10-يوليو-2024
صالح الهمص

مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي، صالح الهمص

أكد مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي صالح الهمص، أن خروج المستشفى عن الخدمة نتيجة أمر الإخلاء الإسرائيلي سيكون له انعكاسات سلبية خطيرة جدًا على حياة آلاف الجرحى والمرضى، خاصة الذين يحتاجون إلى رعاية لا تتوفر إلا في المستشفى.

وكان جيش الاحتلال أجبر الطواقم الطبية وآلاف المرضى والجرحى والنازحين على إخلاء مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس جنوب قطاع غزة، بحلول الأول من تموز/يوليو الحالي، وبذلك يكون قد خرج عن العمل 34 مستشفى من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وفق تقرير للمكتب الإعلامي الحكومي.

يحاور الترا فلسطين مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي، صالح الهمص، حول عمل مستشفى غزة الأوروبي في أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حتى خروجه عن الخدمة نتيجة أمر الإخلاء الإسرائيلي، ثم عملية النهب التي قام بها لصوص بعد الإخلاء، ومستقبل عمل المستشفى.


  • ما هي قيمة مستشفى غزة الأوروبي؟

هو أول مستشفى في قطاع غزة يُنْشَأ بمواصفات عالمية، حيث قام فريق من الاتحاد الأوروبي بإنشاء هذا المستشفى على مساحة واسعة في جنوب شرقي مدينة خانيونس، وقد افتتح في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2000، وجرى استقبال أول مريض في المستشفى بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، وكان هناك خبراء دوليون في المستشفى إلى جانب الطواقم المحلية، حتى سُلِّم المستشفى كاملًا لوزارة الصحة في السلطة الفلسطينية.

صالح الهمص: مستشفى غزة الأوروبي يقدم خدمات تخصصية لا تتوفر في كل المنطقة الوسطى والجنوبية من القطاع

ومستشفى غزة الأوروبي من المستشفيات التي تقدم الخدمة الطبية ذات المستوى الثالث، وهي خدمات تخصصية لم تكن موجودة في مستشفيات قطاع غزة، مثل جراحة الأوعية الأدوية وجراحة الأعصاب وجراحة الأطفال وجراحة القلب وعمليات القلب، إضافة إلى القسطرة القلبية، حيث إنه في كل المنطقة الوسطى والجنوبية من القطاع لا تتوفر هذه الخدمات إلا في مستشفى غزة الأوروبي، فيما يقدم مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة خدمات مماثلة في مناطق شمال القطاع، وبعد اقتحام قوات الاحتلال لمجمع الشفاء وتدميره وإخراجه عن الخدمة لم يتبق سوى غزة الأوروبي الذي يقدم هذه الخدمات على مستوى القطاع.

  • ما دور المستشفى خلال شهور الحرب المستمرة على قطاع غزة؟

كان عدد أسرّة المبيت في مستشفى غزة الأوروبي 240 سريرًا فقط، وبعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وُسِّعَت خدمات المستشفى وإضافة الأسرّة إلى أن وصلت في بعض الأوقات إلى 850 سريرًا للمبيت.

وكان عدد أسرّة العناية المركزة 21 سريرًا فقط، ووُسِّعَت أيضًا ووصلت إلى 6 أقسام من العناية المركزة تضم 55 سريرًا.

  • كيف تعاملتم مع ضحايا الحرب من الشهداء والجرحى؟

لقد أجريت آلاف العمليات الجراحية في المستشفى منذ اندلاع الحرب، وآخر رقم إحصائي قبل إخلاء المستشفى كان 7500 عملية جراحية متنوعة خلال 9 شهور من العدوان الإسرائيلي. كما استقبلنا خلال هذه الشهور آلاف الجرحى، إضافة إلى 1200 إلى 1300 شهيد.

  • ما هي تفاصيل عن عملية إخلاء المستشفى؟

فوجئنا يوم 1 تموز/يوليو الجاري بالإعلان على صفحة  المنسق الإسرائيلي، وباتصالات هاتفية للطواقم والمقيمين في مستشفى غزة الأوروبي، تدعوهم إلى إخلاء المنطقة كاملة، ومن ضمنها مستشفى غزة الأوروبي، وقد سادت أجواء من الهلع والذعر ناتجة عن التجربة السيئة التي تعرضت لها الطواقم الطبية من تنكيل في مستشفى الشفاء بمدينة غزة ومستشفى ناصر في خانيونس والمستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، إثر اقتحام قوات الاحتلال لها، وكانت تجربة سيئة عاشتها طواقم طبية انتقلت إلى العمل في المستشفى الأوروبي، فساد الخوف بأن تتعرض طواقمنا للتجربة نفسها، إضافة إلى الخوف الشديد على مئات الجرحى، والنازحين في باحات المستشفى.

  • ما هو عدد المرضى والجرحى في المستشفى عند إخلائه؟ وكيف تعاملتم معهم وقت الإخلاء؟

كان هناك 400 مريض وجريح على أسرّة المبيت في المستشفى لحظة إخلائه، وحرصنا على تأمين مرضى العناية المركزة والحضانة، ونقلناهم بصورة آمنة لمستشفى ناصر في غرب مدينة خانيونس.

صالح الهمص: كان هناك 400 مريض وجريح على أسرّة المبيت في المستشفى لحظة إخلائه

  • ماذا عن الأجهزة والمعدات الطبية بالمستشفى؟

أمنا ما نستطيع من الممتلكات داخل المستشفى، ونقلها إلى مستشفى ناصر، ولكن الجميع يعلم أن مستشفى غزة الأوروبي يقع في منطقة قريبة من السياج الأمني الفاصل بين القطاع والداخل المحتل، ولخطورة المنطقة لم يتبق أحد من الطواقم والمرضى والنازحين مع حلول مساء الأول من تموز/يوليو الجاري، ونتيجة لذلك وقعت أحداث مؤسفة (سطو وسرقة لصوص لما تبقى من ممتلكات المستشفى)، وأدى ذلك إلى خروج المستشفى عن الخدمة، ونحن نوجَد الآن في مستشفى ناصر، وهناك متابعات مع وزارة الصحة للبحث في أفضل السبل والآليات للعودة القريبة إلى العمل بمستشفى غزة الأوروبي، حتى نواكب التحديات، ونواصل تقديم الخدمة لأبناء شعبنا.

  • ما هي الآثار السلبية لخروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة؟

خروج المستشفى عن الخدمة له انعكاسات سلبية خطيرة جدًا على حياة آلاف الجرحى والمرضى، وتحديدًا أولئك الذين لا تتوفر الرعاية والخدمة الطبية الخاصة بحالاتهم الصحية إلا في أروقة وأقسام مستشفى غزة الأوروبي، مثل عمليات القسطرة القلبية، ومرضى الأوعية الدموية، ومرضى الأعصاب، ومرضى العظام، ومرضى العيون.

إضافة إلى توقف غرف العمليات الجراحية، حيث لدينا في المستشفى 7 غرف، تجري بها يوميًا ما بين 35 إلى 40 عملية جراحية متنوعة، فضلًا عن أقسام الحضانة والأطفال.

وبخروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة، زاد الضغط على مستشفى ناصر الذي يتولى تقديم الخدمات الطبية لما يزيد عن مليون و500 ألف من سكان مدينتي رفح وخانيونس والنازحين، خاصة بعد خروج مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح عن الخدمة جراء الاجتياح الإسرائيلي للمدينة، وهذا الضغط على مستشفى ناصر يفوق قدرته الاستيعابية، ونخشى إذا طالت فترة خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة أن يفقد مرضى وجرحى أرواحهم.