09-نوفمبر-2024
مجاعة شمال غزة

صورة أرشيفية: طفلة مصابة بسوء تغذية تتلقى العلاج في مستشفى بغزة

حذرت "لجنة مراجعة المجاعة"، من "احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة"، مطالبة، في تقرير نقلته وكالة رويترز يوم الجمعة، باتخاذ إجراءات فورية لوقف الوضع الكارثي.

لجنة مراجعة المجاعة: من المرجح أن يكون أيّ شيءٍ شهدناه حتى الآن في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ضئيلاً أمام هذه الكارثة التي تلوح في الأفق

و"لجنة مراجعة المجاعة"، هي لجنةٌ مستقلةٌ من خبراء عالميين في الأمن الغذائي، تقوم بمراجعة النتائج التي توصل إليها مرصد الجوع العالمي، وهو معيار معترف به دوليًا يُعرف باسم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC).

وقالت "لجنة مراجعة المجاعة"، إنه يمكن افتراض أن المجاعة وسوء التغذية والوفيات الزائدة بسبب سوء التغذية والمرض تتزايد بسرعة في شمال غزة، مضيفة أن عتبات المجاعة ربما تم تجاوزها بالفعل، أو سيتم تجاوزها في المستقبل القريب.

وتابعت: "مطلوب اتخاذ إجراءات فورية، في غضون أيام وليس أسابيع، من جميع الجهات الفاعلة التي تشارك بشكل مباشر في الصراع، أو التي لها تأثير على سيره، لتجنب هذا الوضع الكارثي والتخفيف من حدته".

وأكدت اللجنة، أن في حال عدم اتخاذ أي إجراء فعّال من قبل الجهات المعنية ذات النفوذ، "فمن المرجح أن يكون أيّ شيءٍ شهدناه حتى الآن في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ضئيلاً أمام هذه الكارثة التي تلوح في الأفق".

ويُعرِّف التصنيف الدولي لمرحلة الأمن الغذائي المتكامل، المجاعة بأنها عندما يعاني 20 في المئة على الأقل من سكان منطقة ما من نقص حاد في الغذاء، مع وجود 30 في المئة على الأقل من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، ووفاة شخصين من كل 10 آلاف شخص يوميًا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.

ويأتي هذا التحذير قبل أيام فقط من الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي لتحسين الوضع الإنساني في غزة أو مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن جيش الاحتلال لم يستجب حتى الآن للطلب الأميركي، بل إن مسؤولاً في الجيش أعلن قبل أيام عدم السماح للنازحين الذين هُجّروا قسرًا من شمال القطاع بالعودة إلى منازلهم.

وتشير تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 75 ألفًا إلى 95 ألفًا فلسطينيًا مازالوا يتواجدون في شمال قطاع غزة.

ومنذ تجدد العدوان الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر، انخفضت كمية المساعدات التي تدخل غزة إلى أدنى مستوى لها منذ عام، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة. واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل مرارًا وتكرارًا بعرقلة ومنع محاولات إيصال المساعدات، خاصة إلى شمال غزة.

متوسط عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة في أواخر تشرين أول بلغ حوالي 58 شاحنة يوميًا، بعدما كان العدد يصل إلى نحو 200 شاحنة يوميًا في شهري أيلول وآب

وأكد جان مارتن باور، مدير الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن متوسط عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة في أواخر تشرين أول/أكتوبر بلغ حوالي 58 شاحنة يوميًا، بعدما كان العدد يصل إلى نحو 200 شاحنة يوميًا في شهري أيلول/سبتمبر، وآب/أغسطس، "وهذا انخفاضٌ كبيرًا جدًا" بحسب قوله لوكالة رويترز.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت، خلال الشهر الماضي، من أن قطاع غزة بأكمله معرضٌ لخطر المجاعة. في حين وصف مسؤولون كبار في الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، الوضع في شمال قطاع غزة بأنه "مروع" وأن الجميع هناك "معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والعنف".