الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
أكد الخبير الاقتصادي الإسرائيلي شلومي معوز، أن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الإسرائيلي ستتواصل لسنوات مقبلة. جاء ذلك في مقال نشره في موقع واللا، استعرض فيها الخسائر التي لحقت بشتى قطاعات الإنتاج في إسرائيل نتيجة استمرار حرب غزة 2023.
دعا إلى "تقصير مدة الحرب حتى لو أدى ذلك إلى تزايد الإدانات الدولية"، ما يعني أن شلومي معوز يدعو لزيادة كثافة النيران والتدمير التي يُفترض أن تجبر المقاومة في قطاع غزة على الاستسلام
وشدد شلومي معوز بأن الاقتصاد الإسرائيلي غير مستعد لحرب استنزاف تستمر لأشهر، فمثل هذه الحرب ستلحق الضرر بأسس الاقتصاد الإسرائيلي، وهي أضرار ستستمر عواقبها لسنوات عديدة قادمة.
وأشار معوز إلى أن أعمال بناء الشقق السكنية شهدت تراجعًا حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر من عام 2023 مقارنة بذات الفترة من العام 2022، وبعد 7 أكتوبر، أصبح النشاط في البناء السكاني ضعيفًا للغاية بسبب الحظر المفروض على دخول عمال من الضفة الغربية، هذا عدا عن ارتفاع تكاليف العمل في هذا المجال، بسبب الاعتماد على عمال البناء الصينيين واليهود والعرب من داخل الخط الأخضر، وهذا كله يجعل قطاع البناء هو الأكثر تضررًا نتيجة حرب غزة 2023.
وأفاد بأن نطاق التوظيف خلال شهر كانون أول/ديسمبر انخفاض إلى العتبة الدنيا في مجالات الخدمات والصحة والرعاية الاجتماعية والفن والترفيه، في مقابل تضاعف نسبة التغيب عن العمل، ويهود ذلك إلى استدعاء جنود خدمة الاحتياط للمشاركة في الهجوم البري على قطاع غزة، مؤكدًا أن العديد من الشركات الصغيرة سوف تنهار بسبب غياب الطلب على الخدمات أو المنتجات التي تقدمها.
وأشار شلومي معوز إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات، الذي يعتمد عليه الاقتصاد الإسرائيلي، واجه قبل حرب غزة 2023 انخفاضًا في الاستثمارات، والآن، مع اقتراب الحرب من إتمام شهرها الثالث ظهرت زيادة "مثيرة للقلق" في عدد الشركات العاملة في قطاعي التكنولوجيا الفائقة والمالية التي أبلغت عن أضرار جسيمة في الدخل.
وتساءل شلومي معوز: "من سينقذ العمود الفقري للاقتصاد الإسرائيلي؟ يجب على الجيش أن يفهم أن حربًا طويلة تستمر أشهرًا مقبلة مع الحجم الحالي من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لتأدية الخدمة العسكرية، يمكن أن تدمر الفرع الذي يعتمد عليه الجيش، وهو الاقتصاد القوي الذي يمكنه ويجب عليه تمويل الحروب التي يخوضها الجيش. يجب على الجيش الإسرائيلي أن يفهم أن الاقتصاد القوي هو الظهير والداعم للجيش."
وحذر معوز من أن الضرر الذي يلحق بالاقتصاد نتيجة لحرب غزة 2023 قد يستمر لسنوات قادمة، ويرجع ذلك أساسًا إلى الضرر الذي يلحق بتكوين رأس المال البشري الذي يعتمد عليه الاقتصاد الإسرائيلي.
وشدّد على وجوب استعادة مؤشر ثقة المستهلك في الاقتصاد الإسرائيلي الذي انهار في شهر تشرين ثاني/نوفمبر إلى سالب 29، بعد أن كان قد انخفض إلى سالب 24 في تشرين أول/أكتوبر من سالب 18% في أيلول/سبتمبر.
وتابع: "يجب ألا تستنفد حرب الاستنزاف المستمرة محركات نمو الاقتصاد، ولهذا نحتاج إلى حكومة مسؤولة يمكنها بناء موازنة منظمة لعام 2024 مع المزيد من ميزانيات التدريب المهني، وتعويض الشركات التي تذبل وتعاود الظهور، وميزانيات لدعم الشركات الناشئة، ولدعم صناعة التكنولوجيا الفائقة التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد، وميزانيات للاستثمار في نظام تعليمي ذي صلة بالاقتصاد الحديث، وفي نفس الوقت للاستثمار في البنى التحتية المطلوبة التي يفتقر إليها الاقتصاد الإسرائيلي".
ودعا إلى "تقصير مدة الحرب حتى لو أدى ذلك إلى تزايد الإدانات الدولية"، ما يعني أن شلومي معوز يدعو لزيادة كثافة النيران والتدمير التي يُفترض أن تجبر المقاومة في قطاع غزة على الاستسلام، حتى لو أدى ذلك إلى تصاعد الإدانات الدولية المتزايدة أصلاً لجرائم الاحتلال.