أعادت عملية القصف على كرم أبو سالم، يوم السبت 5 أيار/مايو 2024، إحياء الذاكرة المؤلمة للاحتلال الإسرائيلي حول عمليات المقاومة الفلسطينية في كرم أبو سالم، شرق رفح، جنوب قطاع غزة، حيث يوجد موقع عسكري لجيش الاحتلال، وعلى بعد نحو 2 كم منه يقع معبر كرم أبو سالم، الذي يُستخدم في إدخال الوقود والبضائع إلى قطاع غزة.
قصفت كتائب القسام، موقعًا عسكريًا في كرم أبو سالم، بقذائف "رجوم". وإثر ذلك، أعلن جيش الاحتلال مقتل ثلاثة جنود
وقصفت كتائب القسام، موقعًا عسكريًا في كرم أبو سالم قرب المعبر، بقذائف "رجوم". وإثر ذلك، أعلن جيش الاحتلال مقتل ثلاثة جنود، بينما أكدت القناة 12 وجود 11 إصابة أخرى.
وشهدت العشرين سنة الماضية عمليات لافتة للمقاومة، استهدفت كرم أبو سالم، وأسفرت عن قتلى وجرحى، إضافة إلى أسر جنود وضباط.
عملية الوهم المتبدد
نفذت كتائب القسام، بالتعاون مع ألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام، عملية صباح يوم الأحد 25 حزيران/يونيو 2006، نجحت خلالها في قتل جنديين إسرائيليين، وأسر الجندي جلعاد شاليط من قلب دبابته.
انطلقت عملية الوهم المتبدد بقصف تمهيدي عبر قذائف الهاون لإشغال لقوات الاحتلال في معبر كرم أبو سالم، ومعبر صوفا، قبل أن يبدأ مقاتلون عمليتهم عبر نفق أرضي، وصلوا من خلاله خلف خطوط جيش الاحتلال، حيث انقسم المقتلون إلى مجموعات كلٌ منها مكلفة بضرب أهداف محددة، وهي: موقع استخباري، وناقلة جند، ودبابة.
أسفرت عملية الوهم المتبدد عن مقتل جنديين وإصابة 6 آخرين، واستشهاد المقاتلين حامد الرنتيسي ومحمد فروانة، بينما كان الحدث الأبرز هو نجاح المقاومة في أسر الجندي جلعاد شاليط، وهي العملية التي أسفرت في عام 2011 عن صفقة تبادل وفاء الأحرار، تحرر بموجبها 1027 أسيرًا وأسيرة فلسطينيين.
عملية نذير الانفجار
نفذت كتائب القسام في 17 نيسان/ابريل 2008، عملية عرفت باسم، نذير الانفجار، واستهدفت موقعًا لجيش الاحتلال في كرم أبو سالم، وقد أدت العملية لإصابة 13 جنديًا إسرائيليًا، بحسب الإعلان الرسمي الإسرائيلي.
نفذ عملية نذير الانفجار، 4 مقاتلين استُشهد منهم ثلاثة مقاتلين، ونجح الرابع في الانسحاب، وهو الشهيد خالد أبو عسكر، الذي استشهد لاحقًا خلال معركة الفرقان، وهي المواجهة العسكرية التي اندلعت بين المقاومة والاحتلال في نهاية 2008 واستمرت حتى منتصف 2009.
وبعد سنوات من العملية، كشف أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، أن أربع سيارات مفخخة اقتحمت السياج الفاصل جنوب قطاع غزة متّجهة إلى موقع "كرم أبو سالم" العسكري، وهي تحمل كميات كبيرة من المتفجرات، تحت غطاء كثيف من عشرات قذائف الهاون من العيار الثقيل (عيار 120 ملم)، كما تم إشغال حاميات الموقع العسكري بغطاء ناري كثيف من الرشاشات الثقيلة من وحدة الإسناد المشاركة في هذه العملية.
وبيّن أبو عبيدة، أن منفذو عملية نذير الانفجار فجروا سيارتين مفخختين داخل الموقع، وتركوا سيارة مفخخة ثالثة عند بوابة الموقع، لتنفجر لاحقًا، بينما انسحبت المركبة الرابعة.
عملية طوفان الأقصى
يوم السابع من أكتوبر، كان موقع كرم أبو سالم، أحد أبرز المواقع التي استهدفتها كتائب القسام في عمليتها التي أطلقت عليها اسم طوفان الأقصى.
وفي هجومها على كرم أبو سالم يوم السابع من أكتوبر، قتلت كتائب القسام، قائد لواء ناحال العقيد يوناتان شتاينبرغ، وهو أعلى رتبة عسكرية تقتل في العملية، وكان قد شغل سابقًا منصب قائد منطقة رام الله في جيش الاحتلال.
في هجومها على كرم أبو سالم يوم السابع من أكتوبر، قتلت كتائب القسام، قائد لواء ناحال العقيد يوناتان شتاينبرغ، وهو أعلى رتبة عسكرية تقتل في العملية
وبينما يواصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وقادة آخرين في إسرائيل، التهديد باجتياح رفح، جاءت عملية قصف موقع كرم أبو سالم بقذائف "رجوم"، موقعة ثلاثة قتلى و11 جريحًا في صفوف جيش الاحتلال، وهم يحملون رتبة "رقيب"، ويخدم اثنان منهم في كتيبة "شاكيد" ضمن لواء "جفعاتي"، بينما الثالث يخدم في لواء "ناحال".
وقال القيادي في حماس أسامة حمدان للتلفزيون العربي، إن العملية "رسالة من كتائب القسام للاحتلال بأن عواقب أي مغامرة قد يرتكبها جيشه لن تكون كما يتصور".
وأوضحت "يديعوت أحرنوت"، أن الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في القصف يوم الأحد كانوا يحرسون الدبابات التي يفترض أنها تستعد للدخول إلى رفح.
وأفادت، أن الجيش الإسرائيلي يحقق في كيفية انتهاء عملية كرم أبو سالم بهذه النتيجة رغم إطلاق صافرات الإنذار، ورغم انتشار القوات الإسرائيلية.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية "كان"، فإن الصواريخ أصابت أهدافها في كرم أبو سالم، بعد إطلاقها بنحو 8 ثوانٍ فقط.
ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو يظهر إطلاق صواريخ "رجوم". كما نشرت عبر قناتها على تلغرام "وجعلناها رجومًا للشياطين".
