04-أغسطس-2024
الكابينت

إجماع لدى قيادة الاحتلال على تنفيذ هجوم معاكس في حال رد إيران وحزب الله على الاغتيالات

أكد خبراء ومحللون ومراسلون عسكريون إسرائيليون، أن حزب الله وإيران سيردان بقوة على عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر في بيروت، كما أن إسرائيل سوف ترد على أي عملية من الجانبين، وهذا قد يؤدي لاندلاع حرب إقليمية.

في إسرائيل هناك افتراضٌ بأن إيران ستهاجم أهدافًا عسكرية، ليس فقط في الجنوب بل ربما في منطقة تل أبيب الكبرى أيضًا، ومخاوف من استخدام صواريخ غير دقيقة في الهجوم

ورصد الترا فلسطين تغطية وسائل إعلام إسرائيلية للرد المرتقب من حزب الله وإيران، إذ يؤكد بعض المعلقين أن الولايات المتحدة تسعى لتشكيل تحالف دفاعي بالتعاون مع دول المنطقة لحماية إسرائيل.

احتمال الحرب قائم

يتوقع تامير هايمان، رئيس معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن يكون رد حزب الله استثنائيًا وغير مسبوق من الحزب، وسيشكل تحديًا كبيرًا لإسرائيل، وبعدها سيكون على إسرائيل أن تقرر إن كانت سترد على رد حزب الله.

وقال: "حينها، إذا قمنا بالرد بشكل موسع، فهذا قد يؤدي إلى الحرب. وإذا تدحرج الوضع إلى الحرب، فهذه لن تكون حربًا وجودية بالنسبة لدولة إسرائيل".

من جانبه، ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 الإسرائيلية، أكد أن حزب الله لا يريد الحرب، ولكنه يعلم أن الرد بقوة -على اغتيال فؤاد شكر- سيؤدي لاندلاع الحرب، ولذلك شرع بالفعل في الاستعداد لها، مضيفًا أن التقديرات تشير إلى أن الرد الذي سينفذه حزب الله سيكون قويًا، وعلى الأرجح سيبحث عن أهداف عسكرية داخل مناطق مدنية.

وعلى هذا الأساس، خلص بن دافيد إلى أن مخاطر اندلاع الحرب كبيرة.

من جانبه، يوسي يهوشع، محلل الشؤون العسكرية في "يديعوت أحرنوت"، قال إن في إسرائيل يعتقدون بأن كل الاحتمالات حول رد حزب الله واردة، ويستمعون بتركيز كبير لتصريحات حسن نصر الله، فهو يتحدث عن نيته الرد، وعندما يتطرق للمدنيين فإنه يقصد، بحسب التقديرات في إسرائيل، قصف تل أبيب.

وبين يوسي يهوشع، أن مسؤولين في المنظومة الأمنية الإسرائيلية يعتقدون أنه ربما من الصائب استباق رد حزب الله بتنفيذ هجوم على لبنان.

أما بخصوص الرد الإيراني، فيقول روعي شارون، محلل الشؤون العسكرية في هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن الجيش والأجهزة الاستخبارية في حالة استنفار قصوى، وأحد الاحتمالات التي يتأهبون لها في إسرائيل هو إطلاق صواريخ من إيران على قواعد الجيش في وسط البلاد.

وأوضح روعي شارون، أن في إسرائيل هناك افتراضٌ بأن إيران ستهاجم أهدافًا عسكرية، ليس فقط في الجنوب كما حدث في شهر نيسان/ابريل الماضي، بل ربما في منطقة تل أبيب الكبرى أيضًا.

وبيّن شارون، أن هناك مخاوف في إسرائيل من استخدام إيران لصواريخ غير دقيقة في الهجوم، لأن هذه الصواريخ قد تضرب المحيط المدني وتؤدي لسقوط قتلى مدنيين.

واستعرض محللون إسرائيليون الرد الإسرائيلي المتوقع على إيران وحزب الله في حال تنفيذهما ردًا على الاغتيالات في طهران وبيروت.

دانا فايس، محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12 الإسرائيلية، أوضحت أن اجتماعًا عُقد يوم الخميس الماضي واستمر حتى ساعات الفجر، ضم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش، وقادة المنظومة الأمنية، وكان هناك إجماعٌ على تنفيذ هجوم معاكس في حال ردت إيران أو حزب الله على الاغتيالات في طهران وبيروت، مدعية أن إسرائيل رغم ذلك تُفكر في كيفية تجنب أن يؤدي ردها لحرب شاملة.

وبحسب المراسل العسكري للقناة الـ14، هيلل بيتون روزين، فإن المجلس السياسي - الأمني المصغر "الكابنيت" قرر أنه في حال تعرض سكان "مدنيون" لهجوم من "أي دولة معادية"، فسيتم الرد بسرعة وقوة بغض النظر من تكون هذه الدولة.

تحالف لحماية إسرائيل

وفي حديثه عن حالة التأهب في إسرائيل، قال نير دفوري، مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12، إن الجيش وأجهزة الاستخبارات في حالة تأهب قصوى لكل الاحتمالات والسيناريوهات في كل جبهة، وهذا يشمل منظومة الدفاع الجوي في كل أنحاء البلاد، وعلى مستوى الدفاع الإقليمي، حيث يتم التنسيق مع دول صديقة وحليفة بالتنسيق مع الولايات المتحدة من أجل بناء دفاع مشترك.

وأوضح نير دفوري، أن أحد الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل أنه إذا حدث شيء ما، فسيكون الرد قويًا جدًا، "حتى لا تتآكل الإنجازات التي رأيناها في الأيام الماضية" وفق قوله.

الجيش الإسرائيلي والأجهزة الاستخبارية في حالة استنفار قصوى، وأحد الاحتمالات التي يتأهبون لها في إسرائيل هو إطلاق صواريخ من إيران على قواعد الجيش في وسط البلاد

من جانبه، اللواء احتياط رونين مانيليس، المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال، قال في مقابلة مع القناة الـ12، إن وجود تحالف غربي وإقليمي مهمٌ جدًا لإسرائيل في مثل هذه الأوضاع، مضيفًا، "يجب أن لا نعتاد على فكرة أنه طالما أن الجمهور مستعد للبقاء في الملاجئ، فيمكننا مواصلة الحرب في سبع جبهات مفتوحة على مدار 11 شهرًا".

ويؤكد مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13، أن تشكيل تحالف ضد إيران بعد قصف السفارة الإيرانية في دمشق، واغتيال الجنرال حسن مهداوي حينها، استغرق 13 يومًا، "أما هذه المرة فتشكيل التحالف أكثير تعقيدًا" حسب قوله.

وقال: "الأميركيون والبريطانيون إلى جانبنا، لكن الدول السنية المعتدلة التي ساعدت إسرائيل ضد الرد الإيراني في 14 نيسان/ابريل ليس مضمونًا أن تتجند بنفس الحماسة هذه المرة".

يُشار أن الجنرال الأميركي مايكل كوريلا بدأ زيارة إلى المنطقة ستشمل إسرائيل والأردن وعدة دول خليجية، يقول موقع "أكسيوس" إنها تهدف إلى إقناع الدول التي شاركت في التصدي لهجوم 14 نيسان/ابريل الماضي في تكرار الأمر ذاته، لكن الموقع أكد أن إدارة بايدن قلقة من أن هذا التحالف قد لا يتكرر هذه المرة.