الترا فلسطين | فريق التحرير
بعد ظهر يوم الأحد، نشر مستوطنون من التجمع الاستيطاني "غاف ههار" دعوة للتجمع عند الساعة الخامسة مساء على مفترق حوارة، للمشاركة في "الاحتجاجات" على عملية حوارة، قبل أن يتبيّن أن الاحتجاجات هي "جولة اعتداءات متزامنة" -كما وصفتها قناة كان- في قرى جنوبي نابلس، شارك في تنفيذها مئات المستوطنين من جميع الفئات العمرية، ومن الذكور والإناث أيضًا.
بخلاف الجزء الأكبر من المستوطنين في شمال الضفة الغربية، الذين يصنفون في الدوائر الأكاديمية الإسرائيلية بأنهم مستوطنون باحثون عن رغد العيش، فإن المستوطنين في تجمع "غاف ههار" ينتمي غالبيتهم إلى تيار الصهيونية الدينية
يُذكر أن سلسلة مستوطنات "غاف ههار" -أو "سنام الجبل"- تتكون من مستوطنات كبيرة نسبيًا هي: ايتمار (مقامة على أراضي عورتا وبيت فوريك)، ألون موريه (مقامة على أراضي بيت فوريك)، هار براخا (أراضي بورين وكفر قليل وعراق بورين)، يتسهار (أراضي بورين ومادما وعصيرة القبلية وعوريف وعينبوس وحوارة)، ويتبع لكل واحدة منها عددٌ كبيرٌ ومتغيرٌ من البؤر الاستيطانية غير المرخصة، وهذه البؤر معاقل لتنظيم تدفيع الثمن. ويُشكل مجموع هذه المستوطنات عنقودًا يفصل مدينة نابلس عن الغور وعن جنوبها الشرقي.
ومصطلح بؤر استيطانية غير قانونية يستخدمه جيش الاحتلال وإعلامه للدلالة على المستوطنات التي يقيمها المستوطنون بمبادرة ذاتية قبل الحصول على تصاريح بناء، وهي في الغالب معاقل لتنظيم تدفيع الثمن الإرهابي الذي ينفذ هجمات تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، ومع ذلك فإن جيش الاحتلال يقدم لها الحماية والكهرباء والمياه.
ويبلغ عدد المستوطنين في تجمع "غاف ههار" أو "سنام الجبل" الاستيطاني، 8500 مستوطن. وتُصنف المستوطنات في هذا التجمع بأنها النواة الصلبة الأيديولوجية للاستيطان. وبخلاف الجزء الأكبر من المستوطنين في شمال الضفة الغربية، الذين يصنفون في الدوائر الأكاديمية الإسرائيلية بأنهم مستوطنون باحثون عن رغد العيش، فإن المستوطنين في تجمع "غاف ههار" ينتمي غالبيتهم إلى تيار الصهيونية الدينية، والبقية ينتمون إلى التيار الحريدي الذي يميل للتيار القومي الاستيطاني.
وأظهر السلوك الانتخابي لمستوطني "غاف ههار" في جولات الانتخابات الأخيرة أنهم يؤيدون المستوطن بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل حاليًا حقيبة وزارة المالية والمسؤول أيضًا عن الإدارة المدنية، ومن هنا يمكن فهم وصف زعيم المعارضة يائير لابيد للإرهابيين الذين نفذوا هجمات أمس بأنهم "ميليشيات سموتريتش".
ويتبع لمستوطنة يتسهار عددٌ من البؤر الاستيطانية التي يتغير عدد المتواجدين فيها، وهي في الواقع قواعد هجومية متقدمة لتنظيم "تدفيع الثمن" تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى حقولهم. وهذه البؤر هي: "غفعات لهيفا"، "تكوما"، "ميجد شمايم"، "حفات شاكيد"، "نحلاة"، "شلهيبت"، "شلهيبت هــ"، "كومي أوري".
أظهر السلوك الانتخابي لمستوطني "غاف ههار" في جولات الانتخابات الأخيرة أنهم يؤيدون المستوطن بتسلئيل سموتريتش، ومن هنا يمكن فهم وصف زعيم المعارضة يائير لابيد للإرهابيين الذين نفذوا هجمات أمس بأنهم "ميليشيات سموتريتش"
أبرز هذه البؤر هي بؤرة "كومي أوري"، التي يعتبر عناصر "تدفيع الثمن" المكون الأساسي لها، وهم ذكور في مقتبل العمر ليس لديهم أي عمل أو تأهيل علمي أو مهني، ومن خلفيات أسرية مفككة، وينطلقون من هذه البؤرة لتنفيذ هجمات لتخريب الحقول والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم.
وفي هذه المستوطنات نسبة كبيرة من المستوطنين الذين ينضمون للوحدات القتالية في الخدمة الإلزامية في الجيش، بل أن غالبيتهم قادمون من داخل الخط الأخضر، خلافًا لمستوطنات أخرى في الضفة الغربية لا يخدم عناصرها في جيش الاحتلال بسبب تطرفهم وسلكوهم السيئ، وبسبب قناعتهم بعدم جواز الاختلاط في الجيش.
وأبرز المؤسسات في مستوطنة "يتسهار" (الموجودة ضمن تجمع غاف ههار) هي مدرسة "عود يوسف حاي" -يوسف لم يزل حيًا- التي تشجع طلبتها على الاعتداء على الفلسطينيين، وفق تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس"، وقد أسسها ودرس فيها الحاخام يتسحاق شبيرا، مؤلف كتاب "توراة الملك" الذي يُبيح قتل الأطفال الفلسطينيين الرُّضع. كما أن أستاذة علم التربية في الجامعة العبرية في القدس، البروفيسور نوريت بيلد إلحنان، أكدت أن المنهاج الدراسي في هذه المدرسة يعزز العنصرية ضد العرب.
وينتمي لهذه المدرسة جزءٌ كبيرٌ من عناصر "تدفيع الثمن" في البؤر الاستيطانية، وهي تحصل على تحويلها من وزارة المعارف الإسرائيلية. أما الجزء الآخر من عناصر تنظيم "تدفيع الثمن" المنتشرين في البؤر الاستيطانية فيذهبون للدراسة في مدرسة "ثمار إسرائيل" الدينية المتطرفة الموجودة في مستوطنة "راحيلم"، وهي الأقرب جغرافيًا لتجمع "غاف ههار"، وهؤلاء أيضًا أظهر تحقيق تلفزيوني إسرائيلي أنهم شاركوا في عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين.