15-يوليو-2024
الفصائل الفلسطينية

(ultrapal)

علّم "الترا فلسطين" من مصادر خاصة، أنه من المقرر عقد اجتماع يضم 14 فصيلًا فلسطينيًا في العاصمة الصينية بكين، الأسبوع القادم بهدف عقد لقاءٍ وطني، ضمن محاولة تحقيق اختراق في ملف المصالحة العالق منذ 17 عامًا، لا سيما بعد أن بدأت بكين جهودها للانخراط في الملف الفلسطيني عقب عقدها اجتماعًا بين حركتي حماس وفتح في 29 و30 من نيسان/أبريل الماضي، الذي مهّد للقاء كان من المفروض عقده في 23 من حزيران/يونيو الماضي، لكنه تعطّل وأُجّل برغبة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتوجيهات أميركية، بحسب ما أجمعت حينها، حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في حديث سابق خاص لـ "الترا فلسطين".

وتتجه الأنظار اليوم للتحضيرات الصامتة التي تسبق الاجتماع الفصائلي، إذ أعادت الصين إرسال دعوات للفصائل بحضور اجتماع من المقرر أن يُعقد ما بعد الـ20 من تموز/يوليو الجاري، حيث كشفت مصادر خاصّة لـ "الترا فلسطين" أن بكين طلبت عدم الإفصاح عن الموعد المحدد للقاء، خصوصًا بعد أن أكّدت حركة فتح حضورها، على أمل عدم تكرار التجربة السابقة التي عطّلت الحوار.

اعتبر  مروان عبد العال أن دور الصين القادم فيما يخصّ القضية الفلسطينية سيكون إيجابيًا، لأنها تعكس إشارات جيدة للفصائل، وتسعى لتنفيذ دور مهم في المنطقة وسط التوغل الأميركي الرامي لدمج إسرائيل مع الدول العربية

ومن المتوقع أن تسافر وفود الفصائل الفلسطينية من دمشق وبيروت والدوحة والضفة الغربية، في الـ 20 من الشهر الجاري؛ لتبدأ اللقاءات بعدها بيوم أو يومين، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، خصوصًا أن الخارجية الصينية جهّزت التحضيرات كلها، واتفقت مع الفصائل على الترتيبات كافة، بما في ذلك إبلاغ من سيحضر عن كلّ فصيل.

وكان مسؤول العلاقات الوطنية في حركة فتح عزام الأحمد، ومعه عضو اللجنة المركزية سمير الرفاعي، قد شاركا في لقاء بكّين الأول، الذي جمعهما مع حماس. ويؤكد الرفاعي لـ "الترا فلسطين": أن "فتح ستكون حاضرة في الحوار القادم، وأن الأجندة التي سُتبحث، هي استكمالًا لما طُرح سابقًا في لقاء بكين، وحوار موسكو الذي عقد خلال شباط/فبراير الماضي".

ورفض الرفاعي الإفصاح عن تفاصيل "فشل اللقاء السابق" الذي اتهمت عدة فصائل فلسطينية حركة فتح بإفشاله، قائلًا: "لا نستطيع الحديث أكثر من ذلك، وهذا الموضوع حسّاس". وفي إجابته عن وجود مؤشرات إيجابية للاجتماع، أجاب: "إن شاء الله".

بدوره، أوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، مروان عبد العال، لـ"الترا فلسطين"، أن اللقاء السابق لم يُلغ، بل عُلِّق نتيجة عقبات وضعتها السلطة الفلسطينية، خصوصًا فيما يرتبط بالورقة التي اُتفق عليها بين حماس وفتح في لقاء بكين الأول، ولاحقًا تم التراجع عنها، بالإضافة إلى وجود تساؤلات لدى تيار السلطة حول مدى إلزامية المخرجات، والآن لا توجد عقبات تعرقل الحوار، لا سيما وأن الصين وعدت بأن تجهّز لقاءً آخر بعد أن تعطّل اللقاء السابق، وهذا ما حصل بالفعل.

وعن أجندة اللقاء، وإن كانت قائمة على مخرجات حوار بكّين الأول الذي تراجعت عنه فتح، اكتفى عبد العال، بالقول "إنه من الأفضل عدم الخوض في أجندة اللقاء والمخرجات المتوقعة لعدم استباق الأحداث"، مضيفًا أن الصين هي الجهة الداعية، وبلا شك سيكون لها دور وحضور في جدول الأعمال.

ولفت القيادي في الجبهة الشعبية أن "بعض الجهات الفلسطينية تعمل على توتير الأجواء قبل اللقاء المقرر في الصين، عبر إصدار تصريحات واتهامات تُحمّل المقاومة مسؤولية المجازر الإسرائيلية في غزة، وذلك بهدف التهرّب من إتمام أي اتفاق، إذ إن ما ينقص المصالحة الفلسطينية الآن، وجود استراتيجية لتنفيذ أي اتفاق، وتطبيق القرارات المتخذة".

وكانت رئاسة السلطة الفلسطينية، قد اتهمت حركة حماس في بيان لها، السبت الماضي، بأنها "شريك في تحمل المسؤولية عما يلحق بالشعب الفلسطيني من مآسٍ ونكبات على يد قوات الاحتلال، وأن حماس متهمة بتقديم الذرائع للاحتلال لمواصلة الحرب على غزة". وذلك على خلفية ارتكاب الاحتلال مجزرتين في مواصي خانيونس ومخيم الشاطئ، راح ضحيتها أكثر من 350 شهيدًا ومصابًا.

واعتبر عبد العال أن دور الصين القادم فيما يخصّ القضية الفلسطينية سيكون إيجابيًا على هذا النحو، لأنها تعكس إشارات جيدة للفصائل، وتسعى لتنفيذ دور مهم في المنطقة وسط التوغل الأميركي الرامي لدمج إسرائيل مع الدول العربية.