دخلت الحرب على قطاع غزة، السبت، يومها الـ323، وسط مخاوف كبيرة من تفشي فيروس شلل الأطفال، يرافقها إعلان منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" عن عدد تقديري للأطفال الأيتام في القطاع.
بالنظر لوجود 1.9 مليون نازح في قطاع غزة، فإن العدد التقديري "للأطفال غير المصحوبين" هو 19 ألف طفل
وقال المتحدث باسم "اليونيسف" كاظم أبو خلف، إن الأطفال اليتامى في قطاع غزة يندرجون تحت مسمى "الأطفال غير المصحوبين"، وفي حالة قطاع غزة فإن هذ التسمية تعني الأطفال الذين استشهد أحد والديهم في الحرب، وكذلك الأطفال الذين يعيشون مع أمهاتهم في شمال قطاع غزة، بينما آباؤهم منفصلون عنهم في الجنوب، أو العكس.
وأوضح كاظم أبو خلف، أن الرقم الخاص "بالأطفال غير المصحوبين" في غزة هو رقم تقديري بحت، "لأننا لا نستطيع حصر الأرقام بشكل دقيق".
وأضاف: "من تجربتنا كمؤسسة تعمل في مناطق حروب ونزاعات في العالم، فمن العدد الكلي يكون هناك نسبة 1 في المئة أطفال غير مصحوبين".
وبيّن أبو خلف، أنه بالنظر لوجود 1.9 مليون نازح في قطاع غزة، فإن العدد التقديري "للأطفال غير المصحوبين" هو 19 ألف طفل.
وبحسب إحصائيات الجهات الرسمية في قطاع غزة، فإن 72% من ضحايا الحرب هم من الأطفال والنساء.
وتؤكد "اليونيسف" منذ شهر كانون أول/ديسمبر 2023، أن قطاع غزة هو أخطر مكان للأطفال في العالم.
وكشفت إحصائية لوكالة الغوث "أونروا"، أواخر شهر تموز/يوليو الماضي، أن 10 أطفال على الأقل في قطاع غزة يفقدون أحد أطرافهم يوميًا.
وجعلت الحرب على غزة حالات بتر الأطراف خيارًا مؤلمًا لآلاف الجرحى، مع نفاد المعدات الطبية والنقص الفادح في الأطراف الاصطناعية، إضافة إلى غياب الرعاية الصحية والأدوية، إذ يخضع الأطفال، مثل البالغين، لعمليات بتر أطراف لم تكن ضرورية، نتيجة انعدام العلاجات اللازمة للتعامل مع إصاباتهم. وفي حالات كثيرة يتم بتر الأعضاء بدون تخدير، نتيجة نقص مواد التخدير.
وسبق أن أفادت منظمة "أنقذوا الأطفال"، أن الأطفال في قطاع غزة أكثر عرضة للوفاة بسبب إصابات القصف بنحو 7 مرات مقارنة بالبالغين، لأنهم أكثر حساسية وعرضة للإصابة.
ومؤخرًا، أضيف إلى معاناة الأطفال في قطاع غزة، خطر تفشي فيروس شلل الأطفال، إذ أعلنت وزارة الصحة في وقت سابق من الشهر الحالي تسجيل أول إصابة بالفيروس في القطاع، قبل أن يُعلن نهاية الأسبوع الماضي عن تسجيل إصابة رضيع (10 شهور) بشلل في الجزء الأسفل من ساقه، نتيجة إصابته بشلل الأطفال.
ويصيب فيروس شلل الأطفال، بشكل أساسي، الأطفال دون سن الخامسة، لكنه أيضًا قد يصيب أي شخص لم يحصل على الطعم المضاد للفيروس، مهما كان عمره، وفقًا لأستاذ الأحياء الدقيقة في الجامعة الإسلامية، عبد الرؤوف علي المناعمة.
ويؤكد مختصون، أن تسجيل إصابات مؤكدة بفيروس شلل الأطفال يعني بالضرورة أن المرض منتشرٌ في القطاع، وهناك حالات أخرى لم يتم اكتشافها بعد. بينما أكدت وزارة الصحة وجود حالات عديدة يُشتبه أنها مصابة بفيروس شلل الأطفال، نتيجة ظهور أعراض المرض على هذه الحالات.
ويوضح عبد الرؤوف المناعمة، أن أعراض فيروس شلل الأطفال تظهر في أكثر من شكل، مثل الصداع والغثيان والقيء والاحتقان في الحلق، أو في شكل التهاب السحايا الفيروسي، وتشمل الحمى والصداع وتصلب الرقبة، وقد تسبب شللاً ارتخائيًا دائمًا، وفي بعض الحالات شللاً في الجهاز التنفسي.
وبدأت في الساعات الماضية مستلزمات حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بالدخول إلى قطاع غزة، إلا أن وزارة الصحة أكدت ضرورة وقف إطلاق النار لإنجاح الحملة، وهو ما أكدت عليه وكالة الغوث "أونروا" أيضًا، على لسان مفوضها العام فيليب لازرايني، الذي قال إن "تأخير تحقيق هدنة إنسانية يزيد من خطر انتشار شلل الأطفال".
وحتى اللحظة، لاتزال فرص التوصل إلى اتفاقٍ بين المقاومة في غزة والاحتلال متدنيةٌ جدًا، نتيجة رفض بنيامين نتنياهو وقف الحرب، وإصراره على بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا ومحور نتساريم.
حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال لن تكون مجدية لوحدها في ظل عدم توفر المياه الصحية، ومستلزمات النظافة الشخصية، وانتشار مياه الصرف الصحي بين خيام النازحين
وشددت وزارة الصحة، أن حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال لن تكون مجدية لوحدها في ظل عدم توفر المياه الصحية، ومستلزمات النظافة الشخصية، وانتشار مياه الصرف الصحي بين خيام النازحين، وانعدام بيئة صحية سليمة.
يُذكر أن الصرف الصحي من أهم أسباب انتشار فيروس شلل الأطفال، ومن هنا تأتي المخاوف من انتشار سريع للفيروس في القطاع، إذ إن برك الصرف الصحي منتشرة على نطاق واسع بين المنازل وفي مخيمات النزوح، نتيجة تدمير جيش الاحتلال للبنية التحتية وقطع الكهرباء وفرض قيود على إدخال الوقود.