كشفت مواقع عبرية عن تبني وزارة المواصلات الإسرائيلية مخططًا لربط مستوطنات في الضفة الغربية بمدينة القدس، في الوقت الذي أقرت فيه الوزارة ذاتها تعديلاً على مسار القطار السريع الذي يربط "تل أبيب" بالقدس، ليصل إلى حائط البراق مرورًا بأحياء فلسطينية في القدس المحتلة.
وحسب المصادر، فإن القطار الذي كان سيصل إلى ما يسمى بـ"مباني الأمة" في الجزء الغربي من القدس، تم تعديل مساره بأمر من وزير المواصلات يسرائيل كاتس ليصل إلى منطقة البراق مقابل باب المغاربة أحد أبواب المسجد الأقصى، وذلك من خلال حفر نفق بطول 2 كيلومتر على عمق نحو 80 مترًا في الأرض من "مباني الأمة".
إسرائيل أعدت خطتين لإقامة خطوط للقطارين السريع والخفيف تضمن ربط المستوطنات بالضفة مع القدس والداخل بما في ذلك جزءًا من القدس العتيقة
أما المخطط الثاني، فينص على إضافة أربعة خطوط للقطار الخفيف بهدف ربط مستوطنات مقامة في الضفة الغربية بمدينة القدس، في خطوة وصفتها القناة العبرية الثانية بأنها غير مسبوقة.
اقرأ/ي أيضا: فلسطين تطرق باب الإنتربول.. وإسرائيل تحارب لرفضها
وأفادت القناة، بأن الخط الأول سيصل القدس بمستوطنة "معاليه أدوميم" عن طريق التلة الفرنسية، أما الخط الثاني فسيؤدي إلى مستوطنة "آدم"، ويصل الثالث إلى "عطروت"، والرابع يصل إلى "غفعات زئيف".
وأوضح الناشط المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، أن المشروعين مرتبطان ببعضهما البعض، إذ سينهي الاحتلال قريبًا مشروع القطار السريع الذي تم بالفعل تجهيز أغلب الجسور والأنفاق الخاصة به، ليصل إلى غربي القدس وحائط البراق، على أن يرتبط ذاته بخطوط للقطار الخفيف الذي سيربط القدس بالمستوطنات.
وأفاد أبو دياب لـ "ألترا فلسطين"، أن القطار الخفيف يعمل على الكهرباء وهو داخلي مخصص للنقل داخل مدينة القدس، ويقطع مسافة يتراوح طولها بين 10 و 12 كم، أما القطار السريع فيستخدم بين المدن وسرعته أكبر ومخصص لمسافات تتراوح بين 70 و80 كم.
وأضاف، أن القطار السريع سيقطع المسافة بين "تل أبيب" والقدس في فترة لا تزيد عن 28 دقيقة، وقد وصل العمل به إلى قرية لفتا المهجرة في القدس، وسيكون جاهزًا للعمل خلال أشهر معدودة فقط. أما خطوط القطار الخفيف فهي خطة تم إقرارها ولم يبدأ العمل بها بعد، لكن تنفيذها لن يستغرق أكثر من أربع سنوات، وفقا لأبودياب.
وبين أبو دياب، أن تنفيذ مخطط ربط المستوطنات بالقدس لا يحتاج للنقاش في الكنيست، بل إن وزارة المواصلات ستتولى تنفيذها على مسؤوليتها وبالنفقات المخصصة لها، مشيرًا إلى أن الوزير كاتس أكد على ذلك.
ويهدف الاحتلال من هذه الخطوات، وفقا لأبودياب، إلى ربط الأراضي المحتلة عام 1948 بالضفة الغربية وتسهيل التواصل والحركة بينهما، بما يمثل إغراءً جديدًا للمستوطنين للانتقال إلى المستوطنات المقامة في الضفة والقدس، والتي يجري توسيعها بإقامة وحدات سكنية جديدة مؤخرًا، لكن المستوطنين يرفضون الانتقال إليها لأسباب أمنية أو بسبب صعوبة الوصول إلى مناطق أعمالهم في الداخل المحتل.
وستسهل خطوط القطار الخفيف الجديدة تنقل المستوطنين إذا ما تم ربطها بالقطار السريع الذي سيختصر وقتًا طويلاً تستغرقه السيارات، كما ستوفر الحماية والأمان للمستوطنين الذين يخافون من التعرض للرشق بالحجارة والزجاج الحارق عند مرورهم على شوارع تجاور قرى وبلدات فلسطينية بالضفة.
ورأى أبو دياب، أن الاحتلال يهدف أيضًا إلى خلق واقع جديد على الأرض، يجعل من الصعب مستقبلاً تغييره في أي حل سياسي، بما يضمن أن تصبح هذه المستوطنات جزءًا من دولة الاحتلال.
تجدر الإشارة إلى أن وزراء ونواب إسرائيليين طالبوا مؤخرًا بضم الضفة الغربية إلى "إسرائيل" وفرض السيادة الكاملة عليها، أو بفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات المقامة في الضفة، ما يعني جعلها جزءًا من "إسرائيل"، ما يشير إلى صلة كبيرة بين هذه المقترحات وخطوط القطار الخفيف الجديدة.
اقرأ/ي أيضا:
مكتبات مثقفي نابلس.. سيرة ضياع وتفريط