"ببساطة نحطّم بابًا زجاجيًا أو نافذة، ثم نسكب البنزين داخل المنزل، ونشعل الزجاجة الحارقة ونقذفها، ونقوم بكتابة شعار جباية الثمن، حتى لا نعرقل عملية الهرب". هذا النص مقتبس حرفيًا من كتاب "ملكوت الشر"، لمؤلفه موشيه أورباخ، الذي تم اعتقاله لضلوعه في إحراق "كنيسة السمك والخبز" الأثرية الواقعة في قرية الطابغة الفلسطينية المُهجرة على الشاطئ الشمالي الغربي لبحيرة طبريا.
بحسب إحدى وثائق "ملكوت الشر"، فإنهم يتطلعون لتقويض الاستقرار، وإشاعة الفوضى لبناء دولة شريعة بدلاً من إسرائيل، من خلال سفك دماء الفلسطينيين وتفجير مقدساتهم
في مقطع آخر من وثائق "ملكوت الشر" يقول موشيه أورباخ: "أحيانًا يتملّكنا الملل من إلحاق الأذى بالممتلكات، نريد توجيه ضربة توضح للملعونين، أننا نريد ببساطة إضرام النار في منزل على من فيه. ما الفرق؟ إنّ إضرام النار في مسجد أو سيارة لا يقود لمواجهة مباشرة مع العرب".
وفي أعقاب حرق كنيسة "السمك والخبز" في شهر حزيران/ يونيو 2015، وجدت الحكومة الإسرائيلية نفسها أمام ضغوط دولية أوروبية وغربية لمحاكمة الإرهابيين اليهود، وفي سياق التحقيقات عُثر على الكتاب. وفي أواخر شهر تموز/ يوليو من نفس العام، نفّذ عناصر من تنظيم "جباية الثمن" اليهودي عملية إحراق أسرة دوابشة في قرية دوما جنوب شرق نابلس، الجريمة تمت خطواتها بالتسلسل كما ورد في "ملكوت الشر"، حيث خط الإرهابيون شعارات على الجدران، ثم حطّموا الزجاج وقذفوا قنبلة حارقة داخل المنزل ولاذوا بالفرار، وبنفس الطريقة تم إضرام النار في الكنيسة، وتولى المحامي ايتمار بن غفير الدفاع عن المتهم الرئيس في قضية "السمك والخبز"، أما موشيه أورباخ فكان نصيبه حكمًا مخففًا بالسّجن لم يتجاوز عامين، لتحريضه على العنف ضد غير اليهود.
وبثّت القناة 13 الإسرائيلية تقريرًا عن جمعية "أسيرايخ" التي تعني بالعربية "أسرى إسرائيل"، وتقدم الدعم المالي للإرهابيين اليهود الذين أدانتهم محاكم إسرائيلية بتنفيذ عمليات إرهابية أسفرت عن قتل فلسطينيين. وبين اليهود الذين يتلقون دعم هذه الجمعية، من نفذوا عملية خطف وحرق الطفل محمد أبو خضير في القدس، وكذلك من نفذوا عملية حرق أسرة دوابشة.
ووفق ما ذكرته القناة الإسرائيلية في حينه فإن المحامي حنمل دروفمان، المقرّب من ايتمار بن غفير وأحد قادة حزبه الذي وقع اتفاق الانضمام للحكومة الإسرائيلية المقبلة، هو أحد أركان جمعية "أسيرايخ" ومستشارها القانوني، وهو أيضًا من قدّم الوثائق للحصول على موافقة الاعتراف بـ "شلوم آسيرايخ "على أنها جمعية مسجّلة لدى مُسجل الجمعيات المرخصة.
وتدرّب حنمل دروفمان، في مكتب ايتمار بن غفير للمحاماة، وتزوّج من ابنة أحد مقربي بن غفير، مؤسس منظمة "لهافا" الحاخام بنتسي غوبشتين أحد قيادات حركة "كاخ" الإرهابية التي تنفذ المنظمة اعتداءات تستهدف أبناء القدس والفلسطينيين داخل الخط الأخضر بحجة منعهم من الاقتراب من اليهود؛ لتفادي "إغواء" شابات يهوديات بالزواج منهم، وغالبية عناصرها من تيار "الصهيونية الدينية" الاستيطاني كما يُسيّر أفراد المنظمة دوريات في غرب القدس بانتظام، حيث تستفرد بالعمال العائدين من أماكن عملهم في ساعات متأخرة، ويتم التنكيل بهم.
وتخضع منظمة "لاهافا" عناصرها وهم في غالبيتهم من تيار الصهيونية الدينية الاستيطاني لتدريبات قتال الشوارع، من أجل تأهيلهم على تنفيذ الاعتداءات التي تشمل أيضًا الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.
وفي تقريرها، أوردت القناة 13 الإسرائيلية اسم رئيس الجمعية على عجل ولم تشر إلى خلفيته وأنه مؤلف كتاب "ملكوت الشر"، وأشارت إلى أنّ "جمعية أسيرايخ" تقوم بجمع التبرعات للمخربين اليهود ومنحهم مصروفًا في السجن، وقالت إنه وبالإضافة لمصاريف أخرى تحت قيادة موشيه أورباخ، تجنّد الجمعية وبدون اعتذار وبفخر، أموالًا لمخربين يهود، وتقوم بإيداعها في حسابات المسجونين داخل السجون، وعندما ننظر إلى إعلانات الجمعية، يصعب التصديق لصالح من تعمل: يوسف حاييم بن دافيد، قاتل الفتى محمد أبو خضير، عميرام بن اوليئيل الذي أدين بتنفيذ عملية الحرق في دوما التي قتل فيها الرضيع علي دوابشة، وكذلك للمخرب اليهودي جاك تايتل الذي تمت إدانته بـ حادثتي قتل فلسطينيين"، واعتقل جهاز "الشاباك" الإرهابي جاك تاتيل بعد 13 سنة من قتله فلسطينيين، لكن الاعتقال جاء بعد محاولته اغتيال شخصية إسرائيلية يسارية.