01-يوليو-2017

دفع حصار قطاع غزة المتواصل منذ 10 سنوات، بأفكارٍ عصريةٍ تواكب تطوراتٍ تحدث خارج حدود القطاع الذي لم يسافر أغلب سكانه منذ زمنٍ يزيد عن فترة الحصار، فكانت مقاهي "رستو كافيه" الصغيرة جدًا إحدى هذه الأفكار، ونجحت في اجتذاب الزبائن من الشبان تحديدًا، بسبب اختلافها عن سواها كون معظم تصاميمها من أدوات خشبية وحديدية يُعاد تصنيعها وتدويرها في المقهى.

قلة الأماكن الترفيهية العامة، ومحدودية الأراضي العامة الخاصة بالتنزه، وانقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة لأكثر من 16 ساعة يوميًا، هذه كلها جعلت المقاهي قبلة جديدة للشبان، لأنها تحمل فكرة غير تقليدية، إضافة لطابعها الثقافي، إذ تحتوي على رسومات مطربين وكلمات شعراء، وتوفر كتبًا في الأدب على جدرانها.

مقاهي في قطاع غزة افتتحها شبان وفق أفكار وتصاميم عالمية استخدموا فيها معدات خشبية وحديدية بعد إعادة تدويرها

"هوني بي" أحد أبرز مقاهي "رستو كافيه" المنتشرة في غزة، رغم أن مساحته لا تتجاوز 30 مترًا. يمتلئ "هوني بي" بالتفاصيل والديكورات الحديثة، ويقبل عليه يوميًا الكثير من الشبان المثقفين وطلبة الجامعات.

اقرأ/ي أيضًا: طلاب أجانب في غزة: هنا ما يستحق الحياة

وعلى جدران "هوني بي" توضع صحف غير عربية، ورسومات ومجسمات لبعض أصناف الحلوى، وبعض الألبسة التي تحمل شعارات الحرية وشبابية، إضافة لثلاجة عُرضت بداخلها أطعمة مختلفة بطريقة جذابة.

[[{"fid":"63201","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

عمر صبح (32 عامًا) صاحب المقهى، عمل في ثلاثة فنادق مصرية بعد أن تخرج من معهد أكاديمي للفنادق والسياحة، ثم عاد ليعمل داخل غزة في مطعم، قبل أن يفتتح مقهاه في 2015. يقول عمر لـ"ألترا فلسطين"، إن "الفرق بين رستو كافيه والمقاهي الأخرى أنها تحمل جودة في أصناف المشروبات والحلوى والوجبات الخفيفة التي تقدم، إضافة للتصميم، ولها نجاح لأنها تواكب حاجة الشباب".

وأضاف، "الظروف التي تعصف واقع القطاع جعلت مدة الفراغ أطول عند الشباب، وهؤلاء يريدون تفريغ الطاقة التي بداخله".

خبرة عمر في العمل في فنادق خارج فلسطين، ساهمت في تقديمه وجباتٍ وأنواع كعك وحلوياتٍ ليست مدرجة في غالبية مطاعم ومقاهي غزة، مثل "سينامون رول" وهي فطيرة القرفة بالطريقة الأمريكية، وأنواع حلويات الكوكيز، والكلير، والبراونيز، وأنواع كيك أخرى عالمية، وهذا ما يجذب الشبان لمقهاه.

[[{"fid":"63206","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]

[[{"fid":"63211","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]

لا يختلف حال عمر عن الكثير من الشبان الذين لا يجدون فرص في العمل، وهو يشير إلى أن مقهاه يتأثر بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالقطاع، وليس آخرها أزمة قطع رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة. ولا تتوقف رغبة عمر عن التجديد والتغيير في ديكورات المقهى وأصناف المشروبات والأطعمة، "لأن طبيعة الزبائن تحب التجديد" وفق قوله.

[[{"fid":"63216","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"4":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"4"}}]]

"بون جوج" مقهى آخر لصاحبه علاء يوسف شحادة (33 عاما) الذي يحمل بكالوريوس علوم سياسة، وقد دفعه عجزه عن الحصول على أي وظيفة منذ تخرجه عام 2006 إلى إنشاء المقهى الذي "يعاصر تطور مقاهي العالم" حسب قوله.

اعتمد شحادة على مشاهدة تصاميم المقاهي العالمية عبر الإنترنت، وتنفيذ تصاميم مشابهة في غزة، لكن خلال ذلك فكر في أن الكثير من المعدات والأشكال المطلوبة لا تتوفر في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي، ما دفعه لاستخدام أدوات من الخشب والحديد، وإدخال ذلك في الكراسي والطاولات والبار ورفوف والباب، إضافة لتصميم سقف خشبي مع زجاجات عصير العنب الإسباني.

[[{"fid":"63221","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"5":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":500,"width":333,"class":"media-element file-default","data-delta":"5"}}]]

يقول شحادة لـ"ألترا فلسطين"، إن الزبون في "رستو كافيه" يشاهد عددًا أكبر من الناس، ومن مختلف الفئات، في وقت أقل، وهذا، حسب اعتقاده، يحافظ على الخصوصية بشكل أكبر، مؤكدًا عدم وجود تجارة أو مشاريع ناجحة في القطاع، لكنه لا يريد الجلوس في البيت، ويأمل في تطوير المقهى خلال الوقت المقبل.

إياد ملفوح (28 عاما) شاب ثالث دفعه عجزه عن الحصول على وظيفة إلى خوض مغامرة مقاهي "رستو كافيه"، فأسس مقهى "كابتشينو"، وهو المجال البعيد تمامًا عن تخصصه في هندسة البرمجيات، الذي حصل عليه من جامعة فلسطين وتخرج منها عام 2012.

وأعاد إياد أيضًا تدوير أدوات حديدية وأخشاب، إضافة للألمنيوم الذي استخدمه لتصميم البار. يقول إياد: "لا يوجد عمل وفوق ذلك أزمة كهرباء، فلنغير هذا الجو بالمقاهي اللازمة في ظل هذه الازمة، وكجزء يخفف من عبء الحياة اليومية، ومقاهي رستو كافيه فكرة جديدة وأفضل ربحًا من مشاريع أخرى".


اقرأ/ي أيضًا:

فوضى السوق السياحي.. سمسرة وشركات وهمية

صنع في غزة: طائرات صغيرة لقطاعات متنوعة

فيديو | نانا تكسر ذكورية عزف الإيقاع في غزة