25-أغسطس-2024
حوار مع مدير المستشفى الإندونيسي

(Getty) المستشفى الإندونيسي بعد انسحاب الاحتلال منه

حذر المدير الطبي للمستشفى الإندونيسي، مروان السلطان، من توقف العمل في قسم العناية الفائقة بالمستشفى، نتيجة تعمد الاحتلال تقليص كميات الوقود اللازمة لتشغيل المستشفى الواقع في شمال مدينة غزة، وتأخير وصولها للمستشفى.

الأطباء في المستشفى الإندونيسي يضطرون في بعض الأحيان إلى إجراء عمليات جراحية على الأرض، وعمليات بتر أطراف في قسم الطوارئ، وهذا يرجع أولاً، إلى نقص الإمكانيات، وثانيًا، إلى العدد الهائل من الإصابات

وقال مروان السلطان، في حديث لـ "الترا فلسطين"، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد، للمرة الثالثة على التوالي، تأخير وصول كميات الوقود المخصصة للمستشفى، وتقليصها أيضًا، ما أجبر إدارة المستشفى على اتخاذ قرار بوقف العمليات المجدولة، والبقاء على عمليات إنقاذ الحياة فقط.

وأكد مروان السلطان، أن توقف العمليات الجراحية وقسم العناية الفائقة عن العمل، يهدد حياة المرضى، ويعرضهم لخطر الموت الحقيقي.

مروان السلطان
مروان السلطان، المدير الطبّيّ للمستشفى الإندونيسيّ

وأشار مروان السلطان إلى أن الأطباء في المستشفى الإندونيسي يعملون "في ظروف استثنائية ومعقدة جدًا"، ويضطرون في بعض الأحيان إلى إجراء عمليات جراحية على الأرض، وعمليات بتر أطراف في قسم الطوارئ، وهذا يرجع أولًا، إلى نقص الإمكانيات، وثانيًا، إلى العدد الهائل من الإصابات التي تصل المستشفى.

ونتيجة لهذا الضغط الشديد والظروف الاستثنائية، يؤكد مروان السلطان، أن المستشفى الإندونيسي يستعين بالمتطوعين للمساعدة على سد النقص والتخفيف من الإرهاق الذي تعانيه الطواقم الطبية الأساسية.

نقص الوقود

وأوضح مروان السلطان، أن الاحتلال لم يسمح منذ ثلاثة أسابيع بتوريد الوقود للمستشفى الإندونيسي، ويوم السبت، 24 آب/أغسطس، تم توريد 4 آلاف لتر فقط من أصل 12 ألف لتر، كان يفترض أن تصل المستشفى، وهي كمية لا تكفي لعمل المستشفى أكثر من 72 ساعة فقط.

وبين السلطان، أن عددًا كبيرًا من المصابين الذين يصلون إلى المستشفى الإندونيسي نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية يعانون إصابات بحروق، ويحتاجون إلى عناية مركزة، "لكن لن نستطيع توفير هذه الخدمة في حال لم نُزَوَّد بالوقود الكافي"، مشيرًا إلى أن تشغيل قسم العناية المركزة مرتبط بتشغيل محطة الأكسجين عن طريق المولد الكهربائي.

ولفت مروان السلطان، إلى أن المستشفى الإندونيسي شمال مدينة غزة، هو "المستشفى النسخة" -وفق تعبيره- عن مستشفى الشفاء المركزي في تقديم الخدمات الصحية، بعد خروج مستشفى الشفاء عن الخدمة، إثر الاقتحام الكبير الذي نفذه جيش الاحتلال وأعمال التدمير التي قام بها في المستشفى.

وأعرب السلطان، خلال حديثه مع "الترا فلسطين"، عن أسفه على استمرار توقف خدمة القسطرة القلبية لمرضى القلب، وخدمة الغسيل الكلوي لمرضى الكلى في شمال قطاع غزة، وذلك بسبب تدمير الاحتلال لمستشفى الشفاء في مدينة غزة. وأكد، أن عدم توفر القسطرة القبلية يؤدي إلى زيادة حالات الوفاة المفاجئة لدى الكثير من المرضى الذي تتراوح أعمارهم من 40 لـ 50 عامًا.

وأوضح مروان السلطان، أن الأطباء في المستشفى الإندونيسي يلجؤون إلى علاج مرضى القلب الذين هم بحاجة إلى عمليات قسطرة عن طريق الأدوية المذيبة للجلطات، "لكن للأسف نسبة نجاحها هي 50 في المئة فقط".

https://www.gettyimages.com/detail/news-photo/people-walk-toward-the-indonesian-hospital-at-the-edge-of-news-photo/1800311601?adppopup=true

نقص الأدوية والأجهزة الطبية

وأكد مروان السلطان وجود نقص في عدد كبير من الأدوية والمستلزمات الطبية، أبسطها الشاش المعقم والمغطى بمادة الفازلين، مبينًا أن معظم الإصابات التي تصل المستشفى نتيجة القصف الإسرائيلي تكون مصابة بحروق شديدة، وبأمس الحاجة إلى مثل هذا النوع من الشاش.

وبيّن السلطان، أن فقدان هذا النوع من الشاش يزيد فرص الالتهابات والالتهاب العميقة، التي قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، مشيرًا إلى أن الأطباء يستخدمون الشاش العادي بعد تعقيمه بطريقة يدوية لعلاج المصابين.

وأشار السلطان إلى وجود نقص في كثير من العلاجات الخاصة بالأمراض المزمنة مثل: الضغط، والسكري، والأدوية المثبطة للمناعة التي يحتاج إليها مرضى زراعة الكلى، إضافة إلى أدوية التهاب القولون المزمن والمناعي، ومادة البنسلين التي تستخدم في إجراء عمليات البروستاتا.

وأضاف، أن هناك نقصًا في الأجهزة الطبية في المستشفى الإندونيسي، أبسطها بطاريات الجهاز الرغامي الذي يُسْتَخْدَم لوضع المريض على أنبوب التنفس الصناعي، "وقد تقدمنا بطلب لمنظمة الصحة العالمية وجهات أخرى في الأردن لتوفيرها دون نتيجة حتى اللحظة".

وأكد مروان السلطان، أن المستشفى الإندونيسي لا يتوفر فيه من أجهزة التنفس الاصطناعي سوى 4 أجهزة فقط، اثنان منها خارج الخدمة، بينما الجهازان الآخران يوجدان في قسم الطوارئ وقسم العناية المركزة.

المستشفى الإندونيسي لا يتوفر به من أجهزة التنفس الاصطناعي سوى أربع أجهزة فقط، وقوات الاحتلال دمرت جهاز الـCT، كما تعرض للتلف جهاز نادر مختص بجراحة العظام، وجهاز خاص بأشعة العمليات، بسبب عدم انتظام الطاقة الكهربائية

وأشار إلى أن قوات الاحتلال دمرت جهاز الـ CT الخاص بالمستشفى الإندونيسي أثناء عدوانها على المستشفى في الشهر الثاني من الحرب، "وقد حاولت الطواقم الطبية إصلاحه دون فائدة، وهذا يزيد من معاناة المرضى الذي يضطرون إلى التوجه للمستشفى المعمداني في مدينة غزة، لإجراء الصور التي يحتاجونها، لأن جهاز CT الوحيد في شمال قطاع غزة موجود هناك".

وأكد مروان السلطان أيضًا عم توفر جهاز الرنين المغنطيسي في شمال قطاع غزة وجنوبه أيضًا، بعد تدمير قوات الاحتلال للجهاز الذي كان موجودًا في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

وأضاف، أن جهازًا نادرًا مختصًا بجراحة العظام، وجهازًا خاصًا بأشعة العمليات، تعرضا للتلف أيضًا، بسبب عدم انتظام الطاقة الكهربائية.

وناشد مروان السلطان، منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر للقيام بدورهما، في ظل الواقع الصعب والمعقد الذي تعمل فيه المستشفيات والطواقم الطبية في شمال قطاع غزة.

4 غرف عمليات

وواصل مروان السلطان شرح الحالة الصعبة للمستشفى الإندونيسي بعد إعادة ترميمه، مبينًا أن في المستشفى أربع غرف عمليات فقط، يتم تشغيل غرفتان منها، أما الغرفتان المتبقيتان فيتم تخصيصهما للعمليات الطارئة.

في الوقت الحالي يوجد 103 مرضى -في حالة مبيت- داخل أقسام المستشفى الإندونيسي الذي تبلغ قدرته السريرية 65 سريرًا فقط

وأكد، أن هذا العدد من غرف العمليات لا يكفي للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى الذين يصلون إلى المستشفى جراء الغارات الإسرائيلية، مبينًا أن الأطباء يجرون مفاضلة بين المرضى في الحالات الطارئة، فيما تحول كافة الأقسام الأساسية الى غرف عمليات لإنقاذ الحياة.

وأشار مروان السلطان إلى أن المستشفى الإندونيسي هو الأكبر في شمال قطاع غزة، ويتم تحويل الحالات إليه من باقي مستشفيات الشمال، مبينًا أن في الوقت الحالي يوجد 103 مرضى -في حالة مبيت- داخل أقسام المستشفى الذي تبلغ قدرته السريرية 65 سريرًا فقط.