تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية، في واشنطن حول البيت الأبيض، يوم السبت، رفضًا لموقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من العدوان الإسرائيلي على غزة، مع الدعوة إلى وقف المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع.
وسار المتظاهرون، الذين كانوا يحملون لافتات تنتقد بايدن والأعلام الفلسطينية ويرتدون اللون الأحمر، حول البيت الأبيض، بهدف إقامة خط أحمر في محيطه، في خطوة لرمزية لإظهار تجاوز إسرائيل لكل المطالبات الأميركية والدولية بعدم الهجوم على رفح، وعدم التزام بايدن بحديثه عن معارضة عملية رفح.
وامتدت المظاهرات عبر شارعين يتألف كل منهما من 6 أحياء، فيما كان تواجد الشرطة مكثفًا، واستخدمت شرطة بارك الأمريكية رذاذ الفلفل ضد أحد المتظاهرين مرة واحدة على الأقل.
المظاهرة في واشنطن تطالب بعدم إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وتهدف للضغط على بايدن
ولم يكن بايدن في البيت الأبيض، بل في فرنسا، حيث انضم إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حفل عشاء رسمي في باريس مساء السبت. لكن الأصوات المعارضة في العاصمة الأميركية سلطت الضوء على التحديات التي يواجهها على الصعيد الداخلي في الوقت الذي يحاول فيه تشكيل موقف "يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس ويدعو إلى وقف سريع للأعمال العدائية".
وقالت ناس عيسى، المتحدثة باسم حركة الشباب الفلسطيني، وهي إحدى المجموعات ذات الميول اليسارية التي نظمت احتجاج يوم السبت: "لا يوجد عالم يمكنني أن أصوت فيه بثقة لصالح بايدن. إذا لم يغير بايدن مساره ويحاسب نتنياهو والحكومة الإسرائيلية بشكل عام، ففي أي ظروف سيكون من المقبول لأي شخص ذو ضمير أن يصوت لصالحه؟".
وبعد ظهر يوم السبت، أنشأ بعض المتظاهرين حلقة على طول محيط البيت الأبيض الذي يبلغ طوله ميلًا، وقاموا بوضع قطع متتالية من الورق الأحمر الذي كتب عليه أسماء أكثر من 36 ألف فلسطيني استشهدوا خلال الحرب.
وكان الهدف من هذا التنسيق هو إبراز خط أحمر، ارتبط بالحديث العالمي والأميركي عن معارضة الهجوم على رفح.
وفي انتقاد صريح لبايدن وإدارته، بعد قولهم إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت عن سقوط عشرات الفلسطينيين في مدينة رفح بغزة لا ترقى إلى مستوى الخط الأحمر بالنسبة لإسرائيل. وقال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن "الولايات المتحدة ستحتاج إلى عملية برية كبيرة، وليس غارات جوية، لتكثيف ضغوطها على إسرائيل".
وتكرر شعار طوال المظاهرة، وهو "خط بايدن الأحمر كان كذبة!". وقال المتظاهرون الذين تجمعوا يوم السبت لممارسة الضغط السياسي على بايدن إن أكبر مطلبهم هو تجميد جميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل حتى تتوقف الحرب. وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات.
وقالت أليكسيا سامانو، وهي متظاهرة سافرت إلى واشنطن من أورلاندو بولاية فلوريدا: "نحن نقوم بتمويلها. توقف [بايدن] عن تمويل هذا".
ولم يتم إجراء أي اعتقالات حتى وقت متأخر من بعد ظهر يوم السبت، عندما انتهى عشرات الآلاف من المتظاهرين من السير حول محيط المنطقة، وفقًا لسلطات إنفاذ القانون الأميركية.