إسرائيليين يكفي للإفراج عن كلّ أصحاب المؤبدات"

وتعتبر قضيّة محور فيلادلفيا (الفاصل بين قطاع غزة، والأراضي المصرية)، من أبرز نقاط الخلاف التي تؤخر إتمام صفقة للتبادل ووقف الحرب، إضافة للانسحاب الإسرائيلي من داخل القطاع بما فيها ممر نتساريم (الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه)، وحول ذلك قال البيت الأبيض إن المقترح القادم ينص على "إبعاد القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا إلى الشرق، وسحب إسرائيل قواتها من المناطق المكتظة في مرحلة أولى بما فيها ممر فيلادلفيا".

ويقول خلف إجابة عن ذلك: "الحركة لن توافق على كلمات تحمل أكثر من وجه، والشاهد على ذلك أن التفاوض لم ينص سابقًا على محور فيلادلفيا، ثم تحدث الأميركي عن انسحاب جزئي، والآن نقول إن الحركة تطالب فقط بانسحاب كلّي للوُجود الإسرائيلي لما قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والانسحاب الكامل من طول محور فيلادلفيا، وكذلك الأمر ينطبق على نتساريم، وأي خلل في هذا الموضوع لن تقبله حماس". 

وأضاف خلف حول الشروط الإسرائيلية لصفقة تبادل الأسرى: "ما يهم الحركة هو الإفراج عن الأسرى من أصحاب الأحكام العالية، وهي تملك لوائح دقيقة بأسماء الأسرى وكم أمضى كل واحد، وكم تبقى في محكوميته، وقد تبدي مرونة بما دون ذلك، وما لدى المقاومة من أسرى إسرائيليين يكفي للإفراج عن كلّ أصحاب المؤبدات". 

وتابع: "يحاول نتنياهو أن يضع شروطًا في كلّ مرة على قضية الأسرى، تارة يريد وضع فيتو على اسم 35 أسيرًا، وتارة يريد فيتو على 65 اسمًا، ولكن هذا الشرط ترفضه الحركة للآن، ولا تريد أي فيتو على أي أسير". 

وختم القيادي في حماس حديثه بأن "الحركة ترى الوسيط الأميركي شريكًا في حرب الإبادة على غزة، ولا يمارس دوره بشكل نزيه، ولذا أيّ مقترح قادم، ستقيّمه الحركة وفق مقترح تموز/يوليو الماضي، وبما تقتضيه مصالح الشعب الفلسطيني، والخيار الذي تملكه المقاومة، هو المواجهة بشكل مستمر واستمرار القتال، إضافة لعوامل أخرى من صالح المقاومة، مثل التصعيد الميداني ضد الاحتلال في الضفة والقتال المتصاعد الذي بات أشبه بالانتفاضة، إضافة للضغط الإسرائيلي الداخلي"، وفق قوله.