06-أغسطس-2024
خاص | مجلس شورى حماس في انعقاد مستمر لبحث خلافة إسماعيل هنية

(Getty) حماس لم تحسم خيارها تجاه رئاسة المكتب السياسي للحركة وكل السيناريوهات مفتوحة

تواصل حركة حماس، مشاوراتها الداخلية بهدف انتخاب رئيس جديد للمكتب السياسي للحركة، بعد اغتيال إسماعيل هنية، وسط سيناريوهات مفتوحة، وعدم حسم أي خيار، وفق ما قالت مصادر لـ"الترا فلسطين".

ورغم مضي 7 أيام على استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، لم تعلن الحركة حتى اللحظة عن هوية القيادي الذي سيخلفه، نظرًا لتغييرات مستمرة تطرأ على المشهد الانتخابي مرتبطة بالظروف الأمنية، وتعقيدات التواصل مع إقليم الحركة في قطاع غزة، وذلك "حرصًا من حماس على أن تستمر العملية الانتخابية، وفق الضوابط القانونية المحددة، تبعًا لما ورد في اللوائح الداخلية للحركة"، بحسب مصادر "الترا فلسطين".

مصادر لـ"الترا فلسطين": مجلس شورى حماس مستمر في مباحثاته، بهدف بحث انتخاب رئيس جديد للمكتب السياسي للحركة، ولن تعلن الحركة عن اسمه إلّا بعد استكمال المشاورات

وكانت وسائل إعلام عربية وأخرى إسرائيلية نقلت عنها، نشرت ما مفاده "انتخاب محمد إسماعيل درويش، المعروف بـ أبو عمر حسن، والذي يرأس مجلس الشورى العام لحماس، رئيسًا للمكتب السياسي القادم للحركة".

ويرأس "أبو عمر حسن"، مجلس الشورى العام لحركة حماس، ويُعدُّ مجلس الشورى من أعلى هيئات الحركة، فهو الذي يُعيّن ويُنسب إدارة الملفات، إذ يضم شخصيات قيادية من أقاليم الحركة الثلاثة "قطاع غزة، والضفة الغربية، والخارج" في أعلى إطار قيادي، المعروف بـ "المكتب التنفيذي"، الذي يضم 18 قياديًا من المكتب السياسي.

غير أن مصادر مقرّبة من الحركة، نفت لـ"الترا فلسطين"، أن يكون مجلس شورى حماس قد أنهى مشاوراته، التي من خلالها يعلن فيها عن اسم الرئيس القادم للحركة.

وأشارت المصادر إلى أن الأسماء التي ترد عبر تسريبات إعلامية، حتى ولو تبيّن لاحقًا أنها صحيحة، فإنها "تُقرأ على كونها شكلًا من أشكال الضغط الإسرائيلي الناعم على الحركة عبر وسائل إعلام عربية وإسرائيلية، تنشر مجموعة من الأخبار غير المؤكدة وشائعات متعمدة، في سياق دفع حماس إلى الإسراع في الإعلان عن هوية رئيس المكتب السياسي القادم".

وأجمعت المصادر التي تحدثت لـ"الترا فلسطين"، أن "حماس لم تتجاوب مع الضغوط العسكرية الكبيرة، وتلقائيًا لن تتأثر بأساليب الضغط الناعمة، وأنها لن تعلن عن اسم القيادي القادم إلا بعد حوارات مكتملة".

وكان من المتوقع أن تعلن حماس خلال الـ 48 ساعة الماضية عن خليفة لهنيّة، إلا أن المصادر أشارت إلى أن المشاورات ما زالت مستمرّة حتى اللحظة، وتأخذ "وقتها اللازم نظرًا للظروف الأمنية في التواصل مع أعضاء الشورى في قطاع غزة، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى للضغط الإعلامي، بهدف دفع الحركة للكشف عن تفاصيل مرتبطة بأفراد المجلس الذي تغطيه سرّية تامة حول قانونه وطبيعة عمله، وآلية اتخاذ القرارات فيه"، وفق ما ورد.

ويتألف مجلس شورى حماس العام من الأقاليم الثلاثة للحركة "قطاع غزة والضفة الغربية والخارج"، ومكون من 51 قياديًا لا تعلن حماس عنهم، وتحافظ على سرّية تامة في طبيعة المشاورات، فيما بينهم عند اختيار رئيس الحركة.

وكان "الترا فلسطين"، قد كشف في وقت سابق أن رئيس مجلس الشورى لحماس، قيادي يعرف باسم "أبو عمر حسن"، وهو من القادة المحسوبين على إقليم الضفة الغربية، ولا يُعرف عنه أي معلومة حتى الآن باستثناء اسمه.

وبحسب المصادر، فإن السيناريوهات جميعها ما زالت قائمة، ومن بينها أن يتم انتخاب قيادي دون الكشف عن اسمه، أو انتخاب أحد رؤساء أقاليم الحركة، أو انتخاب قيادي غير الأسماء التي تم تداولها إعلاميًا بحجّة أنها مرشّحة بقوة، أو أن يؤجل الإعلان عن شخص رئيس الحركة إلى موعد الانتخابات الداخلية المقررة في شباط/فبراير القادم (ما لم يطرأ أي تغير وفق الظروف).

ووفق المصادر، حال التأجيل إلى حين الانتخابات: "تأخذ المباحثات حينها لتكون في مجراها الطبيعي بشكل توافقي وفق النظام الأساسي، إذ أنه في ظل غياب رئيس المكتب السياسي، من المفترض أن يحلّ مكانه نائبه، وفي ظل غياب الأخير، ينعقد مجلس الشورى لانتخاب رئيسٍ للمكتب السياسي، وخلال فترة التحضير للانتخابات تكون مهمة رئيس مجلس الشورى مرتبطة بترتيب عملية الانتخاب، والتنسيق بين الهيئات القيادية للحركة".

وكان رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حماس، خليل الحيّة، قال في كلمة خلال عزاء إسماعيل هنية بالدوحة، إن لحماس قيادة موحدة. وأضاف: "لا تقلقوا على حماس، فقد غادرنا قائد، ولكن الحركة تدار عبر مؤسساتنا، فلا فراغ باستشهاد القائد، وبفضل الله نعقد اجتماعاتنا وندير أعمالنا بكل مسؤولية، وما هي إلا أيام وننهي مشاوراتنا لاختيار قائد جديد لهذه الحركة، ليمضي على طريق إسماعيل هنية".

واليوم الثلاثاء، قال مسؤول مكتب الإعلام في حماس وعضو مكتبها السياسي عزت الرشق: "ما تتداوله بعض وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي عن تكليف أسماء معينة بشغل موقع رئاسة الحركة، غير صحيح. وستبادر الحركة إلى الإعلان عن نتائج مشاوراتها  حال الانتهاء منها".